لم يمرّ على بطولة الرابطة المحترفة الأولى أكثر من ست جولات فقط ومع ذلك فإنها كانت كافية لتغيير ستة مدربين أي بمعدل مدرب في كل جولة بعد إعلان كل من خالد بن ساسي (الأولمبي الباجي) وجلال القادري(الترجي الجرجيسي) وغازي الغرايري (قوافل قفصة) انسحابهم إثر نهاية الجولة السادسة ليومي السبت والأحد المنقضيين وقبلهم انسحب لطفي جبارة (مستقبل القصرين) وعز الدين آيت جودي (النادي الصفاقسي) وسمير الجويلي (الاتحاد المنستيري) سواء في شكل استقالات أو تفاهم بالتراضي أو إبعاد. «الشروق» تحدثت الى هذا الثلاثي المنسحب مؤخرا حول الأسباب التي أجبرته على الاستقالة فكانت الآراء كالآتي: خالد بن ساسي: الحكم الكردي دعّم انسحابي... «.. في البداية لا بدّ لي أن أشير أولا الى أنه واحتراما لمسؤولي باجة وللسلطة الجهوية والمحلية وأيضا للجمهور فضلت الانسحاب بعد شعوري أنني لا أستطيع تقديم الاضافة التي يستحقها الأولمبي المحلي وذلك نتيجة لعدة ظروف لا تخدم مصلحة الفريق في شيء على الرغم من إدراكنا منذ البداية وبعد تحملي المسؤولية التي لم تسبق انطلاق الموسم إلا بأسبوع واحد أن المواجهات وخلال الجولات الخمس الأولى ستكون أمام الأندية الأربعة الكبرى الى جانب القوافل وبالتالي لا بدّ لنا من البحث عن اللاعبين القادرين على إنجاح المسيرة وانتدابهم إلا أن الهيئة أجّلت النظر في ذلك الى مرحلة ديسمبر للانتدابات واعتماد الرصيد البشري فقط الذي في حوزتي مقابل ذلك وهو ما يعني أن المسألة عسيرة والمواجهة أعسر خلال هذه الجولات الأولى ومع ذلك فقد حرصنا على العمل بكل جدية وكدنا نحقق الفوز أمام النادي الصفاقسي (0/0) في الجولة الثانية بعد انهزامنا في المنزه أمام الترجي (0/1) في الجولة الأولى.. كما أننا فرّطنا في انتصارنا أمام قفصة بملعب باجة (0/0) بعد إهدارنا لضربة جزاء في آخر المباراة دون التحدث عن الهزيمة التي مني بها فريقنا أمام الافريقي (0/1) والتي كانت في آخر لحظات اللقاء.. وكلها أسباب فرضت الانسحاب الذي عزّزه الحكم محمد سعيد الكردي الذي ظلمنا بوضوح في لقاء حمام سوسة في آخر لحظات اللقاء.. وأقصى إبننا حمدي الورهاني بشكل مجاني رغم تأكيد لاعب حمام سوسة أن الورهاني لم يعتد عليه قصدا بل أراد تصويب الكرة وقد كنت أشرت الى الحكم الى أنني لن أتردد في تقديم استقالتي وحتى الاعتزال تماما لو ثبتت صحة اقصائه للاعبنا مقابل مطالبتي له بالانسحاب لو ثبت عكس ذلك.. ولكنه لم يفعل رغم أن المشهد كان واضحا والمظلمة كانت جلية.. بقي لي أن أشكر كل أبناء باجة الذين وجدت منهم كل الدعم والمساندة..». جلال القادري: احتراما لجرجيس فضّلت الاستقالة «.. بعد الجولات الخمس الأولى التي انتهت بهزيمة مرّة أمام الملعب التونسي وذلك على قواعدنا مقابل تعادلنا مع قفصة وفوزنا على حساب نادي حمام الأنف كان لا بدّ لي أن أنسحب طالما أن الضغط يبقى مسلطا فقط على المدرب كما أن هذا الانسحاب فرضه احترامي لجرجيس ولأبنائها ككل بداية من الهيئة المديرة يتقدمها السيد علي بعبورة وصولا الى أصغر محبّ خاصة أن ضميري مرتاح والعمل الذي قمت به كان على ثوابت سليمة ستتجلى نتائجها خلال الفترة اللاحقة القريبة ولذلك أعلنت استقالتي التي رفضها رئيس الجمعية بأخلاقه المعهودة وعند تمسكي أجل الأمر الى ما بعد المباراة الأخيرة التي جمعتنا بالافريقي في المنزه والتي قدم فيها الفريق مردودا طيبا للغاية غير أن الظروف شاءت بأن تكون النتيجة لصالح مضيفنا مقابل اصطدام كرة لاعبنا طارق الزيادي على العارضة وغير ذلك.. وعندها كان لا بد من الاستقالة وذلك في كنف التحضّر الرياضي وروح التعاون والتكامل والاحترام المتبادل.. وهو ما كان فعلا راجيا من الله عزّ وجلّ كل التوفيق للترجي الجرجيسي الذي أحترمه وأكنّ كل التقدير لكل أسرته المضيقة والموسعة». غازي الغرايري: شكرا للقطاري ولكن طال انتظاري «.. لئن كنت أعلنت انسحابي منذ البداية وإثر لقاء حمام الأنف مباشرة مؤكدا أن هذا الانسحاب لا رجعة فيه فإنني أقدر ما قاله في شخصي السيد فوزي القطاري الذي أعتبره من طينة طيبة ومن خيرة رؤساء الأندية في البلاد حين أعلن تمسكه بخدماتي وتقديره للمجهود الذي أقوم به.. كما أنني أقدر أسرة قوافل قفصة ككل إلا أنني ولما جئت الى القوافل من أجل العمل والنجاح في هذه الجمعية التي فرضت وجودها لم أجد ما يشجع على البقاء والمواصلة خاصة حين يتعمد حكم على احباط مجهود مدرب وعمل هيئة ولاعبين وتشجيعات أحباء بمجرد «تصفيرة حكم» أو بمجرد رفع مساعده للشارة بصفة مجانية ومخطئة جدا وذلك لخدمة هذا الفريق أو مساعدته على حساب الآخر فهذا ظلم.. وشخصيا أرفض المظالم ولا أتحدث عن الحكام وأتجنّب ذلك قبل أن يفيض الكأس ويتجلى في مرة منقضية في جرجيس وأيضا في قفصة هذه المرة.. كما أنني لا أقبل مثل هذه التجاوزات والاعتداءات على الأندية ومن ورائهم المدربين الذين يبقون دائما تحت الضغط.. وبالمناسبة أودّ أن أشير الى أنني لا أطلب إلا المساواة والعدالة إلا أن ما فعله بنا رياض المسعي خيّب أملي وآمال آلاف الذين حضروا المباراة بما في ذلك عديد الذين لهم صلة وثيقة بالتحكيم وأمام هذا وذاك فضلا عن بعض الأسباب الأخرى التي يعرفها رئيس القوافل وبعض المقربين منه فإنني أجد نفسي مجبرا مرة أخرى على الاعتذار لسي فوزي القطاري وكل جمهور قفصة بعد أن طال انتظاري..