قد يشتكي كثير من الناس، بعد انقضاء شهر رمضان الكريم من الأرق الليلي وعدم القدرة على النوم وذلك بسبب تغيّر العادات وكثرة السهر مما يؤثر على ساعة الجسم البيولوجية وتكون نتيجة كل ذلك إحساس بالتعب والارهاق والتوتر النفسي. ويرجع الأطباء أسباب الأرق الى بعض العوامل المؤثرة في فيزيولوجية النوم خلال شهر الصوم، ومن أهمها تغيير مواعيد الوجبات التي يتم تناولها ليلا وليس نهارا، بالاضافة الى تناول وجبة السحور في وقت متأخر ومقارب للفجر. ونلاحظ خلال شهر الصيام ان البعض ينقلب ليله الى نهار، فينام طوال النهار ليستيقظ قبل المغرب. مما يصعب على البعض العودة الى نظام الخلود للنوم باكرا بعد رمضان. ويؤكد الأطباء ان هذا الانقلاب له آثار جسدية وحيوية نتيجة لتغيير ساعة الجسم البيولوجية مما يزيد من إحساس الشخص بالتعب. لذا ينصح الخبراء بالابتعاد عن شرب المنبهات ليلا والعمل على تنظيم نمط النوم ومواعيده، من خلال الذهاب الى النوم باكرا لينال الجسم ساعات نوم كافية ليلا، مع أخذ غفوة قصيرة أثناء النهار. ويفضل شرب الحليب الدافئ قبل النوم مع الحرص على ممارسة الرياضة يوميا. فقد اظهرت الدراسات ان الذين يعيشون حياة خاملة ينامون بصورة أسوأ ممن يعيشون حياة نشطة، فالرياضيون بصورة عامة ينامون أفضل من الخاملين. غذاؤك مصدر راحتك وللتغلب على الأرق، ينصح الخبراء باختيار أطعمة تحفز الجسم على الشعور بالنعاس، ومنها النشويات التي تحث الجسم على إفراز هرمون السيروتونين، وهو المادة الكيميائية العصبية التي تساعد الجسم على الاسترخاء. ويمكن للاجهاد او التوتر ان يعيق من إفراز مادة الميلاتونين. لذا يمكن مساعدة الدماغ على الهدوء بتناول قطع من الموز الغني بهذا الهرمون. من ناحية أخرى، يساعد اللبن الغني بمادة الستين، واللوز الغني بمادة «الارجنين» على التقليل من التوتر والمساعدة على الاسترخاء. فقد بيّنت الداسات ان الأطعمة الغنية بالأحماض الأمينية تقلل بنسبة كبيرة من التوتر. وينصح الخبراء كذلك بتناول الخضروات مثل الفلفل والورقية مثل البقدونس لأنها تحتوي على نسبة هامة من الفيتامين «ج» الذي يقلل من إفراز الجسم لهرمون الكورتيزول الذي يفرزه الجسم عند الشعور بالتعب. وفي نفس السياق، أظهرت العديد من الدراسات تأثير الموز والبطاطا الايجابي في الصحة النفسية، باعتبارهما من الأطعمة المسببة للسعادة والراحة والانتظام في نظام النوم، وذلك لدورهما في تحفيز هرمون السيروتونين، بالاضافة الى احتواء الموز على فيتامين «ب6» المنظم لساعات النوم، لذا يفضل تناول حبة من الموز قبل النوم بساعتين. ويؤكد الخبراء ان للبطاطا تأثير المخدّر، فإذا كنت تعاني من الأرق ينصحك الأخصائيون بتناول نصف ثمرة بطاطا قبل ذهابك للنوم بأربع ساعات. وينصح الاطباء بتناول الأطعمة قليلة الدسامة لتجنب الأرق والتعب. كما ان الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل الياغورت ترفع من مستوى السيروتنين، الهرمون الباعث على النوم والمهدئ للأعصاب والمعالج للأرق والمغص، وذلك لدوره في زيادة مناعة الجسم بما يقيه من الاصابة بالأمراض المعدية، ويقضي على الميكروبات الضارة بالقناة الهضمية. كما ثبت ان له دورا مهما في وقف عملية ترسب الكوليستيرول على جدران الشرايين بما يقي من اعتلال القلب والدماغ. وينصح الخبراء بشرب كوب من الحليب الخالي من الدسامة قبل النوم بساعة وبتناول الياغورت في وجبة العشاء.