رغم المخاوف التي تركها فشل انعقاد المؤتمر التوحيدي لنقابات التعليم العالي والبحث العلمي مؤخرا، وبرغم «التحديات والرهانات المطروحة» في الساحة النقابية هذه الايام تمكّن القيّمون والقيّمون العامّون وموظفو وأعوان المخابر بوزارتي التربية والتكوين والتعليم العالي من انهاء مؤتمرهم التوحيدي الذي انعقد بأميلكار بداية هذا الاسبوع بنجاح، قال عنه النقابيون انه نجاح باهر. وتعدّ الجامعة العامة للتأطير والارشاد التربوي الهيكل المجمّع لنشاط النقابتين المذكورتين أوّل خطوة ناجحة في اطار الهيكلة الجديدة للاتحاد العام التونسي للشغل التي أوصى بها مؤتمر جربة 2001 وجسّدها قراره من الهيئة الادارية بداية هذا العام هدف الى تقليص عدد الهياكل القطاعية من 44 الى 28 هيكلا فقط والحط تبعا لذلك من عدد أعضاء الهيئة الادارية السلطة ذات المرجعية النافذة في المنظمة النقابية. واستفادت «الشروق» أن المؤتمر التوحيدي المشار اليه احتضن نيابات من كافة الاسلاك المكوّنة للقطاع (موظفي التربية / أعوان المخابر / قيّمين عامين) وأنه برغم التنافس البارز فإن النقاش والحوار في القضايا المطروحة على درجة عالية من النضج وأن «المؤتمرين» ال 97 تمكّنوا لا فقط من تصعيد مكتب الجامعة النقابية الجديدة بل كذلك توفّقوا الى ضبط عدد من اللوائح الهامة التي تضمّنت جردا لأهم المسائل الاقتصادية والاجتماعية على المستوى الوطني من تشغيل وبطالة ومناولة وتأمين على المرض والتعليم والمسائل المهنية وافردوا الصراع العربي الصهيوني بلائحة خاصة. وتشكل المكتب الجديد من 9 أعضاء، 5 منهم جدد هم (مصطفى الشارني كمال الجبوري محمد الطاهر البرايكي فوزي الزارعي توفيق الفطناسي) واثنان من النقابة العامة للقيمين والقيمين العامين (بدر الهرماسي ونور الهدى بن حمادي) واثنان من النقابة العامة لموظفي وأعوان المخابر (نجيبة الصوابني وجلولي سليماني) ووزّعت صباح الخميس الفارط المسؤوليات بين اعضاء أول مكتب يصعد عن مؤتمر توحيدي وحاز السيد بدر الهرماسي مهمة الكتابة العامة. رهانات وفي تصريح ل «الشروق» أشار كاتب عام جامعة التأطير والارشاد التربوي ان المؤتمر التوحيدي كان ثمرة عمل انطلق من القاعدة وامتد أكثر من سنة كاملة وهدف الى توحيد 120 نقابة أساسية منتشرة في كامل تراب الجمهورية، وأشار المتحدث الى أن المؤتمر لم يعرف حدوث اي مشكل او تصرّف يتنافى مع الاخلاق النقابية ولم يبرز طيلة الاشغال اي صراع فئوي او سياسي ولم يهيمن على المؤتمر الا النقاش البناء الهادف والتنافس على التمثيلية. وحول الرهانات المطروحة على «الهيكل الجديد» اشار السيد الهرماسي الا أن الرهان الاكبر يتمثل في تنفيذ ما جاء باللوائح وخاصة منها اقناع وزارتي التربية والتعليم العالي بتنفيذ اتفاق سنة 1992 والقاضي بوضع قانون اساسي خاص بموظفي الوزارتين وكذلك النظر في مطالب بقية الاسلاك وهي كذلك لا تقل اهمية بالاضافة الى النظر مع الوزارتين في تنظيم العمل لحماية المؤسسة التربوية والنهوض بها. تساؤل وجدير بالذكر ان «قرار» اعادة الهيكلة وتوحيد النقابات أثار جدلا كبيرا في الساحة النقابية اذ اعتبره البعض اجراء يهدف الى سد الابواب وتقليص هامش المناورة داخل المنظمة النقابية بالحط من عدد اعضاء الهيئة الادارية في حين واصلت المركزية النقابية التأكيد على أن الهيكلة الجديدة تهدف الى تجميع الجهود وتعصير العمل النقابي دون اي خلفيات... فهل يفتح مؤتمر القيمين واعوان وموظفي التربية والتعليم العالي الطريق امام باقي المؤتمرات التوحيدية؟