عند وصولنا مساء أمس الى الرديف لاحظنا أن الأضرار كانت كبيرة جدا رغم مرور أكثر من 48 ساعة عن الأمطار ولاحظنا أن عديد المساكن انهارت تماما وسويت بالأرض فيما كانت الأضرار أقلّ شدّة في أحياء أخرى. وأوضح بعض مواطني الرديف من الذين تضررت منازلهم بنسب متفاوتة انه خلافا لما أوردته وسائل الاعلام فإنهم لم يتعمدوا البناء فوق مجاري الأودية أو في منخفضات بل إنهم أقاموا منازلهم في الأماكن المرخص لها في البناء وانهم تحصلوا على رخص مستوفية الشروط وإنهم يدفعون الجباية المحلية على منازلهم المبنية بصفة قانونية. وفي شهادات حيّة لبعض المتضررين من الأمطار الطوفانية قال نجيب الخوالدي أن الماء تدفق بقوّة الى المنزل العائلي الكائن بحي النور وارتفع في بعض الغرف الى قرابة المترين لينخفض منسوبه بعد فترة الى المتر وهو ما فرض على أفراد العائلة الصعود الى المدارج في اتجاه السطح للاحتماء هناك. وأضاف شقيقه ابراهيم انه شاهد من السطح الماء المتدفق يغمر عديد المساكن بالكامل ويحوّل الأنهج الى جزيرة أو بحيرة. وتحدّث أحد الأجوار عمّا أصاب عائلة بلقاسم الخلايفي الذي هاجمه الماء فاضطر الى محاولة اخراج عائلته من فوهة في المطبخ (مضوة) وان أفلح في انقاذ ابنته رجاء فإنه فشل في انقاذ زوجته وابنه غيث اللذين توفيا بعد أن جرفتهما المياه بعيدا وقد تم دفنهما أول أمس. كما فقدت عائلة فقيرة (عائلة الرحيلي) بحي النزلة 50 رأس غنم كانت تمثل مورد رزقها الوحيد. وبلغت خسائر عائلة الخالدي قرابة 200 ألف دينار نتيجة جرف الأمطار لمحتويات متجرها الخاص بالتجهيزات الكهرومنزلية اضافة الى ستّ سيارات كما تضررت عشرات المتاجر الاخرى بمنطقتي العمايدة والنزلة وتراوحت خسائر أصحابها بين 20 و60 ألف دينار. وذكر السيد لزهر النمري (صيدلاني) أن منزله سويّ بالأرض تماما وأنه افتقد كل أثاثه وأجهزته ووثائقه بما في ذلك جواز سفره.