الرديف 28 سبتمبر 2009 (وات) عادت مظاهر الحياة تدريجيا الى نسقها الطبيعى بمنطقة الرديف بعد اقل من اسبوع من الفيضانات التى اجتاحت الجهة. ومنذ ساعات الصباح الاولى ليوم الاثنين دبت الحركة المعهودة بجل احياء مدينة الرديف بظهور مجموعات التلاميذ بالازياء المدرسية فى دلالة على استئناف عدد هام من الموءسسات التربوية نشاطها باستثناء بعض المدارس التى لحقت بها اضرار مادية كبيرة. وسبقت عملية استئناف الدروس بالمدارس والمعاهد تدخلات لفرق حفظ صحة الوسط وحماية المحيط من خلال تنظيف ومداواة الاقسام فضلا عن اعادة تهيئتها وتجهيزها. وقد تركزت التدخلات فى هذا الصدد مثلما بينت ذلك الجهات الصحية على اجراء معاينات ميدانية من قبل عشر فرق صحية تكفلت بالتشخيص الدقيق لاوضاع المدارس الى جانب المحلات السكنية والتجارية التى غمرتها الاوحال. وفي هذا الصدد قامت الفرق المختصة فى الايام القليلة الماضية بمعاينة نحو 1200 مسكن ومتجر بكافة مناطق المدينة على ان يتم الانتهاء من هذا التدخل فى غضون اسبوع. وتضمنت التدخلات تطهير مجمل هذه المحلات ورشها بالادوية كما شملت مراقبة شبكات التزويد بالماء الصالح للشراب. وقد اتاحت الجهود المتضافرة استئناف الحركة التجارية بفتح عديد المحلات والمخابز بسوق مدينة الرديف مثلما تمت معاينته على عين المكان. وتتزامن عمليات تنظيف شوارع المدينة وفك العزلة عن التجمعات السكنية مع تدخلات اخرى تتعلق بتقييم الاضرار وحصر الخسائر المادية من اجل تحديد طبيعة الاشغال اللازمة لاعادة الاوضاع الى وتيرتها العادية وخاصة فى مجال السكن. ومن جهته افاد السيد سالم الهميسى المدير العام بوزارة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية ان حركة المرور داخل مدينة الرديف والتي تربطها بالمدن المجاورة قد استنانفت بنسبة مائة بالمائة. وتتواصل الاشغال المتعلقة خاصة بازالة الاتربة والاوحال الناجمة عن سيلان المياه وردم الحفر بالطرقات وجهر مجارى المياه ومسالك الاودية فضلا عن اصلاح المنشات المائية حيث تتراوح نسبة الانجاز بين 60 و70 بالمائة. وقد كانت الجهود المبذولة لتجاوز الاوضاع الناجمة عن هذه الفيضانات محل متابعة اليوم من قبل الرئيس زين العابدين بن علي الذى عبر عن تقديره لجهود وتدخلات مختلف الهياكل والمصالح المعنية وتقديم المساعدات للمتضررين والتخفيف من وطأة الاضرار واعادة مظاهر الحياة الطبيعية مسديا تعليماته بحصر الاضرار بصفة دقيقة بما يتيح اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بالتخفيف من اثارها في أقرب الاجال. وقد تفاعل ابناء الرديف واطاراتها مع الاجراءات الفورية التى كان اقرها رئيس الدولة وما اذن به من تدخلات فى الابان معبرين عن مشاعر الامتنان لما شملهم به من رعاية سامية. كما بادرت مختلف هياكل المجتمع المدني بالتعبير عن انخراطها فى المد التضامني لفائدة مختلف المناطق المتضررة من الفيضانات ولاسيما منطقة الرديف وتوجيه المساعدات لمتساكنيها تجاوبا مع قرارات رئيس الجمهورية وتاكيدا لمدى تاصل روح التضامن بين التونسيين خاصة فى مثل هذه الظروف الصعبة.