بدو أن استقرارك في باريس قد طال نسبيا؟ بل أقول انه سيطول اكثر ان شاء الله بحكم التزاماتي الفنية والمهنية هناك. ** اختيارك باريس مقرا لاقامتك هل كان اختيارا منك أم انك مضطرة لذلك؟ أقول ان اقامتي في باريس اختيار واضطرار في آن واحد. ** كيف؟ باريس عاصمة النور والثقافة والفن. وقد أنهيت في رحابها دراستي العليا في الموسيقى، من هذا المنطلق أقول انني اخترت باريس. اما لماذا أنا مضطرة لمثل هذا الاختيار فأقول انه طموحي لأجل اكتشاف فضاءات ابداعية اكبر. ** وهل أمكن لك العثور على مثل هذه الفضاءات؟ نعم.. على اعتبار مشاركاتي في عديد الحفلات والسهرات الفنية الكبرى في باريس وفي داخل البلاد الفرنسية. ** تغنين للجاليات العربية هناك؟ لا أخفي سرا اذا قلت ان لي قاعدة جماهيرية فرنسية عريضة.. الجمهور الفرنسي يعشق الموسيقى التونسية ويردد بكل حب مقاماتها وايقاعاتها. ** ماذا تقدمين في هذه الحفلات؟ قبل الاجابة عن هذا السؤال اشير الى عديد المشاركات في السهرات الفنية التي يعدها ويشرف عليها معهد العالم العربي في باريس. آخر سهرة تكريم المطربة الكبيرة الراحلة أم كلثوم في جوان الفارط. وجوابا عن سؤالك أقول انني اقدم انتاجي الغنائي الخاص.. ** تنتجين اغنيات لك في باريس؟ نعم.. ففي باريس يعيش العديد من المبدعين الموسيقيين التونسيين.. واذكر هنا على سبيل الذكر لا الحصر اسكندر القطاري الذي لحّن لي كلمات الشاعرة ليلى المكي وهو عرض سبق ان قدمته في فضاء العبدلية سنة 2006. وهذه الايام اعمل على اعداد مشروع فني مع وجدي الشريف العازف المتميز على آلة البيانو وقد قمت بتأليف اشعار هذا المشروع. ** أنت تكتبين الشعر أيضا؟ لا أدّعي أنني شاعرة.. بل هي محاولات اسعى من خلالها الى التعبير عما بداخلي من أحاسيس قد لا يقدر شاعر على كشف مكنوناتها.. أن أكتب الشعر الذي اغنيه لا يعني البتة أنني لا أحترم الشعراء ولا أقدر ابداعهم.. ** زياراتك الى تونس اصبحت مرتبطة بالمناسبات؟ أعمل دوما على أن أكون دائمة التواصل مع تونس.. لكن ليس الأمر سهلا كما يعتقد الكثيرون. ** سبق لك ان قدمت عرض «آه يا زمان» منذ سنوات في رمضان.. هذه السنة جئت ب«بحورالعشق»؟ آه.. نقولها عندما نطرب.. يا حسرة على ايام الطرب الجميل.. أما «بحور العشق» فهو عبارة عن رحلة فنية جديدة فيها جهد واجتهاد صحبة خالد بن يحيى وأحمد جلمام. ** ما يشد الانتباه في مسيرة عبير النصراوي.. هذا الاتجاه الفني المغاير للمالوف؟ نعم.. لكل فنان قناعات ومبادئ وأفكار معينة.. من هذا المنطلق أقول انني لم أختر في حياتي الطريق السهل.. هناك كاتب مصري لا أستحضر اسمه قال: «عندما خيّرت نفسي بين امرين واخترت اسهلهما احتقرت نفسي». ولا أخفي سرا اذا قلت انه عندما انظر في المرآة اشعر بالفخر لانني أرفض اليسير من الامور الفنية.. اعشق التحدي. ** أنت سعيدة بحياتك في باريس؟ نعم.. ** الى جانب الغناء أنت منشطة باذاعة مونتي كارلو، ماذا تقولين حول هذه التجربة؟ أشير في البداية الى أنني لست منشطة فحسب.. بل منتجة ل3 براكج. ** ما هي هذه البرامج؟ أقدم «العالم موسيقى»، هذا البرنامج اعزف من خلاله الموسيقات المتأصلة التي فيها بحث.. هي رحلة بين ارجاء العالم من خلال الموسيقى.. تتخلله استضافة لموسيقيين يقدمون خصوصيات هذه الانغام ولا أخفي سرا اذا قلت انني سعيدة بهذا البرنامج الذي له من العمر الآن سنتان دون انقطاع وذلك استجابة لطلب الجمهور العريض. ثم برنامج «غنيلي» الذي يصاحبني فيه عازف عود ومجموعة من الطلبة الراغبين في تعلم الغناء.. فيتم على امتداد أسبوع تدريسهم احد الموشحات ويتخلل ذلك تقديم اغنية تونسية والبرنامج الثالث «نغم وذكرى» حوار الموسيقى والذكريات مع المستمعين واعددت في رمضان هذا العام برنامج «أنوار» هدفه التعرف على خصوصيات الآخر من خلال حوار له بعد فكري وفلسفي.. ** هذا التوجه للانتاج الاذاعي أليست له تأثيرات سلبية على مسيرتك كفنانة؟ لقد اكتشفت من خلال برامجي في اذاعة «مونتي كارلو» انني أحب التواصل مع الآخر.. أعيش حميمية اكثر مع المتلقي أمام المصدح.. لكن لا مجال للابتعاد عن الغناء؟ ** لو نعود الى «بحور العشق» كيف كانت ردة فعل الجمهور؟ لا أخفي سرا اذا قلت انني عشت موقفا صعبا.. حز في نفسي كثيرا.. وليس من اليسير علي نسيانه بسرعة. ** هل من توضيح أكثر؟ البداية ان برنامج مهرجان المدينة المطبوع لم يدرج اسمي ضمن العرض الذي قدمته مع خالد بن يحيى وأحمد جلمام.. ثم العنوان الذي علّق امام فضاء العرض وهو عنوان خاطئ حيث ورد فيه «تجليات خالد بن يحيى» والصحيح انه «بحور العشق» مع خالد بن يحيى وعبير النصراوي وأحمد جلمام.. فكان أن تم تجاهل اسمي واسم أحمد جلمام.. وانتظرت ان يتم تدارك هذا الخطأ لكني جوبهت بتجاهل ادارة مهرجان المدينة وكأن شيئا لم يقع.. ومما زاد في ألمي ان واحدا من الجمهور اتصل بي بعد العرض ليسألني عن اسمي.. كل ذلك حدث امام مدير المهرجان الذي لم يبادر حتى بتقديم اعتذاراته عن هذا الخطأ..