شيع أهالي العواسة بسيدي بوزيد جثمان الطفلة غادة المتفوقة في الدراسة على اثر وفاتها في حادث مرور كان جد على الطريق الرابطة بين سبيبة وسبيطلة أثناء استعدادها لليوم الأول من الدراسة. «الشروق» زارت عائلة الضحية بنهج الحسين بوزيان من ولاية سيدي بوزيد في منزل يخيم عليه الحزن والحسرة على فقدان بنت التسع سنوات المرحومة غادة عواسة وهي البنت الكبرى لعائلة تتكون من 3 بنات ندى (7 سنوات) وشيماء (عامان). التقينا خال الضحية شفيق عيساوي مباشرة بعد موكب الدفن وتلقي العزاء فحدثنا وكله حسرة وأسى عن ابنة أخته التي عرفت بذكائها الخارق للعادة وبتفوقها في الدراسة حيث تحصلت على شهائد الامتياز في السنوات الثلاث التي قضتها في مدرسة شارع الجمهورية بسيدي بوزيد. أفاد شفيق عيساوي ان ابنة أخته انتقلت صحبة شقيقتيها ووالدتها إلى ولاية سليانة اثر نقلة والدها للعمل هناك. وأضاف ان ذلك حدث بعد أن نظمت محفظتها الجديدة. بقيت في سليانة عدة أيام واستعدادا لليوم الأول من السنة الدراسية قفلت صحبة والدتها عائدتين إلى سيدي بوزيد وأثناء سير السيارة التي كان يقودها سائق بسرعة متوسطة خلف سيارة سياحية. وبالطريق الرابطة بين سبيبة وسبيطلة تظاهر سائق السيارة السياحية بالانحياز إلى اليمين استعدادا للتوقف إلا أنه عدل عن ذلك وعاد إلى مسلكه بقوة وبسرعة فائقة وقد مثلت عودته إلى المعبد فجأة عائقا أمام السيارة التي تقل الهالكة فصدمتها. أحدث التصادم رجة كبيرة فقدت البنت الهالكة توازنها وصدمت سقف السيارة فانجر عن ذلك كسر على مستوى الرقبة أدى إلى وفاتها على الفور. وقد أسفر الحادث عن أضرار بدنية جسيمة لوالدة الهالكة فتم نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي بسوسة لتلقي العلاج. أما سائق السيارة الأمامية فقد تعرض إلى أضرار بليغة على مستوى رجليه. وقد أصيبت والدته ومرافقاه بأضرار متفاوتة الخطورة. وقد تم دفن الهالكة غادة وسط حشد كبير من الحضور من بينهم أصدقاؤها التلاميذ. وصرح لنا شفيق بأن والدة الهالكة لم تعلم بوفاة ابنتها إلا بعد أن تم السماح لها بالخروج من المستشفى الجامعي بسوسة صبيحة أول أمس الاربعاء ولم تتمكن من حضور الدفن. وقد قامت «الشروق» بزيارة المدرسة الابتدائية بشارع الجمهورية بسيدي بوزيد أين كانت تدرس المرحومة فاعترضنا عدد كبير من التلاميذ وهم يبكون زميلتهم التلميذة النجيبة والمتخلقة. فيما بدا على وجوه مدرسيها حزن واضح خاصة وأنها كانت تنشط الفصل بحركيتها الدائمة وبحضورها الذهني الخارق للعادة وقد طلبوا لها الرحمة ولوالديها الصبر الجميل.