بالامس فقط عادت الحياة الى نشاطها الطبيعي لتطوي الرديف صفحة من المأساة والخسائر تضافرت كل الجهود للحد منها وعملت كل الأطراف على إعادة البسمة من جديد إلى وجوه متساكني هذه المنطقة وبالرغم من ذلك مازال اهالي منطقة الرديف يعانون من وقع الصدمة التي حلت بهم يوم الاربعاء الفارط جراء الفيضانات القوية التي اجتاحت المنطقة وذلك بعد هطول الامطار ب160مم في ساعة من الزمن اسفرت عن خسائر مادية وبشرية جسيمة. الالم والحزن والبكاء ذلك مابقي لسكان منطقة الرديف بعد الكارثة الطبيعية التي حلت بهم سيما وان الفاجعة انذاك كانت غير متوقعة الاعلان حاولت الاتصال ببعض المتضررين بهذه المنطقة وللحصول على آخر المستجدات بمنطقة الرديف «الماء داخل المنازل والاثاث يطفو على المياه في الشوارع والسيارات نصفها مغمور تحت المياه والاشجار متساقطة والديار مهدمة هكذا كان الوضع بمنطقة الرديف يوم الفيضانات ولكن نحمد الله على ما ابتلانا فلا اعتراض على مشيئة الله» هكذا صرح السيد احمد بن ابراهيم وهو من سكان هذه المنطقة والالم والاسف يبدوان جليين من نبرة صوته مضيفا ان غالبية المتضررين من هذا الفيضان كانوا من السكان القاطنين بالقرب من الوادي سيما وان المياه قد داهمت منازلهم بكميات مهولة وصلت الى ارتفاع 1.70 وأدت الى انهيار بعض المباني وجرف الاثاث من داخل المنازل كما ان البعض الآخر قد فقد تجارته وبضاعته بعد ان أتلفت المياه كل ماهو موجود ببعض الدكاكين والمحلات القريبة من الوادي. كذلك صرح السيد عبد الرزاق عامل بمكتبة السلام بالرديف بان ما حصل لهذه المنطقة في ذلك اليوم كان كارثة بما للكلمة من معنى اذ لم تفرق هذه المياه بين غني ولا فقير بين جماد أو بشر او بين حيوان وانسان هذه الكارثة التي خلفت خسائر مادية وبشرية جسيمة ستظل عالقة في اذهان سكان الرديف داعين وراجين الله بأن لا تتكرر مرة اخرى. ثلاثة افراد من نفس العائلة يلقون حتفهم الفاجعة اختلفت صدمتها وحددتها من منزل الى اخر ومن عائلة الى اخرى فصدمة وفاجعة أولئك الذين فقدوا والديهم او احدى اخوتهم لم تكن ولن تكون كالذين أتت المياه على بعض من اثاثهم او بضاعتهم او اي خسائر مادية اخرى. فهذه الامطار ادت في نفس اليوم وفي احدى عائلا ت متساكني الرديف الى وفاة الابوين وابنتهم في حين لايزال الطفلان في المستشفى وذلك بعد انهيار منزلهم عندما كانوا بداخله هذا ما صرح به محدثنا السيد احمد بن ابراهيم مضيفا بانها ليست العائلة الوحيدة التي فقد 3 افراد في نفس اليوم بل كذلك فإن عائلة اخرى تسكن بالقرب من الوادي فقدت الام وابنتيها وقد بلغ عدد ضحايا هذه الفيضانات 24 قتيلا الى جانب المفقودين والجرحى. تدخل فوري وتجسيما للبعد التضامني والتأزر حرص رئيس الدولة منذ اللحضات الاولى للفيضانات التي حلت بالمنطقة على مباشرة الوضع وذلك بتسخير كل الامكانيات والمساعدات اللازمة للوقوف جنبا الى جنب مع اهالي منطقة الرديف ومؤازرتهم وقد تم في هذا الاطار إرسال 3 طائرات محملة بالمساعدات المتمثلة فى مواد غذائية أساسية وأدوية وأغطية ومفروشات. وحرصا على أن تشمل المساعدات العاجلة كل العائلات المنكوبة والمتضررة تم توجيه شحنة جديدة من الاعانات لفائدة أبناء هذه المنطقة. وفى نفس الاطار عمل رئيس الجمهورية على تكليف عدد من أعضاء الحكومة بالتحول الى معتمدية الرديف لمعاينة الاضرار قصد اتخاذ الاجراءات الفورية في الغرض كما انه وتحسبا لتداعيات الأوضاع الصحية الناجمة عن الفيضانات والأمطار الطوفانية التي اجتاحت مؤخرا مدينة الرديف وعددا من المناطق الأخرى سارعت الفرق الصحية والاطارات التابعة لإدارة حفظ الصحة وحماية المحيط بالتعاون والتنسيق مع الأطراف المعنية منذ أول أمس إلى تشخيص الوضع الصحي والوبائي أساسا بجهة الرديف على اعتبار الأضرار البشرية الهامة المسجلة بها وكذلك لتعدد البؤر السوداء على خلفية انتشار الجثث الحيوانية من دواب وأغنام وكلاب والتي يتواصل رفعها وتجميعها وقد تم الى حدود أول أمس احصاء 65 جثة حيوانية تم ردمها بالجير في حفر خاصة