كشف مسؤول صهيوني رفيع المستوى ان خطة الانسحاب احادية الجانب التي طرحها رئيس الوزراء الاسرائىلي ارييل شارون تهدف الى تجميد العملية السياسية وتلغي من الأجندة الاسرائىلية احتمال قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة بمباركة امريكية. وقال دوف فايسغلاس الرئىس السابق لمكتب رئيس الوزراء الاسرائىلي ارييل شارون وأحد اكبر مستشاريه ان «أهمية خطة الفصل تكمن في تجميد عملية السلام لفترة غير محددة». وكان رئيس الوزراء الاسرائىلي ارييل شارون قد كلف فايسغلاس بشرح خطة الفصل للإدارة الامريكية من اجل الحصول على دعم واشنطن. وتابع فايسغلاس قوله انه: «عندما تجمّد العملية السياسية فإنك تمنع انشاء دولة فلسطينية». وأشار فايسغلاس في حديث نشرته صحيفة «هآرتس» العبرية امس الى ان مسألة الدولة الفلسطينية برمتها سيتم ازالتها الى اجل غير مسمى من الأجندة الاسرائىلية. وتنصّ خطة ما يسمى بالفصل مع الفلسطينيين على الانسحاب من قطاع غزة واخلاء المستوطنات ال 21 القائمة فيه وكذلك 4 مستوطنات معزولة في الضفة الغربية بحلول عام 2005 . وفي محاولة للتغطية على تنصّل حكومة الاحتلال الاسرائىلي من عملية السلام اعلنت رئاسة الحكومة الاسرائىلية في بيان لها امس ان خطة السلام الدولية المعروفة ب «خريطة الطريق» تبقى الخطة الوحيدة التي يمكن ان تسمح باحراز تقدّم في اتجاه اتفاق سياسي قابل للاستمرار بين الفلسطينيين والاسرائىليين. وزعم مكتب شارون في اعقاب ما اثارته تصريحات مستشاره المقرّب والمدير السابق لمكتبه دوف فايسغلاس ان رئيس الوزراء ارييل شارون يدعم خطة خريطة الطريق ويعتبرها خطة السلام الوحيدة التي يمكن ان تسمح باحراز تقدّم في اتجاه اتفاق سياسي قابل للاستمرار. وكان شارون قد برّر خطته المزعومة للانسحاب من غزة بغياب شريك يمكن الوثوق به لدى الجانب الفلسطيني لإجراء مفاوضات سلام على حدّ زعمه. وحسب مسؤولين مقربين من شارون فإن خريطة الطريق التي تنص خاصة على تجميد الاستيطان الاسرائىلي واقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائىل بحلول 2005 مازالت مطروحة وان اسرائىل ستعود اليها عندما تسمح الظروف بذلك على حد تعبيرهم. لكن سلطات الاحتلال الاسرائىلي سعت منذ تبني الخطة الى افراغها من مضمونها ووضعت 14 تحفظا قبل البدء في تنفيذها. ولم تسع حكومة شارون مقابل ذلك في تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ خطة السلام الدولية وخاصة وقف الاستيطان ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني. وحصل رئيس الوزراء الاسرائىلي ارييل شارون خلال زيارته الى واشنطن الربيع الماضي على وعود غير مسبوقة من الإدارة الأمريكية وتأييد مطلق لخطته بما يعني التغاضي عن خطة «خريطة الطريق» التي ساهمت واشنطن في صياغتها بوصفها عضوا في اللجنة الرباعية الدولية التي تضم كذلك الاتحاد الاوروبي وروسيا والأمم المتحدة.