قال السيد مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والمترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في حوار مع «الشروق» ان حزبه قرّر المشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستجرى يوم 25 أكتوبر المقبل لأول مرة منذ حصوله على التأشيرة (2002) بعد تقييمه لانتخابات 2004 التي لم يشارك فيها. وقال بن جعفر ان قرار عدم المشاركة في انتخابات 2004 لم تكن له نتائج إيجابية إذ لم يتقدم الحزب في اتجاه الدفع نحو الاصلاح السياسي موضحا ان استقالة المواطن وعدم اهتمامه بالشأن العام وأساسا بالانتخابات يمثل خطرا يهدد المجتمع . وأضاف مرشح التكتل للرئاسية ان مشاركة حزبه في الانتخابات العامة تمثل السبيل الوحيد للاتصال بالمواطنين واقناعهم بأنهم أصحاب القرار والفعل وأن التغيير الديمقراطي لا يمكن ان يتم بالاستقالة والانتظارية. وأشار بن جعفر الى ان قرار الترشح للانتخابات يأتي للتأكيد على ان تونس تعجّ بالكفاءات والطاقات المؤهلة لتحمل أعلى المستويات (قائلا وأنا منهم) ومن حق مناضل مثلي تحمل مسؤوليات في اتحاد الطلبة واتحاد الشغل وساهم في تأسيس حزبين سياسيين ان يترشح ويقدم برنامجه وتصوّراته. وأضاف بن جعفر: اننا نريد ان نفند الرأي السائد من خلال وسائل الإعلام العمومية الذي يؤكد انه ليس في الامكان أحسن مما كان بالقول إننا نملك بديلا لسياسة الحكومة وإننا نطرح إصلاحات جوهرية تشمل التفريق بين السلط الثلاث والتقليص من مركزية القرار والنفوذ وتجسيم استقلال القضاء والحريات العامة. كما أننا نطالب، يقول بن جعفر، بمراجعة الخيارات الاقتصادية والاجتماعية في اتجاه اعادة توزيع الثروة الوطنية بأكثر عدالة لمواجهة التفاوت بين الجهات وإيجاد حلول لبطالة الشباب وخاصة حاملي الشهائد العليا. وركّز بن جعفر على ضرورة التلازم والترابط بين الديمقراطية والتنمية والتشغيل وقال ان الاصلاح يستدعي ضرورة إعادة تنظيم قطاعات التربية والتعليم والبحث العلمي. نتائج الانتخابات وحول توقعات حزبه وحظوظه في الانتخابات العامة قال ان المهمّ ليس النتائج العددية بل احترام قواعد اللعبة الديمقراطية وما ينصّ عليه القانون الانتخابي رغم المآخذ التي نحملها عنه وتأكيد حياد الإدارة ونزاهتها وإذا تحقق كل هذا فإن البلاد تكون تقدّمت بحق خطوة نحو تجسيم التعددية الحقيقية. أما بالنسبة لدخول البرلمان فإننا لم نطرحه كهدف لكننا سنرحب به إذا تم بشكل قانوني فنحن نعلم ان هناك تفاوتا كبيرا في موازين القوى ليس فقط بيننا وبين الحزب الحاكم لكن وأيضا مع بقية الأحزاب البرلمانية التي تتمتع بالدعم العمومي. وقال بن جعفر انه يأمل ان تكون السلطة متسامحة أكثر مع الرأي المخالف وأن يتسع صدرها لنقدنا رغم اننا نحرص دائما على احترام القانون والمؤسسات وعدم شخصنة المشاكل. الانترنات وردّا على سؤال «الشروق» حول اعتماد وسائل الاتصال الحديثة ومنها الانترنات وأساسا «فايس بوك» لتقديم برنامج الحزب وتصوراته قال بن جعفر بالتأكيد سنستعملها قدر الامكان لتوسيع رقعة الاعلام بتصوراتنا وبرنامجنا رغم اعتقادنا أنها لا تؤثر كثيرا في نتائج الانتخابات باعتبار انه ليس كل الذين يستعملون الانترنات لهم بطاقات انتخابية وسيقومون بالاقتراع. وقال بن جعفر ان حزبه اختار اللون العاجي (الرمادي الفاتح) لقائماته وإنه سيواصل خوض الانتخابات القادمة به لعدم توفّر ألوان أخرى.