يمثل شهر رمضان الكريم فرصة ذهبية تعود فيها العائلة التونسية الى العادات الغذائية الصحية والاجتماع حول اكل صحي مائة في المائة. كما تغيب الوجبات الخفيفة من قاموسنا طيلة هذا الشهر. وهي عادة جيدة حبذا لو حافظنا عليها باقي ايام السنة لكنا تجنبنا كثيرا من المخاطر الصحية والأمراض التي يتسبب فيها هذا النمط من السلوك الغذائي غير القويم. ويعد الأطفال الفئة العمرية الأكثر تضررا بهذه العادة السيئة، التي يكون من أبرز نتائجها السلبية على الصحة انتشار البدانة بين الأطفال بشكل كبير، مما يزيد من خطر إصابتهم بعدة أمراض، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. ويسهم الأهل من غير ان يدركوا في تعريض أطفالهم لهذه المخاطر، من خلال عدم توعية صغارهم بالعادات الغذائية، وأنماط الحياة الصحية. ويحذّر خبراء الصحة من ان البدانة والبدانة المفرطة، تحولت الى قنبلة موقوتة تهدد حياة الأطفال وتعرضهم لمخاطر جسدية ونفسية كثيرة اذا لم يسارع الأهل الى علاجه ووضع حد لتلك الكيلوغرامات الزائدة التي تعوق حركة أطفالهم. ويعزو الخبراء السبب الرئيسي لبدانة الأطفال الى العادات الغذائية غير الصحية، التي يتبعها الطفل والتي يسهم الأهل في ارسائها عن جهل او عن قلة الوقت، حيث ان اغلبيتهم يعملون ولا يجدون الوقت لتجهيز وجبات صحية، فنراهم يعتمدون على الوجبات السريعة، او الجاهزة التي تكون عادة غنية بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة إضافة الى قلة ممارسة الأنشطة الرياضية التي تساعد الطفل على حرق تلك السعرات التي يخزنها. فمن اجل الحفاظ على صحة الطفل ووزنه الطبيعي والسليم، وجب تشجيعه على تناول المأكولات الصحية والمتوازنة وممارسة الأنشطة الرياضية بشكل يومي. كيف يمكن فعل ذلك؟ تقع على الأهل، لاسيما الأم، مسؤولية توجيه اطفالها وتوعيتهم وتثقيفهم صحيا والتعرف الى العادات الغذائية الصحية وأنماط الحياة السليمة، وهناك وسائل عدة لفعل ذلك. نقدم لك مجموعة من الخطوات التي من شأنها ان تساعدك على حماية طفلك من البدانة، آفة العصر الحديث: سارعي الى تحويل عملية تناول الأطعمة الصحية الى متعة حقيقية ولا ترغميه على تناول أنواع من الأطعمة لا يحبها بل اختاري له نوعا آخر يروق له. مارسي الرياضة بانتظام، واتبعي نظاما صحيا لتقدمي لطفلك مثالا حيا فمن المعروف ان الطفل يراقب اهله ويقلد تصرفاتهم فاستغلي هذا الامر، لارساء بعض العادات السليمة فيه منذ الصغر. احرصي على ان يتناول طفلك مجموعة من الأطعمة. تحتوي على الكثير من الخضار والفاكهة والمنتجات المصنوعة من الحبوب الكاملة. أعطي طفلك منتجات الحليب قليلة او خالية الدسم، لعلمك ان الطفل تحت سن السنتين يحتاج فقط الى تناول الحليب كامل الدسم. شجعيه على شرب الماء بدلا من العصائر الصناعية والمشروبات الغازية، عندما يكون عطشا. قللي من استخدام الملح او السكر او الدهون المشبعة، اثناء طهو الوجبات في المنزل. شجعيه على تناول خمس حصص على الاقل من الخضار والفاكهة يوميا. واحرصي دوما على توفير المأكولات الصحية له في المنزل، مثل الفاكهة والخضر، ولا تجلبي له المشروبات الغازية والمقليات والشكلاطة، بل استعيضي عنها بالفاكهة المجففة مثل الزبيب واللوز والجوز. حددي له مواعيد تناول الوجبات الرئيسية الثلاث يوميا، وحاولي الالتزام بها قدر الامكان. امنعيه من تناول الوجبات الخفيفة او اي طعام اثناء مشاهدته التلفزيون. ولا تشجعيه على تناول الأكلات الخفيفة والأكل بالشارع. اعتمدي الأسلوب الصحي في الطهو، مثل الشي والسلق، واستخدمي الدهون الصحية مثل زيت الزيتون او زيت الكانولا في تحضير الوجبات. وإذا كان طفلك يعاني من البدانة، يجب الاسراع في معالجة حالته وعدم تركه ينوء تحت ثقل كيلوغراماته، بل حثه على اتباع نمط حياة صحي، يعتمد على عادات غذائية متوازنة وصحية وتمارين رياضية او نشاط جسدي يساعده على حرق السعرات الحرارية والتخلص من الدهون.