أكد توضيح صادر عن وزارة النقل صباح أمس الجمعة أن تنبؤات مصلحة الأرصاد الجوية التابعة لها كانت صادقة.. إذ تابعت مصالحها تغير الوضع الجوي منذ 15 سبتمبر ووصول تلك التقلبات الى حدود الجنوب التونسي منذ 21 سبتمبر وبالتالي سارعت باعلان التوقعات في مختلف وسائل الاعلام كما حينت نشرتها عبر الموزع الصوتي وموقع الواب في الساعة الرابعة من مساء الثلاثاء أي ساعات عديدة قبل حصول الكارثة في الرديف وبقية المناطق في الجنوب الغربي والوسط. خطوات التحذير بدأت حسب توضيح الوزارة منذ صباح الثلاثاء... حين تم بمعهد الرصد الجوي دعوة لجنة الكوارث للاجتماع منذ الساعة العاشرة... تولى خلالها خبراء المعهد عرض بيانات حول الحالة الجوية المرصودة يومها ومدى تطورها خلال الأيام الموالية... بعدها تم الاتصال بوالي قفصة بعد زوال الثلاثاء (الساعة الثانية بعد الزوال) لإعلامه بنزول أمطار غزيرة بالمنطقة. كما تم تحيين النشرة الجوية الخاصة لمتابعة الوضع الجوي التي تم اعدادها يوم الاثنين 21 سبتمبر وذلك حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال... وتواتر بث المعلومة حول توقعات عنف التقلبات الجوية في مختلف النشرات طيلة يوم الثلاثاء. بعد نزول الأمطار بالشكل العنيف الذي عاشته الرديف وجربة وبقية المناطق في الجنوب الغربي والوسط تواصلت أشغال لجنة الكوارث ومداخلات الخبراء في مختلف المنابر الاعلامية المسموعة والمرئية على المستوى الوطني والجهوي... وتم الاتصال بمختلف الولاة تقريبا في كل الجهات لايصال المعلومة بالاضافة إلى التدخل المباشر أثناء النشرة الرئيسية للأنباء. ويشير توضيح الوزارة إلى أن تحاليل الوضع الجوي لمختلف النماذج العددية المتوفرة بمعهد الرصد الجويّ أكد ما تم التوقع به يوم السبت 19 سبتمبر الجاري... وفيه توقع بنزول أمطار بأغلب المناطق تكون مؤقتا رعدية ومحليا غزيرة وبكميات هامة تهم في البداية مناطق الجنوب (يومي الاثنين والثلاثاء) ثم تشمل تدريجيا الوسط (ولايات الساحل) والوطن القبلي.. ثم تونس الكبرى ومناطق الشمال (الاربعاء والخميس) مع تساقط البرد في أماكن محدودة... وستسبب هذه الأمطار حسب توقعات ما قبل الكارثة ارتفاعا في منسوب المياه بالأودية... كما توقعت تجاوز سرعة الرياح ل100 كلم وبالتالي اثارتها للرمال في الجنوب مما سيتسبب في انخفاض الرؤية إلى أقل من ألف متر. ولزيادة التثبت بين التوضيح أنه تمت الاستعانة بقاعدة المعطيات المناخية الخاصة بالمعهد فتبين أن العشرية الأولى والثانية لشهر سبتمبر تتميز بكميات تساقط تكون هامة خاصة خلال العشرية الثانية التي تسجل كميات تساقط تفوق 40٪. كما تم الاعتماد على النموذج الرقمي التونسي «علاء الدين» الذي يتوقع الحالة الجوية على 3 ساعات وتم اعداد النشرات في شكل توقعات تضمنت زمن ومكان أهم الظواهر. هذا النموذج لا يتعدى مجاله الجغرافي 12 كلم ويتم تشغيله عبر حاسوب له مواصفات تشغيل هذا النموذج الرقمي الذي يسمح بالتوقع لمختلف العناصر الجوية، (الرياح، الأمطار ودرجات الحرارة القصوى والرطوبة) كل 3 ساعات... أطلق عليه اسم «علاء الدين». ويتم حاليا حسب توضيح الوزارة تطوير «علاء الدين» للتوقع بالظواهر الجوية صغيرة الحجم التي لا يتعدى حجمها 2 كلم حتى يتلاءم مع الظواهر الجوية الاستثنائية. ويؤكد التوضيح أن ما حصل في جربة والرديف أعلمت به مصلحة الأرصاد الجوية قبل وقوعه... وبالتالي أبلغت المعلومة. أ. س حسب آخر التوقعات: التقلبات الجوية ستخف حدتها نهاية الأسبوع تونس «الشروق»: قالت مصادر من المعهد الوطني للرصد الجوي إن التقلبات الجوية ستخف حدّتها نهاية هذا الأسبوع وخاصة يوم الأحد. وأوضحت أن الوضع الجوي يتجه نحو الاستقرار.. إذ تشهد مناطق الشمال اليوم السبت نزول بعض الأمطار تكون محليّة في الوسط مع ظهور سحب قليلة، في الجنوب.. وستتراوح درجات الحرارة القصوى ما بين 23 و27 درجة في الشمال والوسط ولا تتجاوز 31 درجة في الجنوب. أما الأحد.. ستشهد أغلب المناطق في البلاد ظهور بعض السحب مع اعتدال في سرعة الرياح التي ستهب من القطاع الشرقي.. وستشهد درجات الحرارة ارتفاعا طفيفا (بدرجة واحدة) في مناطق الشمال والوسط. توقعات الأسبوع المقبل تستبعد حسب ما جاء في النشرة الجوية للمدىالمتوسط عودة التقلبات الجوية العنيفة التي شهدتها مناطق الوسط والجنوب الغربي خلال هذا الأسبوع. وتشير النشرة إلى أن أغلب المناطق ستشهد نفس الوضع الجوي طيلة الأيام الثلاثة الأولى للأسبوع.. الاثنين والثلاثاء والاربعاء.. إذ تتكاثف السحب في أغلب المناطق يوم الاثنين وتكون أحيانا كثيفة بالشمال ومحلية بالوسط وقليلة بالجنوب يوم الثلاثاء مع امكانية نزول أمطار متفرقة بالشمال والوسط وظهور بعض السحب بالجنوب يوم الاربعاء.. على أن تحافظ درجات الحرارة على استقرارها طيلة الأيام الثلاثة وتكون الرياح من القطاع الشرقي قوية نسبيا قرب السواحل والجنوب ومعتدلة ببقية الجهات يوم الاثنين.. ويتغيّر اتجاهها خلال اليومين المواليين فتصبح من القطاع الغربي معتدلة فقوية نسبيا قرب السواحل والجنوب. أسماء سحبون حصيلة التقلبات في الساعة التاسعة و24دق من يوم الاربعاء 23 سبتمبر بلغت سرعة الرياح 100 كلم / الساعة بجزيرة جربة وتهاطلت الأمطار بطريقة استثنائية في وقت وجيز في الجنوب والوسط الغربي. الساعة الثانية بعد زوال نفس اليوم شهدت منطقة المهدية المنستير هبوب رياح قوية بلغت سرعتها 83 كلم في الساعة مع تسجيل نزول البرد بقابس. بلغت أقصى كميات الأمطار المسجلة على اثر تقلبات هذا الأسبوع 226 مم في منطقة هيبون من ولاية المهدية وذلك في الليلة الفاصلة ما بين 23 و24 سبتمبر.. هذه الكميات تكون في الغالب حصيلة تساقطات كل الفصول.. لكنها في تلك الليلة تجمعت في تلك المنطقة.. دفعة واحدة.. في ظرف وجيز.