عند عتبة الجولة السادسة تمكن الملعب التونسي من حصد ثلاثة عشرة نقطة ومرتبة ثالثة مكّنت الفريق من حجز مكان في أعلى سلم الترتيب ومع مرور الجولات بدأت أحلام أبناء باردو تكتسب مشروعية من جهة قدرة فريقهم على تقديم موسم استثنائي أداءًً ونتيجة. المؤشرات الايجابية وما يدور في كواليس البقلاوة عوامل تؤكد الى حد الساعة التوقعات، فالأجواء بين اللاعبين تعكس لحمة وتماسكا بين مجموعة متجانسة وحتى التنافس على مكان ضمن التشكيلة الأساسية كان في اطار الاحترام والاقتناع بأن البقاء للأجدر والاقوى لذلك لم يتأثر الفريق بخسارة بعض العناصر الأساسية لأماكنها مقارنة بالتشكيلة التي انطلقت في بداية الموسم حيث ان استراتيجية وقناعات الفني الفرنسي أعطت الضوء الاخضر لتثبيت كل من جمال رحومة ومحمد الشارني وفخرالدين ڤلبي، مكان بلال يكن وجميّل خمير وهشام الحاج قاسم، ويبدو ان هناك المزيد من التغييرات والتقلبات في التشكيلة الأساسية مقابل ثبات النتيجة على حالها ما دام العمل هو المقياس الاول والاخير. استراتيجيات ورؤى ناجحة في قراءة بسيطة للمجموعة التي أهلت الملعب التونسي الى ان يطل برأسه على كرسي الصدارة عقب كل جولة نجد انها تتضمن تواجد سبعة عناصر جديدة ظهروا بصفة أساسية وهم: رامي الجريدي وسيف ا&حسني وطومبادو وابراهيما با ومروان تاج وبلال الرياحي وفخرالدين ڤلبي، مما يؤكد نجاح استراتيجية الملعب التونسي في ما يخص الانتدابات حيث تتعامل معه بمنطق الضغط على التكلفة والقدرة على الانتاج الغزير والسريع فكانت النتيجة الحصول على مجموعة متكاملة. من جهة أخرى يبدو ان الفريق لم يجانب الصحة عندما راهن على التعويل على ما يكتنزه من مواهب بما يجنب ادارة محمد الدرويش البحث عن «عصافير» قد لا تكون نادرة فقد برز الى الآن كل من تاج والرياحي في انتظار أسماء أخرى قادمة على مهل تحاول القفز الى واجهة الاحداث مثل حمدي العابدي وسيف الدين العياري. رصيد بشري ثري يعلم الجميع ان المنافسة على لقب البطولة يتطلب نفسا طويلا والتسلح بزاد بشري لا بأس به وبسيولة مادية قادرة على مواجهة أعاصير الازمات المالية... ويبدو ان الملعب التونسي قد قرأ حسابه جيدا من حيث هذه النقطة، فالفريق يتوفر على عناصر أخرى لا تنقصها الخبرة او الفنيات ويمكن ان تضمن للبقلاوة بنكا من الاحتياطيين يمكن وصفه بالناجع، وهنا نحدث عن أسماء مثل الحاج قاسم وحمزة السلامي وبلال يكن وسلامة القصداوي والبرازيلي ألفاز والحارس نديم بن ثابت... ومن هنا فإن الحديث عن فريق قادر على المنافسة والذهاب بعيدا في سباق البطولة لن يكون ضربا من ضروب المحال. مهندس الانجازات حتى تكتمل ملامح ومعالم الصورة الايجابية كان من أوكد الاولويات ان يكون للفريق مدرب في حجم تلك الطموحات... باتريك ليويغ أجّل الهالة الاعلامية التي عادة ما تسبق قدوم المدربين الى ما بعد تأكيد نجاحه حتى يكون لكل ما يقال في شأنه مبررا مقنعا وقد برهن الى الآن ذلك. ليويغ... مدرسة باتريك ليويغ سليل المدرسة الفرنسية اختصاصه التكوين وظف خبرته في خدمة الملعب التونسي مستفيدا من 10 سنوات عمل كمدير فني لفريق العاصمة الفرنسية «باريس سان جرمان» و5 سنوات على رأس أساك أبيدجان الايفواري ليضع بذلك عصارة فكره الكروي ويجسدها في فريق الملعب التونسي. مؤشرات عديدة تشير الى ان الرجل يقوم بعمل جيد فقد أحدث انسجاما في طريقة لعب الفريق ليصبح مقنعا في الاداء كما انه يتمتع بالدهاء والخبث الكروي، ويذكر الجميع انه غير لاعبين وطريقة لعب الفريق من 5/3/2 الى 4/4/2 قبل دقائق فقط من انطلاقة مباراة الملعب التونسي ضد الترجي الجرجيسي وراهن على فخرالدين ڤلبي رغم نقص جاهزيته ونجح في ذلك. من جهة أخرى كان ليويغ وفيا لخصال الفرنسيين من حيث فرض الانضباط كأساس للعمل الناجح، فقد أجبر الفريق على التدرب في الساعة السادسة والنصف صباحا قبل يوم العيد ولم يثنه الصيام او غزارة الامطار على مواصلة التمارين لتكون حصة التمارين أشبه بحصة تمارين «عسكرية»، لكن هذا لم يمنعه من توطيد علاقته باللاعبين وخلق أجواء خاصة داخل المجموعة تمثل سرّا من أسرار النجاح لذلك وبعد كل ما قيل لا يمكن ان نغفل حق الرجل بالاشارة الى نسبة مساهمته فيما تحقق الى حد الآن لذلك تنطبق عليه صفة مهندس الانجازات إن تحققت ! هكذا اذا حققت البقلاوة بداية لم تكن تحلم بها وقد تتمكن من انهاء مشوار الذهاب بثبات الكبار لكن قبل كل شيء يجب ان يكون العمل والجدية شعار الفريق في قادم الجولات الى جانب تثبيت الاقدام على الارض وعدم فسح المجال لأحلام اليقظة لأن السباق مازال طويلا.