تجنبا لتفشي الأمراض والأوبئة بمنطقة الرديف جراء الفيضانات التي خلفت خسائر مادية وبشرية جندت إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط تحت إشراف وزارة الصحة العمومية كل طاقاتها وقامت بعديد الإجراءات الوقائية. وعلمنا من السيد مبروك النظيف مدير عام إدارة حفظ الصحة بعد معاينته للوضع بالرديف على امتداد الثلاثة أيام الماضية أن الفيضانات خلفت خسائر مادية وبشرية وأضرت بشبكة المياه الشيء الذي أفضى إلى تخصيص 10 فرق ميدانية قارة للتطهير ويتكون كل فريق من تقني سام في الصحة وعاملين. ويتولى هؤلاء مهمة تشخيص الوضع الصحي والبيئي الناجم عن الفيضانات من خلال حصر كافة النقاط السوداء (منزل مغمور بالمياه والأوحال، فيضان قنوات تطهير، جثث حيوانات، مياه راكدة بالمحيط...) وبكل الأحياء المتضررة وتحديد الأنشطة الوقائية الضرورية والإمكانيات اللازمة لإنجاز مختلف الأنشطة. وتهتم أيضا فرق المراقبة بمعاينة المراكز المحدثة لإيواء المتضررين للوقوف على مدى توفر شروط حفظ الصحة وتوعية المقيمين بضرورة احترام هذه الشروط. وتتابع فرق المراقبة أيضا حالة مياه الشراب والمياه الراكدة والمواد الغذائية وحجز وإتلاف الكميات الفاسدة من هذه المواد مع اقتطاع عينات من المياه والمواد الغذائية وإخضاعها للتحاليل المخبرية الضرورية وتطهير المنازل والمحلات المفتوحة للعموم ومباني المؤسسات والمصالح المتضررة بالمواد المطهرة قبل عودة المتساكنين واستغلال المحلات من جديد وذلك بعد إزالة المياه والأوحال. وتقوم أيضا فرق المراقبة برفع جثث الحيوانات وردمها بعد معالجتها بالجير الحي. نتائج وحول نتائج تدخل فرق المراقبة الصحية خلال الثلاثة أيام الماضية بمنطقة الرديف أفاد السيد مبروك أنه تم تزويد كل الفرق بآلة رش وتزويدهم بمواد مطهرة في حدود 600 لتر مبيدات في حدود 400 لتر وتولت الفرق إزالة الأوحال ب271 منزلا وتطهير 1029 منزلا. وأسفرت مراقبة المحلات المفتوحة للعموم عن تطهير 65 محلا. وبناء على انقطاع الماء الصالح للشراب بهذه المنطقة تم تطهير 82 صهريجا من الماء الذي يزود به المواطنون مع تركيز نقطة مراقبة قارة للصهاريج بمدخل الرديف وتطهيرها. وقال:محدثنا أنه تم إجلاء 65 جثة للحيوانات للحد من آثار تعفنها وتسببها في ظهور عديد الأمراض والأوبئة مع الحرص على تنظيم حصص للتثقيف من أجل الصحة لفائدة المتساكنين بخصوص الإحتياطات الواجب اتخاذها واحترام شروط حفظ الصحة خاصة منها المتعلقة بتنظيف وتطهير الخضر والأواني والأدباش والأغطية والمحافظة على المحيط. وأضاف أن متابعة الوضع الصحي بمنطقة الرديف تتواصل حيث قامت فرق المراقبة أمس بزيارة ثلاث قرى وهي قرية «تبديت» التي سيتم الدخول إليها بواسطة المروحيات وقرية ساقدو 1 وساقدو 2 التي سيتم الدخول إليها عن طريق المتلوي. وأشار مدير عام إدارة حفظ الصحة بأن فرق المراقبة تتابع حالات الإسهال أو العوارض المرضية التي يمكن أن تكون مرتبطة بالفيضانات وتوجيه المعنيين إلى المراكز الصحية للعلاج رغم أنه إلى حد الآن لم يتم تسجيل حالات مرضية يمكن أن تكون لها علاقة بالفيضانات. وختم بأن فرق المراقبة ستواصل العمل على متابعة الوضع الصحي بالمنطقة حتى يتم التأكد نهائيا من إنتفاء أي إشكال صحي.