باريس «الشروق»: من مبعوثنا الخاص نورالدين بالطيب عبير النصراوي ليس صوتا تونسيا فقط نجح في عاصمة الأنوار باريس لكنها قبل ذلك كفاءة إذاعية وعلمية في مجال الموسيقى استطاعت أن تشقّ طريقها بثبات ونجاح في العاصمة الفرنسية سواء من خلال عملها في إذاعة مونتي كارلو الشهيرة أو في بحثها الموسيقي ومشاركاتها المتميزة في المهرجانات العربية. في إحدى مقاهي المونبرناس في العاصمة الفرنسية باريس التقتها «الشروق»في هذا الحوار. ما هي مشاريعك الجديدة في فرنسا؟ دعاني معهد العالم العربي بباريس لأقدّم برنامجا تكريميا للفنان الهادي الجويني بمناسبة مائويته يوم 18 ديسمبر القادم وهذا شرف لي أن أقدّم فنانا تونسيا كبيرا وهي ثقة كبيرة أيضا من المعهد الذي اختارني بعد عدّة سهرات موسيقية قدّمتها فيه وقد قدّمت هذا المشروع الذي حاز على موافقة الإدارة وفضّلته على تقديم مشروع خاص بي مثل «بحور العشق» الذي نجح جدّا في باريس وأريد أن أظهر من خلال هذا العمل أن الهادي الجويني ليس «تحت الياسمينة في الليل» و«لاموني اللهي غارو منّي» فقط لكنه فنان له بصماته وخصوصياته الموسيقية التي لا بدّ أن يكتشفها الجمهور العربي والفرنسي. كما سيصدر لي المعهد اسطوانتي الجديدة في شهر ديسمبر أو جانفي وهي اسطوانة جاهزة منذ أربع سنوات ولم أجد الامكانيات المادية الكافية لإصدارها وهي من ألحان اسكندر القطاري وكلمات ليلى المكّي وستصدر بين باريس ونيويورك وكنت قد قدّمت هذا العمل في العبدلية في إطار مهرجان قرطاج الدولي سنة 2006 بإدارة الفنّان رؤوف بن عمر آنذاك. وإلى أين وصلت في أطروحة الدكتورا؟ في الحقيقة عندما وصلت إلى باريس في أواخر 2001 كانت الدكتورا هدفا رئيسيا وقدّمت آنذاك شهادة الدراسات المعمّقة حول «الزردة» في منطقة القصرين لكن مع اتساع الآفاق التي منحتها لي باريس وتعدّد تجاربي في الموسيقى والانتاج الاذاعي لم تعد الدكتورا ذات أولوية أشعر أن هناك أشياء أهمّ بالنسبة لي الآن من الدكتورا منها تعميق تجربتي الفنية ومسيرتي الإذاعية. كيف دخلت إلى الاذاعة؟ في الحقيقة المسألة كان فيها الكثير من الصدفة والطرافة، حدث أن استضافتني إذاعة الشرق في باريس اثر احدى حفلاتي في معهد العالم العربي وفوجئت أن المذيعة التي استضافتني لم تعدّ برنامجها بشكل جيّد ولم تكن لها أيّة فكرة عن الموسيقى التي أقدّمها وكان معي في نفس الحصة مؤرخ موسيقي تونسي هو الأستاذ محمد العلاني. بعد هذه الحصة قلت للأستاذ العلاني حتى أنا أستطيع أن أكون مذيعة بهذه الطريقة وفعلا قمت بتربّص في إذاعة الشرق ولكن عرض مونتي كارلو كان أفضل فالتحقت بها ووجدت كل الظروف المناسبة للعمل. ماذا تقدّمين في مونتي كارلو الآن؟ أقدم برنامجا يوميا بعنوان «حكاية نغم» ويعاد بثّه في نفس اليوم لأن البرنامج حقق نجاحا كبيرا وأقدّم برنامجا أسبوعيا وهو سباق الاغاني ولكن بصراحة البرنامج الأوّل أحب الى قلبي. لماذا؟ فكرة برنامج «حكاية نغم» قديمة لكن الطريقة التي أقدّمه بها جديدة فأنا أقوم بالمونتاج والمكساج يعني أشرف بنفسي على كل جزئيات البرنامج ولا أكتفي بالأغاني العربية بل أقدّم في كل أسبوع أغنية أمريكية وأغنية فرنسية وأركّز أيضا على الاغاني المغاربية ولاحظت أن الجمهور متابع كبير لهذه النوعية من الأغاني وهذا من خلال الرسائل الالكترونية التي تصلني والتعليقات. ماذا أضافت لك الاذاعة؟ موسيقيا لم تضف لي شيئا لكن الموسيقى هي التي أضافت للاذاعة فأنا أعرف «الميكروفون» ولي علاقة معه من خلال الغناء فصرت استعمله للكلام بعد ان كنت استعمله للاغاني فعندما أقف على الركح للغناء أشعر أن هناك مسافة تفصلني عن الجمهور لكن أمام الميكروفون أشعر أنني أتحدّث أمام المرآة وأشعر بكثير من العفوية والتلقائية مع الجمهور الذي يعبّر عن مشاعره تجاهي وتجاه البرنامج من خلال الرسائل الالكترونية وهذا البرنامج من أكثر البرامج استماعا في الاذاعة من خلال نسبة التحميل الالكترونية، الاذاعة منحتني إحساسا كبيرا بأهمية التواصل المباشر مع الجمهور. ألا تخافين علىمسيرتك الفنية من الاذاعة؟ لا، مطلقا، لا أخاف من الاذاعة لأنني أفصل بين التجربتين وفي حواراتي مع الفنانين أتجاوز ما يطرحه المذيع العادي غير المختص الى بناء حوار معرفي فني حول الموسيقى.