سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حوالي مائة من المؤتمرين لمناقشة الاستحقاق الانتخابي والائتلاف بين المعارضة ومستقبل الحزب اليوم افتتاح المؤتمر الأول للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات:
تونس الصباح: يفتتح مساء اليوم بالمركز الثقافي والرياضي بالمنزه السادس، المؤتمر الأول للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، الذي اختار شعار "من أجل مجتمع المواطنة" ليكون عنوانا لهذا المؤتمر.. وسيحضر أشغال الجلسة الافتتاحية، لفيف من الشخصيات الوطنية ومختلف الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية، بالإضافة إلى مكونات المجتمع المدني.. وقال السيد مصطفى بن جعفر في تصريح خص به "الصباح"، أن الحزب وجه دعوة للتجمع الدستوري الديمقراطي لحضور أشغال المؤتمر، "باعتباره حزبا يعنينا الحوار معه بخصوص شأن البلاد العام، بالإضافة إلى كونه عضوا بالاشتراكية الدولية التي يعدّ التكتل الديمقراطي أحد أعضائها"، على حدّ قوله.. ولفت بن جعفر إلى أن الحزب "تمكن بتدخل رئاسي من الحصول على هذا الفضاء لعقد المؤتمر"، معربا عن أمله في أن يكون ذلك مؤشرا لعلاقة حوارية مع الإدارة ومع الحكومة فيما يتعلق بالشأن العام للبلاد.. وعلمت "الصباح" أن عدد المؤتمرين سيكون في حدود المائة، يمثلون الحزب في أكثر ولايات الجمهورية.. وكان مجلس إطارات الحزب الذي يعدّ ثاني سلطة قرار في الحزب بعد المؤتمر، قد قرر في بداية الشهر المنقضي، عقد مؤتمر التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يومي 29 و30 ماي الجاري، ليكون أول مؤتمر للحزب منذ تأسيسه في التاسع من أفريل 1994، قبل أن يحصل على التأشيرة القانونية منذ نحو ثماني سنوات.. وقال الأمين العام للتكتل في هذا السياق، "نتمنى أن يكون المؤتمر مناسبة لانطلاقة جديدة للحزب في المشهد السياسي الوطني، وأن يجسّد جاهزيته للاستحقاقات الانتخابية المقبلة".. وأوضح أن الحزب سيحاول التأكيد على "إمكانية وجود بديل لسياسة الحكومة في مختلف المجالات، معوّلا في ذلك على مرونته وأفكار قياداته وتطلعات مناضليه"، حسب قوله.. ومن المنتظر أن يتم تجسيم هذه الأفكار والتوجهات البديلة من خلال اللوائح الثلاثة التي سيناقشها المؤتمر، وهي لائحة الشؤون السياسية واللائحة الاقتصادية والاجتماعية ولائحة خاصة بالشؤون الثقافية والتربوية والشباب، بالإضافة إلى وجود لجنة مختصة عهد إليها بإعداد النظام الداخلي.. ولا يستبعد في هذا السياق، أن يقرر المؤتمرون تشكيل لجنة إضافية للنظر في أي من المسائل التي يرى المؤتمر ضرورة البحث فيها.. الاستحقاق الرئاسي ووفق المعلومات التي حصلت عليها "الصباح"، فإن المؤتمرين سيناقشون مسألة مشاركة الحزب في الاستحقاق الرئاسي، التي كان مجلس الإطارات قد اتخذ بشأنها قرارا قبل نحو شهر ونيّف، من خلال ترشيح السيد مصطفى بن جعفر لخوض غمار الانتخابات الرّئاسيّة، في سياق قراءة لنص القانون الانتخابي الاستثنائي ما تزال تثير الجدل إلى الآن بين الأوساط القانونية والسياسية.. ويتوقع المراقبون في هذا السياق، أن يقرّ المؤتمرون خيار مجلس الإطارات بشكل رسمي، بما سوف تكون له تداعياته السياسية على الحزب وعلى مستوى الجدل القانوني والإعلامي بخصوص هذه المسألة.. ائتلاف بين المعارضة على صعيد آخر، لكنه على علاقة بالاستحقاق الانتخابي القادم، سيناقش مؤتمر التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، مبادرة الحزب فيما يتعلق بالدعوة إلى ائتلاف بين الأحزاب الديمقراطية، لتجاوز التشتت الذي تعاني منه المعارضة التونسية منذ عقود.. وقال مصطفى بن جعفر ل "الصباح" في هذا الإطار، أن "تحقيق انفراج في المناخ السياسي العام، ليس مسؤولية السلطة وحدها بقدر ما تتحمل المعارضة مسؤولية في ذلك باعتبار تشتتها وانقساماتها".. ودعا بن جعفر إلى أن يكون الائتلاف قائما على القضايا المشتركة بعيدا عن المسائل الإيديولوجية درءا للتباينات والخلافات العميقة أحيانا في هذا المجال.. ويرى مراقبون أن مهمة التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات في سبيل تجسيد هذا الائتلاف، لن تكون يسيرة بحكم التراكمات السلبية الكثيرة التي ترتبط بفكرة توحيد المعارضة لدى النخب السياسية والحزبية في البلاد..