القاهرة «الشروق»: حبيبة عبد السلام في أول ظهور له، تحدث أحمد هيكل لأول مرّة عن والده الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.. «أحمد» يلقبونه بمهندس الصفقات العملاقة في مجال الأعمال، لكنه ظل في الظل، وحرص أن يبقى بعيدا جدا عن الأضواء. ربما لا يعرفه أناس كثيرون في الشارع لكن شهرته في مجتمع الأعمال تضاهي ربما شهرة والده في السياسة. استضافته لميس الحديدي في برنامج «فيش وتشبيه».. على القناة الأولى بالتلفزيون المصري.. وفيما يلي مقتطفات من هذا الحوار: أنت من أصعب المصادر التي استضفتها في حياتي، لماذا تكره النور والأضواء ولماذا ترفض الحوارات بالرغم من أن الوالد محمد حسنين هيكل الكاتب الكبير وشقيقك يعمل في الشأن الاقتصادي حسن هيكل، فلماذا ترفض الظهور إعلاميا؟ أنا أخاف من الأضواء صحيح، فأغلب وقتي أعتني بالشركات التي استثمر فيها، أبحث عن استثمارات جديدة، وطول الوقت مسافر. كيف تصنف نفسك؟ رئيس مجلس إدارة شركة، موظف بدرجة رئيس مجلس إدارة في شركة، لو ان المساهمين فيها استيقظوا صباحا ووجدوا أني لم أؤد دوري، سيقولون لي شكرا مع السلامة. لكنك لست موظفا أنت شريك في هذه الشركة؟ بالفعل أنا لديّ 27٪ من أسهم الشركة. سجل الأعمال، بكم بدأت؟ رقم صغير؟ جدا.. الورق يقول 37 ألف دولار، أنت الورق عندك يقول كم؟ مع الفرق الكبير والشاسع، لكن «بل غيتس» ابتدأ بصفر، أنا أخذت الفلوس واشتريت عشرة في المائة من شركة صغيرة جدا اسمها المجموعة المالية المصرية لم يكن أحد يعرفها. لكن هل كان المبلغ سلفة من الوالد؟ نعم سلفة من الوالد مثل أغلب الشباب المصري عندما يكون محتاجا للدعم، لما يحتاج «فلوس» يذهب لأهله ويطلب منهم، أحيانا يكون في مقدورهم وأحيانا ليس في مقدرتهم. يعني ذهبت إلى الوالد وقلت له «يابابا أنا محتاج إلى المال حتى أعمل شركة»؟ نعم.. هكذا كان الأمر والحقيقة أنه شجعني، قال لي بالعكس، عندما يكون لديك أسهم في احدى الشركات التي تعمل بها «حاجة هايلة». وهل طالبك برد المال بعد ذلك؟ لا، ما حدث اني رددت له الدين بنفسي. ندخل في الموضوع.. اسألك عن الوالد محمد حسنين هيكل الكاتب الكبير الذي له مريدون في أنحاء الوطن العربي، كيف يخرج من بيت رجل الاشتراكية، عناصر العمل والفلاحين، ابنان رأسماليان، وأسألك عن نفسك، أنت على الأقل، بصراحة كيف يخرج من عباءة العقل الاشتراكي هذا العقل الرأسمالي؟ لنفحص ونتأمل ما نحن بصدد عمله، نجلب أموالا أغلبها من العالم العربي، ونستثمرها في العالم العربي لو هذه ليست ب«القومية العربية» قولي لي ما هي اذن؟ هذا يطلق عليه استثمار، أين القومية العربية هنا؟ لا، أنا من الممكن أن أذهب وأستثمر في أمريكا، أو أستثمر في أوروبا ربما كنت فعلتها لو اقتصاديا أفضل.. ربما إن عائد الاستثمار في الدول العربية أفضل. وليس لذلك علاقة بالقومية العربية.. أليس كذلك؟ لا بالعكس، هناك علاقة فالأحسن في الافادة هو تلك الفائدة التي تعود على أوطاننا، والأمر ليس سهلا لكن خلق مصالح بين دولنا أحسن، لأن المصالح تخلق مصالح مشتركة، والشراكات الاقتصادية تساعد على الوحدة وتقريب الدول العربية لأن الشعوب لا تعاني من هذه المشكلة لأنها ميالة للتوحد بينها وبين بعضها وعندما تخلق المصالح تستفيد السياسة. أروي لك قصة، أنا كنت مرة في السودان، وأحد الأشخاص عرض علي فرصة معينة، لو الاستثمار العربي تحقق في بلد مثل السودان سيكون دعما كافيا لقد سمعنا كثيرا عن العلاقات الأزلية بين مصر والسودان ومصر وسوريا أو أي دول عربية أخرى فيما بينها لكن لولا يوجد استثمار مشترك لن يتحقق ذلك التعاون وتلك المصالح.. كيف ستأتي. ثم لننظر في شأن آخر اقتصادي على ذكر الحديث عن اني رأسمالي، كل العاملين في شركات المجموعة يمتلكون 3٪ من أي شركة من الشركات، يعني سواء أي شركة نشتريها او نؤسسها، وهذا معناه اوتوماتيكيا إن الناس العاملين يحققون استفادة كبيرة ويشعرون أنها أموالهم وأنهم ليسوا مجرد عاملين بل مالكين أيضا... ألم يختلف معك الوالد حسنين هيكل في هذه الرؤية؟ مساحة من الاختلاف موجودة هناك. هل هناك مثال يمكن ان تذكره عن ذلك الاختلاف؟ شركة فنون؟ هل كان ضد الفكرة من الأول وكان على صواب؟ كان على صواب 100٪ وتعلمت أن أستمع له. من الواضح إن شركة (فنون) ليست من الصفحات ولا من الشركات المحببة الى قلبك. طبعا مثل أي حاجة تفشل لن تكون محببة لقلبك. أنا احترم الشجاعة إنك تقول إنها فشلت. طبعا هي فشلت، لا نقاش في ذلك، مائة في المائة فشلت. لماذا فكرت ان تستثمر في السينما والفن، يعني حب السينما والفن؟ الفكرة بدأت عندي من إن مصر عندها حقوق ملكية فكرية كبيرة في مجال السينما، وفي مجال الموسيقي والطرب، وفي مجال الكتب، فالفكرة كانت إن لو أحد استطاع ان يعمل شركة من هذا النوع من الشركات، ويعيد تغليف هذه الحقوق في منتجات شكلها وجودتها عالية فانه سيحقق منها أرباحا ويحافظ على ارث كبير ويحميه لكن المشكلة ان حقوق الملكية الفكرية في المنطقة كلها غير محترمة. لكنكم اشعلتم السوق بمعنى أن الشركة كانت تشتري الأفلام بقيمة أكثر بكثير مما تستحقه بالتالي فنون أشعلت السوق. ما حدث إنه كان لدينا تصورات معينة نتيجة زيادة عدد الفضائيات الموجودة عندنا، تصورات نتيجة الارتفاع في الأسعار الموجودة فإن أسعار الأفلام ترتفع. لكن ذلك حرم الناس من إنها تتفرج على السينما. لا لا لا... نبيع لكل الناس بما فيها التليفزيون المصري وعندما بعنا هذه الشركة للأمير الوليد كان في عقد البيع عقد مرفق ان التليفزيون المصري لو ذهب واشترى في خلال ستة شهور حقوق بث تلك الأفلام مطلوب منه أن يمضي العقد المرفق ويأخذ الأفلام. الفكرة التي نفذت غير ذلك إنكم حرمتم الملايين من أن يشاهدوا الأفلام. (يقاطعها) «مفيش حاجة من الكلام ده، الناس كلها تتفرج على أفلام» ننتقل إلى موضوع «ألطف» على مائدة الغداء أو العشاء أو في الجلسة التي تجلسوها مع العائلة في البيت عندما تزور الوالد، ما هو الحوار الدائر في بيت الأستاذ محمد حسنين هيكل سياسة أو اقتصاد وماذا أيضا؟ كأي بيت آخر، مساحة من الاقتصاد ومساحة من السياسة... هل تختلفون؟ طبعا... تخافون عليه؟ مم؟ لا نخاف عليه! عندما يطرح أراء وبهذه القوة وهذه الصراحة التي أحيانا تغضب البعض ألا تخافون عليه؟ بمنتهى الوضوح أقول إني لم أشعر لأن والدي ينتقد النظام فأنا تعثرت لهذا الأمر والحقيقة لم يؤذني هذا على الاطلاق. لكن في المقابل هل ساعدك، اسم الأستاذ محمد حسنين هيكل؟ والدي خرج من الاهرام سنة 74 وكان عمري 11 سنة، هل أفادني بأي طريقة مباشرة من الصعب ذلك بعد 35 سنة أو 37 سنة أن أحدا يتصور أن هناك استفادة مباشرة لكن هل أن الوالد له اسم حتى لو الناس اختلفت معه، نعم له اسم تحترمه وطبعا استفدت من هذا. الكثير من الاتهامات تنشر من حين لآخر وهي الحقيقة من الصعب تصديقها مثلا قيل إنك شردت 120 ألف أسرة في كفر الشيخ كان عندهم أراضي ويزرعونها؟ أنا قلت «عشان كده» أخاف من الاعلام... ولا أحب أن أظهر قيل إنني اشتريت الأرض وشردت 120 ألف فرد، والحقيقة لم نشتر، لا أرض ولا وضعنا أيدينا على أرض، ولا شردنا 120 ألف شخص والخبر نفسه نشر إن الشركة أكبر متعامل مع إسرائيل أنا لديّ هنا موقف مبدئي لا أتعامل مع اسرائيل... وأقاطع اسرائيل، وأقاطع لحد أن يتحقق السلام الكامل في المنطقة حتى لو كان «البيزنس» له عائد ويحقق أموالا كثيرة، وأكرر ما نشر زيف فهذا موقف مبدئي، أنا لا أتعامل مع اسرائيل ليس لديّ استثمارات في اسرائيل لا مباشرة ولا غير مباشرة. موضوع إسرائيل استفزك... طبعا أنت ابن حسنين هيكل ما استفزني تشريد الناس واسرائيل كل الخبر كل سطر فيه غير صحيح. هل هي حرب من منافسين مثلا؟ لا أعرف من الذي ترك بصمة على عقل أحمد هيكل؟ والدي ما ذكرت في هذا الحوار قشرة من بئر مليء بالحكايات والأسرار العميقة يعني من الممكن أن نكتب خريف الغضب الاقتصادي مثل «خريف الغضب» السياسي؟ لا دخل لي بإعلام... سياسة، كتب... لا، عندما أفكر في ترك العمل سأذهب إلى الساحل الشمالي أو في الغردقة.