دون مركبات دخل أبناء المدرب كمال الزواغي في صلب الموضوع وحاولوا الضغط على عناصر النادي البنزرتي في منطقتهم حتى يمنعوهم من بناء اللعب انطلاقا من الخلف وهي أفضل طريقة كان النداي البنزرتي يعتمدها قبل لقاء القصرين. الدقائق الأولى حملت فرصا واضحة لأيمن الرهيفي وعاطف الفالحي لكن التسرع حال دونهما ومباغتة فاروق بن مصطفى الذي أطنب في مغادرة مرماه. البداية التي اختارها الزواغي تمكن من الرد عليها أبناء الزواوي انطلاقا من الدقيقة 15 تقريبا حين بدأت ماكينة الفريق تدور لكن ليس بالسرعة المعتادة وليس بنفس عدد اللمسات التي كانت تقطعها الكرة من المناطق الخلفية نحو مناطق المنافس مع ذلك توفرت فرص واضحة لوجدي الجباري وهيثم بن سالم إلا أنهما كانا معزولين نوعا ما ووجدا بعض الصعوبات في القيام بالنشاط الهجومي المعتاد. أوراق أخرى بعيدا عن الكرة كان لبنك فريق مستقبل القصرين دور أساسيا في تكتيك اللقاء حيث لاحظ الحاضرون بالمدارج التحرك الكبير للمدرب الزواغي ولمساعده التباسي اللذان وقفا معا في كل تدخل وحاولا التأثير على اللاعبين خارج إطار المستطيل مما دفع بالحكم مكرم اللقام إلى إقصاء المدرب الأول كمال الزواغي في الدقيقة 41 من الشوط الأول. فخ للدريدي خسر النادي البنزرتي يوم الأحد أحد أبرز لاعبيه لسعد الدريدي بعد حصوله على ورقة حمراء رفعها في وجهه الحكم بدعوى «اعتدائه» على منافسه في غفلة من الحكم. وبالرجوع إلى المعني بالأمر أكد لنا لسعد قائلا:«أنا متأسف جدا لحصولي على الإقصاء لكنني أؤكد للجميع أن عاطف الفالحي واسكندر مجبورة هذا الثنائي أشبعاني طيلة الدقائق ال40 سبا وشتما لي و«لوالدتي» وعملا على استفزازي وفي الأخير قام اللاعب اسكندر مجبورة بحركة لا أخلاقية أثارت غضبي وهذا ما جعلني أرد الفعل بسرعة ودون شعور وأنا متأسف على ذلك لجمهور النادي البنزرتي ولزملائي وللمسؤولين. شوط المدربين في الشوط الثاني حاول كل مدرب استغلال أوراقه حسب خطته التكتيكية من جهته مدرب القصرين الذي كان يوجه فريقه من المدارج وبتواصل مع مساعده بالبورطابل قام بإقحام موسى ماريو ورفيق العمري في مرحلة أولى ثم أدخل جمال خشارم وقام بتركيز عمليته على الجهة اليمنى لدفاع النادي البنزرتي والتي خسرت فخرالدين الجزيري الذي تعرض لاصابة على مستوى رجله اليمنى. أما بالنسبة للعربي الزواوي فإنه قام بتغييرين في الدقيقة 70 حيث أدخل بسام بن نصر وسفيان أوعاضور وقام بإخراج الجزيري إضطراريا وهيثم بن سالم تكتيكيا ثم قبل نهاية المبارة ب4 دقائق أقحم المهاجم تشالا في توقيت يعتبر متأخرا نسبيا. تعادل عادل يمكن اعتبار نتيجة اللقاء عادلة في نهايتها بالنسبة للنادي البنزرتي الذي لعب قرابة 50 دقيقة منقوصا من عقله المدبر وعادلة بالنسبة لمستقبل القصرين الذي أكد الوجه المرضي الذي قدمه في المنستير قبل أسبوعين. ولو لا سوء الحظ لعاد زملاء محمد التومي ب3 نقاط إذ تمكن أيمن الرهيفي من استغلال الكرة التي أمده بها موسى ماريو على طبق في الدقيقة 93. تحليل فني للمدرب هشام الصيد بالرجوع إلى المباراة يمكن اعتبار مستقبل القصرين قد نجح فيها تكتيكيا بما أنه حد من خطورة النادي البنزرتي وقبل عديد لاعبيه بأتباعه أسلوب «Bloc» في أغلب ردهات المقابلة والنادي البنزرتي عناصره كانت تفتقد للخبرة اللازمة للتعامل مع فريق يدافع بعدد كبير من اللاعبين ويضغط بأكثر من لاعب على حامل الكرة ومما زاد في تعقيد الوضعية للفريق صاحب الدار هو إقصاء لسعد الدريدي وعدم وجود الحلول اللازمة لتفكيك دفاع القصرين. على كل حال تعادل مثل ذلك في الجولة السادسة يجب استغلاله إيجابيا وأخذ الدروس اللازمة منه بالنسبة للنادي البنزرتي أما مستقبل القصرين فإنه سائر في طريق التحسن مقارنة مع بداية الموسم. هذا نريده جمهور النادي البنزرتي الذي كان يود لو حافظ فريقه على صدارة الترتيب صفق في نهاية اللقاء للاعبين وهتف باسم الجمعية وهي حركة رياضية راقية من جمهور وفيّ أكيد ستدفع اللاعبين الى مزيد العمل وتعويض النقاط التي أضاعوها بانتصار خارج الديار. ..وهذا نرفضه ما حصل بين لسعد الدريدي من جهة والثنائي عاطف الفالحي واسكندر مجبورة مرفوض خاصة أسلوب الاستفزاز الذي يتبعه بعض «اللاعبين» للتأثير على منافسيهم والأكيد أيضا أن اللاعب لسعد الدريدي بما يملكه من خبرة كان بإمكنه تفادي الورقة الحمراء.