بوعرقوب: رئيس اتحاد الفلاحة يستنكر عدم اتّخاذ قرارات فعّالة للحد من انتشار الحشرة القرمزية    جامعة كرة السلة تهنئ الترجي الرياضي بلوغ نهائي أبطال إفريقيا والتأهل لكأس العالم للأندية    ملامحها "الفاتنة" أثارت الشكوك.. ستينيّة تفوز بلقب ملكة جمال    سيدي بوزيد: المجلس المحلي بسيدي علي بن عون يطالب السلطات بحل نهائي لإشكالية انقطاع التيار الكهربائي    توقيع اتفاق بين الحكومة التونسية ونظيرتها البحرينية بشأن تبادل قطعتيْ أرض مُعدّتيْن لبناء مقرّين جديدين لسفارتيهما    وزيرة الإقتصاد في الإجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية    هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه    فرنسا تعتزم المشاركة في مشروع مغربي للطاقة في الصحراء    فاطمة المسدي تطالب بترحيل الأفارقة.    الرابطة الأولى: تشكيلة النادي البنزرتي في مواجهة نجم المتلوي    رابطة الابطال الافريقية لكرة القدم - الاهلي المصري الى النهائي    دورة اتحاد شمال افريقيا لمنتخبات مواليد 2007-2008- المنتخب المصري يتوج بالبطولة    القطب المالي ينظر في اكبر ملف تحيل على البنوك وهذه التفاصيل ..    سيدي حسين : قدم له يد المساعدة فاستل سكينا وسلبه !!    وزيرة التربية تطلع خلال زيارة بمعهد المكفوفين ببئر القصعة على ظروف إقامة التلاميذ    سيدي بوزيد: انطلاق فعاليات الاحتفال بالدورة 33 لشهر التراث بفقرات ومعارض متنوعة    مسابقة أكاديمية الشّرق الأوسط للأطبّاء الشّبان بدبي: الدكتورة التونسية مريم بن عياد تفوز بالجائزة الأولى في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 27 أفريل    بنزرت: الافراج عن 23 شخصا محتفظ بهم في قضيّة الفولاذ    الرابطة الأولى: تشكيلة الإتحاد المنستيري في مواجهة الملعب التونسي    الناطق باسم محكمة تونس يوضح أسباب فتح تحقيق ضد الصحفية خلود مبروك    خبير تركي يتوقع زلازل مدمرة في إسطنبول    استشهاد شابين فلسطينيين وإصابة اثنين آخرين بنيران الاحتلال الصهيوني غربي "جنين"..#خبر_عاجل    عاجل/ الحوثيون يطلقون صواريخ على سفينتين في البحر الأحمر..    عاجل تلاميذ منطقة الحاج قاسم 2يستغيثون للمرة الثانية في نفس الأسبوع..الحافلة معطلة    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    كيف نتعامل مع الضغوطات النفسية التي تظهر في فترة الامتحانات؟    أخبار المال والأعمال    "حماس" تعلن تسلمها رد الاحتلال حول مقترحاتها لصفقة تبادل الأسرى ووقف النار بغزة    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    فضاءات أغلقت أبوابها وأخرى هجرها روادها .. من يعيد الحياة الى المكتبات العمومية؟    تنديد بمحتوى ''سين وجيم الجنسانية''    رئيس الجمهورية قيس سعيّد.. المفسدون... إمّا يعيدون الأموال أو يحاسبهم القضاء    مذكّرات سياسي في «الشروق» (5) وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم الصادقية حاضنة المعرفة والعمل الوطني...!    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    الكاف..جرحى في حادث مرور..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    طقس الليلة    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    وزارة التجارة تتخذ اجراءات في قطاع الأعلاف منها التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    رقم قياسي جديد ينتظر الترجي في صورة الفوز على صن داونز    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    تقلص العجز التجاري الشهري    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانتاج والمنتجون التونسيون بين »البزنس« و»التبزنيس«
عبد الكريم قابوس
نشر في الشعب يوم 23 - 10 - 2010

كنا في الحلقة الاخيرة قد تناولنا جذور الانتاج السينمائي في تونس اي أننا وضعنا خارطة الانتاج السينمائي منذ تصوير أول لقطة في بلادنا حتى آخر محاولة قام بها منتجون عشية الاستقلال، ففي غمرة الفرحة بالاستقلال كانت الطموحات كبيرة والتطلع الى بناء دولة عصرية دعامتها الاصالة والتشبث بالموروث والتفتح على الحداثة وهكذا بدأت تسنّ القوانين وتنظم الوزارات في كل الميادين ولم تكن الثقافة في قائمة الاولويات بل الاعلام هو الشغل الشاغل للدولة التونسية الحديثة وهكذا كانت السينما تابعة لوزارة »الاخبار والارشاد« لاحظوا الأبوية البورقيبية وليس هذا بغريب على الزعيم بورقيبة العارف بما للإعلام من دور وهو صحفي التحرير الذي كانت كتاباته في الصحف دقيقة وبيداغوجية وهو الذي كان على معرفة تامة بالسينما
وهاكم هذه الحادثة رواها لي المخرج السينمائي الفرنسي المناضل »روني فونييي« الذي غادر ضباب بريطانيا الفرنسية ليعيش في أحراش جبال الأوراس مع المجاهدين الجزائريين ثم تحول الى »غردماو« مقر جيش حرب التحرير الجزائرية ليكون مسؤولا عن السينما في صلب جبهة التحرير حيث تخرج على يديه جل السينمائيين الجزائريين من الرعيل الاول ومن ثم أصبح أول مكوّن لشباب السينما في تونس
كان مجموعة من الشبان ينتمون الى شركة »العهد الجديد« نعم العهد الجديد يصورون الرئيس بورقيبة أثناء انتخابه اول رئيس للجمهورية التونسية في أول جلسة للمجلس التأسيسي برئاسة جلولي فارس
وبعد الانتخاب طلب من الرئيس الجديد إلقاء كلمة أمام الكاميرا يتوجه بها الى الشعب لان تلك اللقطات ستعرض في القسم الاول من العروض السينمائية في كل القاعات وهو ما يمسى »بالاحداث السينمائية« وقد كانت بمثابة التلفزيون اي حصة اسبوعية كانت تصور في تونس وتحمض وتطبع في فرنسا غير أنّ المصور اكتشف ان الكاميرا كانت فارغة من الشريط لانه لم ينتبه ان المساعد غادر المجلس ولم يشحن الكاميرا بشريط جديد
وطلب »روني فوتيبي« من الزعيم بورقيبة إعادة كلمته فقبل لما يعلم من قوة وقع الصورة واعاد الكلمة وكأنه أبرع ممثل، وقال لهم »حذار أريد لقطة من تحت contre plongée « لانه كان يعلم ما للسينما من دور إعلامي لأنّ لقطة تؤخذ من تحت تزيده طولا كما كان يفرض »غوبلس«وزير الاعلام على المصورين أثناء تصوير »هتلر«
أول وزير للاخبار والارشاد كان البشير بن يحمد وهو الوزير الوحيد الذي كانت له الشجاعة على الاستقالة وكانت من بين الاهتمامات الاساسية للوزارة الجديدة للاعلام في غياب وزاة الثقافة الاهتمام بالسينما وهكذا بعثت اول إدارة للسينما وريثة مكتب السينما التابع للإقامة العامة في عهد الاستعمار والتي كان يسهر على سيرتها الفنان حاتم المكي وهو ناقد سينمائي معروف فقد كان يشارك برسومه في مجلة »الراديو والسينما« التي صدرت عام 1937 والنقاد الاساسي لمجلة »سينيا« Cinéa التي كانت تهتم بالسينما والمسرح والراديو وتم في تلك السينما إنتاج فيلم روائي قصير عنوانه »سلسلة من ذهب« بطولة المعلمة الشابة بمدرسة نهج مرسليا »كلوديا كاردينال« حول موضوع بسيط صوّر بالمهدية وهو موضوع تبرع النساء بحليّهن للمساهمة في تكوين احتياطي مالي لخزينة البنك المركزي، وأتذكر كيف كانت النساء تخلعن حليّهن ويتبرعن بها الى الدولة الجديدة التي جازتهم بمجلة الاحوال الشخصية ولما انتهى الفيلم طار به حاتم المكي ليشارك به في مهرجان »كان« وبذلك كانت مشاركة بأول انتاج تونسي في مهرجان »كان«
لماذا ذكرنا هذه الحكايات؟ سنكتشف ذلك عبر معالم وضع الانتاج اليوم
٭ الانتاج التونسي عشية الاستقلال
لنذكر بعض المراحل في تاريخ الانتاج
1899 تصوير اول أفلام من طرف الاخوة »لوميير« في تونس
1924 اول شركة انتاج أسسها اليهودي التونسي »شمامة شكلي« وانتجت عدة أفلام وثائقية وفلمي »زهرة« و»عين الغزال« وصلتنا نسختها
1928 أسس مصور البطاقات البريدية »ديكونكلوا« شركة »الافلام التونسية« والتي انتجت فيلمين »أسطورة قربص« و»سر فطومة« لم تصلنا نسختها
1949 أسس »جوج ديروكلس« مدير »ستوديوهات افريقيا« شركة اسمها »أفلام قرطاج« ولانتاج أفلام عربية ولكن لم ينتج فيلما واحدا كما انه لم يترك احدا ينتج
1957 اثار التونسي عبد العزيز بن حسين ضجة كبيرة حول شركة جديدة »الشركة التونسية لانتاج الافلام« وشرع في انتاج فلم طويل تونسي عنوانه »شبح للزواج« لم يتم إخراجه
وإثر الاستقلال تأسست شركة إنتاج اسمها »العهد الجديد« سهر على تأسيسها رجال أعمال تونسيين على رأسهم عبد القادر بن صالح وفرنسيون »الاندري بسيس« وبعض الشبان من مخرجين ومصورين تكونوا بالتجربة وحب السينما منهم »مارسال رتر«، نورالدين بن عمر، الهادي بن خليفة، أحمد زعاف، »برينوكاستي«، المنصف المطهري، »جورج باروات«، نورالدين بن عمار، »روني فوتيتي«، خالد عبد الوهاب وغيرهم
وانتجت تلك الشركة من 1956 الى 1963، 30 فيلما أبيض وأسود وألوان 35 و16 ملمتر وهاهي عناوينها الجيش التونسي عطلة تونسية تونس 57 جالطة انبعاث أمة فلاحو البحر الاستقلال والشباب سفرة جميلة ألوان تونسية قائد أمة شبابنا المرحلة الحاسمة سرك بيكين الرئيس بلهوان رحلة الرئيس بورقيبة الى الجنوب الامير »جوليوس« مؤتمر سوسة مدرسة الساقية مهرجان الرياضة 59 زيارة ودية زيارة الرئيس »ايزنهاور« ال الافريقية رمضان إرادة الحياة عطلة على الثلج الجامبوري الكشفي »تيتو« بتونس جلالة الملكة الأم بتونس الوادي السعيد الغابات وبكل بساطة فإن عناوين الأفلام تدلّ على فحواها أي أفلام تلعب دور وتقنيات التلفزة اليوم، تعرض في الساحات العمومية والقاعات السينمائية لتدعيم الدولة الناشئة
٭ الدولة تتدخل في تنمية قطاع السينما
ولمدّة سنتين بعد الاستقلال ستهتم الدولة الناشئة والتي ارادها الزعيم بورقيبة أن تشدّ عودها حتى تجعل من السينما دعامة للاقتصاد ومحركا للمخيال وأداة للتثقيف فقامت سنة 1958 بتأسيس »الشركة التونسية الخفية الإسم للإنتاج والتنمية السينمائية« ولنسمها من الآن »ساناك« Société Anonyme Tunisienne de Production et d'Expansion cinématographique عدّل اسمها المرحوم حمادي الصيد لتصبح »الشركة التونسية للتنمية السنيمائية والانتاج« احتراما لقواعد العطف في النحو العربي وقد شاركت شخصيا في تلك التسمية عندما كنت ملحقا اعلاميا لدى الشركة ومستشارا لحمادي الصيد الرئيس المدير العام للشركة من 1972 الى 1979
تساهم الحكومة في أكثر من 90 بالمائة في رأس مال »الساتبيك« والباقي بعض المؤسسات مثل جريدة »لابراس« وقد عهد للشركة إنتاج »الاحداث التونسية« عدد كل أسبوع تغطي النشاط الرئاسي والحكومي وتشييد المنشآت وكذلك مجلات سينمائية أفلام قصيرة حول موضوع محدد والمواضيع القصيرة والافلام التعليمية التي تطلبها مختلف الجهات الحكومية وقد انتجت من 1961 الى غاية 1965 أربعين فيلما
٭ شاب مؤسس عمر الخليفي
ان نتفق مع عمر الخليفي في كتاباته وأفلامه أم لا فليس من حق احد ان ينكر له دوره الريادي في بعث السينما الوطنية التونسية عمر الخليفي الذي لا أقاسمه رؤيته للتاريخ أو طريقته في الاخراج بيد أني احترمه احترام أي مؤسس مثل الرواد في الصحافة او القصة او المسرح فهو بحماسه يعتبر باعث أول شرارة لتحويل الانتاج السينمائي من مجرد وسيلة للدعاية والتثقيف الى انتاج روائي وسينمائي بما للكلمة من معنى
وفي عام 1960 أسس عمر الخليفي العصامي الذي لم يتخرج من كلية او مدرسة سينمائية جمعية مع بعض الاصدقاء لا يملكون شيئا سوى عزيمتهم الصادقة وتفانيهم في العمل على رأي الطاهر الشريعة لإنتاج أفلام بكاميرا قديمة عيار 16 ملمتر من بينها شريط »صفحة من تاريخنا« وهو أول فيلم طرق فيه موضوع تاريخنا القومي الحديث وفيلم »الحج« الذي حصل على جائزة المهرجان العالمي لأفلام الهواة »بسان كاست« وبعدها »المتطوعون ببنزرت« وشريط »عرضوني زوز صباحيا« وفيلم »مصايف الحرس الوطني« وفيلم روائي قصير عنوانه »حليمة« وهو ربما أول فيلم روائي ينتج في فجر الاستقلال
وفي عام 1960 حاول بعض المؤمنين بالسينما كمشروع اقتصادي تأسيس »الشركة التونسية للسينما« وكان باعثها المحامي الاستاذ عبد المجيد بن عيسى وقد انتجت الافلام التالية »قرطاج لم تهدم« 1960 »وردة الرمال« 1961 »خبز الصحراء« 1961
وحاول رأس المال الاجنبي الدخول في الانتاج حيث تأسست سنة 1960 »الشركة التونسية الأمريكية للانتاج السينمائي« وأنتجت فيلمين طويلين عيار 16 ملمتر أبيض وأسود هما »حبيب الهوى« و»الاستاذ الشريد« وهي محاولة لتحويل الانتاج السينمائي العربي للعمل على الطريقة المصرية غير أن أزمة 1962 الجلاء الزراعي المجاعة ومحاولة الانقلاب وحلّ الحزب الشيوعي كانت كلها عوامل تجعل السينما تبقى بين أيدي الدولة ساتبيك مما سوف يدعم مسار احتكار الدولة للقطاع بدفع من أحمد بن صالح واضع أول مخطط وقد كان ولوعا بالسينما ومشجعا لها وداعما للجامعات ومساعدا على بعث مهرجان قليبية سوف يصبح مصير السينما بين أيدي الدولة الى غاية 1992 عندما حلت الساتبيك بقرار أرعن من الهادي نويرة منذ 1986 ودامت عملية التصفية 5 سنوات بعثرت فيها وثائق الشركة كان أرشيف »الساتبيك« يرمى في الشارع، وتم التفويت في الأفلام الى الخواص وإلى غاية عام 1962 هذه قائمة شركات الانتاج
٭ ساتبيك انتجت 40 فيلما
٭ العهد الجديد 30 فيلما
٭ الشركة التونسية للسينما 3 أفلام
٭ أفلام القويضي 15 فيلما
٭ أفلام عمر الخليفي 7 أفلام
٭ الشركة الامريكية التونسية للإنتاج السينمائي فلمان
هذا هو وضع الانتاج حتى 1966 عشية انتاج أول فيلم روائي تونسي لحما ودما
كدت أن أنسى اجمل تجربة في ميدان الانتاج الخاص وهي تجربة »سيريس« إذ أن »سيريس« دار النشر الحالية كانت في الاول شركة انتاج ثقافي كانت على ملك أنبل من عرفت في تونس أعني المرحوم حمادي الصيد والاعلامي الاخ الاكبر محمد بن اسماعيل أطال الله في عمره وثالثهم غير مشارك في رأس المال بل في المغامرة أحمد حرزالله الذي يجمع كل من عرفه على حرفيته ونزاهته وسعة ثقافته
أنتجت »سيريس« أجمل الافلام التونسية الوثائقية مثل فيلم »الجواد العربي« والعديد من الافلام الاخرى من بينها خاصة فيلمين حول رحلتي الزعيم بورقيبة الى افريقيا والى الشرق، والفيلم الاخير الذي كان عنوانه »الرحلة الكبرى« أفرزت فيلما على غاية من الاهمية التاريخية زار أثرها الزعيم بورقيبة سبع دول مصر، لبنان، إيران، سوريا، الاردن، فلسطين، تركيا وأخيرا يوغسلافيا وفي هذا الفيلم سجل حمادي الصيد خطاب أريحا الشهير، فلماذا لا يرمم هذا الفيلم ويخرج للناس وتلك مسألة أخرى؟
واليوم حدث ولا حرج وسنكتشف المشهد العبثي لقطاع الانتاج السينمائي وبعده الانتاج في الميدان السمعي البصري بصفة عامة
٭ تونس تفوق الهند وأمريكا
في عدد شركات الانتاج السينمائي
عزيزي القارئ أمسك جيدا كرسيك علك تقع عندما أقول لك أنه توجد اليوم في بلدنا الجميل أكثر من 400 شركة إنتاج سينمائي فتونس تساوي الهند والولايات المتحدة في عدد الشركات
فمن سيدخل حلبة الإنتاج؟
الهند التي تنتج 400 فيلما في السنة لا تملك هذا العدد الهائل من الشركات السينمائية وربما فرنسا وأمريكا كذلك، فماهو السبب وراء العدد الضخم لشركات الانتاج في تونس؟ هذا ما سنحلله لمحاولة الاجابية عن سؤال بسيط أسوة بالجنرال »ديغول« عندما زار لبنان قائلا »جئت للشرق الاوسط المعقد بأسئلة بسيطة« وسؤالي الذي أطلب من الله ومن الوثائق والارقام أن تساعدني في الاجابة عنه
٭ من هو المنتج التونسي؟
لم تتضح مهنة الإنتاج في تونس الا في العقدين الاخيرين لانه حتى عام 1980 اذا استثنينا عمر الخليفي وبعض التجارب الاخرى البسيطة ظل الانتاج السينمائي التونسي بين يدي الدولة عن طريق الساتبيك الشركة التي كانت تحتكر بالمعنى الاقتصادي الاستيراد والتوزيع واستغلال الافلام وتتصرف في جلّ القاعات وتسهر على أغلب عمليات الانتاج وذلك بأموالها وبدعم الدولة عن طريق لجنة الدعم، فكل المتدخلين في صناعة الفيلم من »السيناريو« الى بائع التذاكر كانت بين أيدي مؤسسة وطنية تابعة للدولة مثلها مثل سكك الحديد والكهرباء والماء فكل المتدخلين في صناعة الفيلم كانوا إما موظفين قارين أو متعاقدين
طبعا هذا النظام كان سائدا في مصر بعد أن أمّم جمال عبد الناصر السينما بُعيد تأميم القنال وبعدها سوريا ثم الجزائر والسودان وليبيا والعراق والصومال فمن سيدخل حلية الانتاج؟ وبأي أموال؟ بعد أن حلت الشركة الوطنية وتوقف نشاطها وبعثرت مكاتبها ومعداتها وأرشيفها بطريقة دقيقة  من طرف المصفين العدليين الذين قاموا بتفكيك الشركة وكأنهم يصفون شركة لإنتاج الطماطم أو العلف المركب فموقف الهادي نويرة من السينما وعمل المصفين هو استجابة للممثل القائل »الانسان عدوّ ما يجهل«
أكدنا في القسم الاول من موضوع الانتاج في هذا الملف أن المنتج في ميدان السينما هو الذي يدير دفة الفيلم أي الفاتق الناطق يملك سلطات واسعة مثل رئيس مجلس الادارة، لكن من أين المال؟
المنتج في البلدان الرأسمالية ولا أحب مصطلح البلدان المتقدمة هو شخص طبيعي أو شركة يملك إنتاجا وأموالا يريد استثمارها في ميدان السينما، والتاريخ يعج بالمنتجين الكبار مثل »هوارد« »هوغز« أو »كيندي الأب« أو الشركات الكبرى وكذلك في البلدان الاوروبية وأما في البلدان التي كانت اشتراكية فالمنتج هو الدولة وقد سارت مصر على منوال »هوليوود« عندما أسس طلعت حرب الذي عرف كيف يوظف الرأس المال الوطني حتى يجعل من السينما ثاني صناعة وطنية بعد القطن والطريف أن اول وأهم المنتجين كن من المنتجات مثل عزيزة أمير، فاطمة رشدي وخاصة آسيا وأشهر الرجال رمسيس نجيب وداوود تلحمي اللذان غذيا مخيالنا بأروع الأفلام المصرية
وعملية الانتاج في تخطيطها الاقتصادي بسيطة أموال ترصد وتستثمر في شريط يوزع محليا وعالميا ويحصل على عائدات تغطي المصاريف إن كانت أموالا خاصة أو قروض بنكية، ستفرز ارباحا من المفروض أن يعاد حقنها في دورة القطاع السينمائي الدموية وأن لا تضخ في استثمار آخر أو تنفق في البذخ الشخصي من سيارات فخمة ومساكن فاخرة على الشطوط أو تهريبها للخارج وكل هذا مورس ولنا الأدلة
ولكي نتعرف على من هو المنتج في تونس لنعود لذلك الجدول الذي يحتوي على الافلام التونسية منذ أوّل فيلم الى اليوم الشعب عدد 1092 السبت 18 09 2010 وقراءة هذا الجدول تتم من عدة مداخل لتحديد عدد الافلام في السنة وذلك واضح اذ منذ أول فيلم عام 1966 الى غاية 2010 تم انتاج 105 أفلام على مدى 44 سنة أي بمعدل 2.5 شريطا في السنة وهو ما يجعلنا نؤكد أن كلمة إنتاج لا تنطبق على السينما التونسية بل كل التجارب هي مغامرات سينمائية مبنية على الطموح أو اثبات الذات او طرق باب الشهرة أو البحث عن الربح دون أي استراتيجية أو تخطيط
وهناك طريقة ثانية لقراءة جدول الافلام المنتجة، اذ بإمكاننا ان نقرأ الجدول حسب عدد الافلام لكل مخرج وهكذا سنجد على رأس القائمة
النوري بوزيد الذي قام بإخراج 6 أفلام وربع ما بين 1986 إلى 2006 هي »ريح السدّ« 1986 »صفائح الذهب 1989 »شهرزاد« 4 1 فيلم 1991 »بزناس« 1991 »بنت فاميليا« 1998 »عرائس الطين« 2002 »آخر فيلم« 2006
ويليه بالتساوي عبد اللطيف بن عمار وعمر الخليفي اذ اخرج عبد اللطيف بن عمار »حكاية بسيطة« 1968 »سجنان« 1974 »عزيزة« 1980 »نغم الناعورة« 2002 ، »شارع النخيل« 2010
أمّا عمر الخليفي فقد أخرج ما بين 1966 1985 »الفجر« 1966 »المتمرد« 1969 »الفلاقة« 1972 »صراخ« 1973 »التحدّي« 1985
ثمّ رضا الباهي وعلي العبيدي بأربعة أفلام، فرضا الباهي أخرج ما بين 1976 2004 أربعة أفلام »شمس الضباع« 1976 »الملائكة« 1984 »الذاكرة الموشومة« 1988 »صندوق عجب« 2004
وأما علي العبيدي فقد أخرج ما بين 1990 2009 أربعة أفلام »برق الليل« 1990 »الرديف54 « 1997 »اللمبارة« 2006 »الساعة الأخيرة« 2009
وسوف يعطينا هذا الاحتساب بعيدا عن حب الأرقام مؤشرات عن طبيعة الانتاج اذ نستنتج أن
عمر الخليفي أخرج فيلما كل 4 سنوات 5 أفلام في 20 سنة
علي العبيدي أخرج فيلما كل 5 سنوات 4 أفلام في 20 سنة ،
عبد اللطيف بن عمار أخرج فيلما كل 7 سنوات 5 أفلام في 33 سنة
رضا الباهي أخرج فيلما كل 7 سنوات 4 أفلام في 20 سنة
النوري بوزيد أخرج فيلما كل 3 سنوات 7 أفلام في 20 سنة
لكن السؤال الملح هو
كم هي الأموال المرصودة لكل مخرج؟ وكم هي العائدات المادية والمعنوية لمجموع افلام كل مخرج ومن قام بإنتاج تلك الأفلام؟
في غياب دراسات وجداول وأرقام ومتابعة من الوزارة لا يستطيع اجابتك احد مهما كانت عبقريته ونزاهته، فإننا نعمل في قطاع السينما ولمدة 44 سنة، كان خلالها قطاع الانتاج السينمائي يمارس كالأعمى في ليلة اختفاء القمر نعكّر نرتجل نمنح الأموال دون شروط لا نتابع ولا نطالب بمردود لا نساهم في الاحاطة بالانتاج وبالاخراج والتوزيع، فقد يشبه المخرج والمنتج بهواة صيد السمك فالكلّ يرمي الشصّ وينتهز الفرصة، والاسئلة التي نطرحها اليوم تطرح عملية البحث عن الحلقة المفقودة في عملية فهم الفعل السينمائي وهي معضلة السينما في بلادنا فوضى، تذبذب، ارتجال، انعدام الاحتراف في غالب الأحيان، وفي الكثير من الحالات انتهازيّة وسوء تصرف وأحتفظ بالعديد من الملفات وربما الوصف الأخير يبدو مجحفا ولنطرح سؤالا خطيرا لنعلل ذلك
من أنتج الأفلام التونسيّة على امتداد 44 سنة؟
وكيف تمت عملية الإنتاج؟
فلنصنف المنتجين التونسيين حسب طرق علمية
٭ المنتجون في تونس أرهاط وأنماط ولا منتج حقيقي
لنعود الى جدول الأفلام المنتجة منذ 1966 حتى اليوم ونقرأه من العمود الخاص بالمنتجين لنكتشف أنواع المنتجين
٭ الصف الأول
سنجد 9 شركات فقط مختصة في الانتاج وهي
1 المرحومة »الساتبيك«
2 »سينيتليفلم« أحمد بهاء الدين عطية
3 »CTV« سينما وتلفزيون عبد العزيز بن ملوكة
4 »طوزا فيلم« حسن دلدول
5 »أفلام فينيزيا« أنتجت فيلما واحدا وغادر صاحبها البلاد
6 »نوماديس« درة بوشوشة
7 »ضفاف« نجيب عياد
8 »كارتاغو« ثم »كينتا« طارق بن عمار
9 »أفلام منستير الدولية« IMF رضا التركي
كل هذه الشركات نعتبرها شركات عضوية ومهيكلة، وذلك حسب المعايير التالية والتي يفرضها قانون الشركات وخاصة التي يسهر على حظوظها مخرجين
ان لها صبغة قانونية وإداريّة وتشغيلية وذلك بأن لها مكاتب وعمال قارين وسجلات تجارية وعلاقة مع البنوك وقدرة على التشغيل ومتابعين وقدرة على إعداد توزيع الافلام والمشاركة في المهرجانات
فأمّا عن المكاتب فإن القانون يفرض علي أي شركة ذات تصرف في أموال تعد بمئات آلاف الدينارات أن يكون لها مقرا اجتماعيا لائقا أي مكاتب تشغل عددا معقولا من العمال والموظفين وبمكاتبها دورتين للمياه واحدة للرجال وأخرى للنساء حسب القانون غير أن أحد هذه الشركات مثلا تتصرف في المليارات وصاحبها يدعي أنه أكبر وأقدم المنتجين يعمل في أريكة في بيته عنوانه مكتب مغلق ولافتة اسم الشركة على البيت وعنوانه صندوق بريد ويسكن ويعمل في بيت زوجته لا نذكر اسمه لأننا في ميدان التحليل والأرقام
لأن أصحاب هذه الشركات ليست لهم أي إدعاءات أو طموحات فنيّة أو تقنية فأصحابها مستثمرون الا اثنان مخرجان تركا الإخراج وهما أحمد بهاء الدين عطيّة وحسن لدول واللذان يستجيبان الى مقولة مشهورة تقول »أن الناشر في ميدان الكتاب هو عادة كاتب فاشل والمنتج في السينما هو مخرج أو ممثل أو تقني فاشل«
٭ فماهو موروث هذه الشركات؟
ولنرجع لتعداد
٭ الصنف الاول الشركات العضوية
الشركة الوطنية ساتبيك 28 فيلما من 1968 الى 1990
»سنيتليفلم« 9 أفلام من 1986 الى 2006
»سي تي في« 8 أفلام من 2002 الى 2010
»توماديس« 4 أفلام من 1998 الى 2009
»طوزا فيلم« 5 أفلام من 1990 الى 2004
»أفلام فينيزيا« فيلم يتيم وأغلقت الشركة وهرب صاحبها
»ضفاف« فيلمها الاول هذه السنة
أما طارق بن عمار ورضا التركي فتخصصت شركتاهما في تصوير الافلام الاجنبية دون التدخل في الافلام التونسية فهي اصلا شركات خدمات سينمائية الا ان طارق بن عمار يتدخل في بعض الافلام مثل فيلم »طوق الحمامة المفقود« 1990 للناصر خمير أو »ثلاثون« 2008 للمخرج فاضل الجزيري
٭ الصنف الثاني المخرجون المنتجون
نعيد ونذكر أنّ مرجعيتنا في المخرج والمنتج هنا هو الرجوع الى جدول انتاج الافلام الطويلة، ولا نتناول لا المخرجين ولا الشركات ولا المنتجين الذين يمارسون انتاج الافلام القصيرة والمسلسلات والومضات الاشهارية
ظاهرة السينما التونسية هي ما يسميه المرحوم محمود درويش عندما اكتشف ان شاعرا فلسطينيا كتب »سيناريو« فيلم ومثّل فيه الفيلم وكتب حواره فسماه »ظاهرة سعاد حسني«، فهي تمثل وتغني وترقص وجل المخرجين التونسيين ينتمون الى ظاهرة سعاد حسني »ظاهرة المخرج المنتج«
وبالرجوع الى انتاج الافلام الطويلة فسنجد 24 شركة انتاج اصحابها مخرجون وهم حسب التسلسل الزمني
عمار الخليفي رشيد فرشيو عبد اللطيف بن عمار رضا الباهي المسرح الجديد فريد بوغدير أحمد العجيمي علي العبيدي إبراهيم باباي محمد الزرن كلثوم بورناز الطيب الوحيشي عافاه الله الناصر القطاري الناصر خمير نضال شطا نوفل صاحب الطابع الجيلاني السعدي خالد غربال المنصف ذويب نجيب بالقاضي فاضل الجزيري إبراهيم اللطيف هشام بن عمار معز كمون
لماذا هذا الزخم من المخرجين المنتجين هل هو انفصام شخصية أو عبقرية أم فهلوة ام تسيب إداري أو تلاعب أو عبقريّة؟
أعود وأقول إن طرق تمويل الأفلام التونسية تعدّ أكثر طرق تمويل أي قطاع سينمائي سريالية في العالم، والعملية بسيطة
أنا مخرج أو أحلم أن أكون مخرجا أو »شبه مخرج« يسمح لي القانون ان أتحول الى منتج ما دام المال يمنح بسهولة، فلماذا يستمتع المنتج بثمار عبقريتي وابداعي، ولماذا يأتي هذا المنتج الذي سيقاسمي فني ومالي؟ والقانون يسمح لي ان أربح الدارين لو بعثت شركتي الخاصة وهاهي الطريق مفتوحة
ابعث شركة ب 10 آلاف دينار، ربما استعيدها واسحبها بعد تأسيس الشركة، وأقدم مشروعا وأفوز بدعم الدولة عن طريق لجنة سترجع الى عملها وأنفق كما أريد، وهكذا أربح الدارين وأتصرف كما أشاء، فماذا تطلب مني الدولة، فيلما قابلا للعرض دون تقييم دقيق لمطابقة »السيناريو« والمستوى الفني، في نسخة يتيمة خاصة بالعروض الثقافية والمشاركة في المهرجانات وذلك لان الدولة في حاجة الى أفلام خطاف شماتة في المثل العالمي الذي يقول »إن خطافا واحدا لا يصنع ربيعا « لكن نحن في حاجة الى خطافين أو ثلاثة خطاطيف حتى نشارك في مهرجان أيام قرطاج السينمائية، وبعض المهرجانات الدولية ولنبرر للمخرج المنتج ولوزارة المالية أن الاموال المرصودة لما يسمى أفلاما قد انفقت فعلا
وهنا أتذكر تلك الجملة البديعة التي قالها المرحوم حمادي الصيد في جريدة »لابراس« »لا توجد سينما تونسيّة بل حشرجات في البحث عن انجاز أفلام« لكن كيف يتم انتاج فيلما تونسيا، وكيف تجمع ميزانيته، وكيف تنفق الأموال، وماهي عائداته؟ هذا ما سنتناوله في الحلقة القادمة، أي كيف يعمل المنتجون في ميدان السينما في ال »تونس« التي نقترب في تصرفها الاقتصادي من البلدان المتقدّمة؟
نأمل أننا بررنا عنوان هذه الحلقة من الملف فال »بزنس« بمعناه الاقتصادي أي إدارة الاعمال والاستثمار مشروع أما »التبزنيس« أي »الفهلوة الاقتصادية« فممنوع وطنيا وقانونيا وأخلاقيا

1 فيلم »الرحلة الكبرى« اخراج حمادي الصيد وانتاج »سيرس« عن رحلة الزعيم بورقيبة ربيع 1965 التي زار فيها مصر وفلسطين والسعودية والاردن ولبنان والكويت وايران وتركيا ويوغسلافيا واليونان وفيه التسجيل الوحيد لخطاب »أريحا«
3 قاعة العرض عندما كانت الدولة تشرف على السينما عن طريق »الساتبيك«
4 فيلم »صراخ« لعمار الخليفي رائد السينما التونسية
5 فيلم »السفراء« للناصر القطاري أول وآخر انتاج مشترك بين تونس والجماهيرية الليبية
6 المخرج رضا الباهي اثناء التصوير
7 سلمى بكار مخرج لفيلم »فاطمة« لم ير النور دون تدخل »الساتبيك«
8 النوري بوزيد أغزر المخرجين أنتاجا
9 علي العبيدي أنموذج المخرج المنتج


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.