اجتاحت عاصفة رملية كبيرة شرق أستراليا وخيمت على العاصمة الاقتصادية سيدني أمس مما أدى إلى شلّ حركة وسائل النقل وأجبرت الناس على التزام بيوتهم. وأزالت العاصفة آلاف الأطنان من التربة الخصبة للأراضي الزراعية. وأدت العاصفة التي بدأت أمس الأول إلى إظلام بلدة بروكن هيل ثم اتجهت لمسافة 1167 كيلومترا شرقا لتلف سيدني باللون الأحمر. وبحلول ظهر يوم أمس اتجهت العاصفة المحمّلة بما يقدّر بخمسة ملايين طن من التراب إلى الجزء الجنوبي من ولاية كوينزلاند الاستوائية بأستراليا. ونتيجة لهذه الكارثة تم تحويل مسار الرحلات الجوية الدولية عن مطار سيدني وعلقت حركة الموانئ ووجه تحذير لقادة السيارات بتوخي الحذر على الطريق بسبب انعدام الرؤية في عديد المناطق. وأدى التراب إلى إطلاق أجهزة الانذار في بعض المباني بالمنطقة التجارية المركزية في سيدني وأوفت أعمال البناء كما تسببت أيضا في صعوبة في التنفس في بعض الجهات. وحثت السلطات الصحية المواطنين على التزام بيوتهم محذرة بأن من المرجح أن تستمر العاصفة حتى اليوم الخميس. وسجل مؤشر نوعية الهواء الرسمي لولاية نيو ساوث ويلز مستويات مرتفعة من التلوث بلغت 4164 في سيدني. وللعلم فإن أي مستوى يتجاوز 200 يعد خطرا. وفي هذا الاطار قال وين سميث من الادارة الصحية في نيو ساوث ويلز ان الناس المعرضين للخطر هم الأطفال والمسنون والنساء الحوامل ومن يعانون أمراضا بالقلب والرئة. وقال مكتب الارصاد ان جبهة باردة كبيرة في نيو ساوث ويلز سببت عواصف رعدية شديدة ورياح عاصفة مما أدى إلى إزالة التراب من المناطق الداخلية ونشره في أنحاء أكبر ولاية أسترالية من حيث عدد السكان. كما أذكت الرياح التي تجاوزت سرعتها أمس 100 كيلومتر في الساعة حرائق الغابات في الولاية. وليست العواصف الرملية غريبة على أستراليا لكنها في العادة تقتصر على المناطق الداخلية ومن وقت لآخر في فترات الجفاف الذي ينتشر على نطاق واسع. وتصارع أستراليا جفافا من أسوأ ما مرّ عليها ويقول مسؤولون في مجال الطقس إن النينيو يتطور ببطء في المحيط الهادي مما سيعني ظروفا أكثر جفافا للولايات في شرق أستراليا.