تتالت خلال الأيام الأخيرة وعلى علاقة بتقديم ملفات الترشح للانتخابات التشريعية والّتي انتهى أجلها البارحة على الساعة السادسة مساء أنباء عن عمل وجهد كبير قام به نشطاء مستقلّون في عدد من الدوائر الانتخابية بمبادرتهم تقديم قائمات للمنافسة البعض منها حصل بعد على الوصل القانوني على غرار القائمة المتقدّمة في دائرة سليانة وأخرى متقدّمة في دائرة قفصة في انتظار انتهاء آجال الردّ الإداري على مدى مطابقة القائمات المتقدّمة لضوابط المجلّة الانتخابية وشروطها وهي تمام الأيام الأربعة الموالية لغلق باب الترشح أي يوم الأربعاء 30 سبتمبر الجاري. وعلمت «الشروق» أنّ جلّ القائمات الّتي تقدّمت بملفات ترشحها للتشريعيّة منحدرة من صلب أحزاب سياسيّة بالإضافة إلى ملاحظة أنّ العدد الأبرز منها كان من بين المنتمين الى التيار اليساري الاشتراكي الّذي انسحب خلال الأيام القليلة الفارطة من إطار المبادرة الوطنيّة للديمقراطية والتقدّم المتشكلّة من حركة التجديد وعدد من التيارات اليسارية ووجوه مستقلة. يساري اشتراكي تقدم أنصار التيار الاشتراكي اليساري إلى حد الساعات الأخيرة من يوم أوّل أمس الجمعة بالترشح ضمن تسع دوائر انتخابية تحت شعار «من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية» وهذه الدوائر هي: تونس 1 (رئيس نوفل الزيادي) وتونس2 (رئيسة: منى الوسلاتي) وأريانة (فرحات الرداوي) ونابل (نورالدين شواطي) والقيروان (كمال عبداوي) والكاف (عادل العلوي) وجندوبة (عبد السلام العوني) والقصرين (رئيس:عمري الزواوي) وسليانة التي رأسها عادل العامري وتحصلت على الوصل النهائي يوم الخميس 25/09/2009، والواضح أنّ مجموعة السياسي اليساري المعروف السيّد محمّد الكيلاني كانت أمام تحدّ كبير لإبراز الخطإ الذي أقدم عليه شركاؤها في «المبادرة» عندما دفعوهم إلى الانسحاب من القائمات الموحدّة والتقدّم بصفة مستقلة ، وشُوهدت مجموعة الاشتراكيين اليساريين كم من مرّة وسط الأنهج والمقاهي والساحات العامة في تونس وهي تستنفرُ أنصاره وتنسّق آراءها لرفع هذا التحدي ومُغالبة الأوضاع الجديدة الّتي فُرضت عليها في آخر لحظة أي عشية فتح باب الترشحات. وسيتدعّم مؤشر النجاح في رفع التحدي الموجود أمام هذه المجموعة باستكمال منتظر أمس السبت لثلاث قائمات أخرى في كلّ من زغوان ومنوبة وباجة. ديمقراطي تقدمي إلى ذلك من المنتظر أن تكون المجموعة المستقيلة من الحزب الديمقراطي التقدمي قد أنهت أمس السبت تقديم ثالث قائمة لحساب دائرة زغوان بعد أنّ قدّمت خلال اليومين الفارطين قائمتين في كلّ من تونس 1 وتوزر ، وأشارت مصادر من «المجموعة» ل «الشروق» الى أنّ مشاركتها لحساب التشريعية تنطوي على رمزية معيّنة تستهدفُ قدرتها على تأثيث المشهد السياسي والانتخابي في البلاد وتحقيق الإضافة الّتي كانت أعلنت عنها منذ قرار استقالتها من الحزب الديمقراطي التقدمي وذكرت نفس المصادر أنّ قائمة زغوان سيرأسها على الأرجح أصغر نائب مترشّح في التشريعية الحالية وهو الشاب محمّد الحبيب المستيري (29 سنة) وفي عضويتها كلّ من السيّدة أمينة الزواري (موظّفة) وعبد العزيز التميمي (صحفي) ، في حين ترأست قائمة دائرة توزر السيدة منية القارصي (صيدلانية) وفي عضويتها السيد كمال التوكابري (موظف) وحملت نفس الشعار: «الإصلاح والتنمية». وكانت العناصر الأهم في هذه المجموعة تقدمت بملف ترشّح لحساب دائرة تونس 1 يوم الإربعاء 23 سبتمبر 2009 في إطار قائمة مستقلة تحت تسمية «الإصلاح والتنمية» ويرأسها الدكتور فتحي التوزري. واختارت القائمة اللون الزيتوني وتضمنت الأسماء فتحي التوزري (طبيب) 48 سنة حبيب بوعجيلة (أستاذ) 46 سنة مصدق وناس (فني بشركة الفسفاط) 48 سنة إبراهيم الحاج حسن (أستاذ) 47 سنة نادية الغاوي (متحصلة على إجازة) 29 سنة علي الجوهري (مهندس مساعد) 57 سنة رابح العمدوني (تقني مخبري) 45 سنة محمد القوماني (أستاذ) 49 سنة «وحدوي» و«شعبية» إلى ذلك استطاعت عناصر مستقيلة ومنسحبة من أحزاب قانونيّة أخرى من لملمة صفوفها والتقدّم بعدد من القائمات في عدد من الدوائر الانتخابيّة، وتهمّ هذه القائمات أساسا أعضاء منحدرين من حزبي الوحدة الشعبية والاتحاد الوحدوي الديمقراطي، حيث تقدّم العضو السابق في المكتب السياسي للوحدوي الديمقراطي والنائب السابق السيّد محمّد الخلايفي بقائمة مستقلة في دائرة قفصة تحت شعار «المستقبل الديمقراطي التقدمي» وهي مبادرة جاءت كما يقول صاحبها في مسعى الى إبراز أنّ المنسحبين من الأحزاب السياسيّة يُمكنهم المساهمة بدور مهمّ في تنشيط المشهد السياسي على الرغم من انتفاء أيّ إمكانيات للفوز وبلوغ مجلس النواب على خلفية القوانين الانتخابية الحالية. كما تقدّم أعضاء سابقون في حزب الوحدة الشعبية بقائمة في قفصة تحمل شعار «التفاؤل بالمستقبل» وبلون زيتوني والّتي ترأسها الكاتب العام السابق لفرع المظيلة لحزب الوحدة الشعبية سابقا والمستشار البلدي عنها عثمان العكرمي ، كما تمّ يوم أوّل أمس تقديم قائمة أخرى في دائرة قبلي حملت شعار «الأمل» وضمّت في عضويتها أنور بن حسين جدلاوي (رئيس ناشط سابق في حزب الشعبية) ومحمّد الهادي سليماني (مستشار بلدي عن الحزب الاجتماعي التحرري) ومن المنتظر أن يكون أمس أنهى الإجراءات المتعلّقة بتقديم قائمة جندوبة والّتي سيكون من بين أعضائها الآنسة غزالة القاسمي. ومن غير المستبعد أن تكون قائمات مستقلة أخرى تقدّمت بملفات ترشّحها للتشريعيّة. ويطرح «المستقلون» عدّة إشكاليات خاصة بانتفاء أيّة فرصة للوصول الى مجلس النواب في ظلّ ما يُوجده القانون الانتخابي الحالي من عقبات أمامهم للحصول على نسبة معيّنة من المقاعد الممنوحة للقائمات على المستوى الوطني (25٪ خلال تشريعية 2009) وهو ربّما ما سيتمّ تداولُهُ لاحقا بالتقييم والاقتراح في فترة ما بعد الانتخابات، هذا إلى جانب صوابية الأحزاب السياسيّة في عدم قدرتها على تأطير مناضليها وأنصارها وإجبارهم على الاستقالة وتقديم قائمات مستقلة.