دواء كثيرون يستخدمونه لتحسين النوم.. فهل يرتبط تناوله لفترات طويلة بزيادة خطر فشل القلب؟    أفضل 10 طرق طبيعية لتجاوز خمول فصل الخريف    زيلينسكي: لا نخاف أميركا.. وهذا ما جرى خلال لقائي مع ترامب    الاحتلال يواصل شن غارات على خان يونس ورفح وغزة    هبوط اضطراري لتسع طائرات بهذا المطار..#خبر_عاجل    الشرع: سوريا حققت إنجازات كبيرة خلال 11 شهرا    بطولة فرنسا: باريس سان جرمان يتغلب على ليون وينفرد بالصدارة    الأهلي بطل للسوبر المصري للمرة ال16 في تاريخه    التوقعات الجوية لهذا اليوم..#خبر_عاجل    أمطار صبحية متفرقة لكن.. الطقس في استقرار الأيام الجاية    عاجل/ فاجعة تهز هذه المعتمدية..    محمد صبحي يتعرض لوعكة صحية مفاجئة ويُنقل للمستشفى    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    مجدولين الورغي: عريضة سحب الثقة لا تستهدف بودربالة بل تصحيح أداء مكتب المجلس    عاجل/ غلق ثلاث مطاعم بهذه الولاية بسبب هذه الفضيحة..    رواج لافت للمسلسلات المنتجة بالذكاء الاصطناعي في الصين    اليوم جلسة عامّة بالبرلمان لمناقشة ميزانية وزارتي الداخلية و العدل    مجلس الشيوخ الأمريكي يصوت لصالح إنهاء الإغلاق الحكومي    السينما التونسية حاضرة بفيلمين في الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيميمون الجزائرية    ألعاب التضامن الإسلامي بالسعودية :تونس تُتوج بثلاث ميداليات برونزية في الجودو    النجم الرياضي الساحلي يستنكر الهفوات التحكيمية في مواجهة النادي الرياضي البنزرتي    صفاقس : نحو منع مرور الشاحنات الثقيلة بالمنطقة البلدية    حجز أكثر من 14 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر    توزر: العمل الفلاحي في الواحات.. مخاطر بالجملة في ظلّ غياب وسائل الحماية ومواصلة الاعتماد على العمل اليدوي    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    بساحة برشلونة بالعاصمة...يوم مفتوح للتقصّي عن مرض السكري    أندا تمويل توفر قروضا فلاحية بقيمة 40 مليون دينار لتمويل مشاريع فلاحية    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    الشرع يصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    عاجل: اليابان تصدر تحذير تسونامي...شنيا الحكاية؟    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناطق الاعلامي باسم حزب النور السلفي في مصر ل«الشروق» : نرفض بشدّة اتفاقية الخروج الآمن المبرمة بين المجلس العسكري و الإخوان
نشر في الشروق يوم 19 - 01 - 2012

بعد النتائج المبهرة وغير المتوقعة التي حققها الحزب في الانتخابات الأخيرة، أصبح محمد نور لاعبا أساسيا في الحلبة السياسية المصرية وواجهة لتيار خرج من ظلمة السرية الى بريق السياسة خلال بضعة أشهر لا غير... «الشروق» التقت محمد نور في القاهرة

أولا نهنئكم بهذه النسبة التي تحصلتم عليها والتي تعدّ انجازا عظيما بالنسبة إلى حزب تكوّن منذ بضعة أشهر لا غير...
شكرا لكم ولو أنني لا أعتبر النسبة التي حصلنا عليها جيّدة بالقدر المنتظر. فأنا أرى أننا نمتلك قاعدة شعبية عريضة جدا ونمتلك فكرة بسيطة هي فكرة كل الشعب المصري... لذلك كان من المفروض أن نحقق اكتساحا في الانتخابات. وبالتالي فنسبة 24٪ فقط تمثل حجم خسارة كبيرة بالنسبة لنا.
نحن نمتلك المقوّمات لنكون الممثلين الحقيقيين للشعب المصري، أولا نحن أناس بسطاء من رحم الشعب... أنا بشكلي وخلفيتي وأفكاري وحياتي الاجتماعية أعتبر نفسي مصريا حقيقيا وقريبا من الشارع المصري لذلك فكوني تحصلت على 24٪ فقط يعتبر خسارة يغفرها أننا نخوض تجربتنا الأولى في الانتخابات.
الانتخابات تقوم على ركيزتين: القاعدة الشعبية العريضة والصناعة الانتخابية. نحن لنا قاعدة شعبية كبيرة جدا، لكن كانت عندنا أزمة في الصناعة الانتخابية فمواردنا المالية ضعيفة جدا وكذلك خبرتنا في الانتخابات وفي التكتيك الانتخابي... كما أننا الحزب الذي حاز على الصدارة في حجم الهجوم الاعلامي وحملات التشويه داخليا وخارجيا.
بماذا تفسرون هذا الهجوم؟ هل كان بدافع الخوف منكم؟
نعم هو خوف منا لأننا صوت الشعب... أنا أعتبر معركتنا معركة ثقافية كبيرة أقرب الى معارك التحرّر الوطني التي تحاول فيها الشعوب اسماع صوتها. الميزة التي تميزنا عن بقية التيارات والأحزاب أننا لم يكن لنا تواجد سابق في اللعبة السياسية لذلك فكل السياسيين القدامى كانوا متخوفين من القادم الجديد الذي يدخل الحلبة لأول مرة بزخم شعبي قوي جدا... هذا هو مفهوم خوف الآخرين منا وليس بمعنى الخوف من توجهنا الديني. كل هذه العوامل ساهمت في النتيجة التي وصلنا إليها والتي أفرحت الكثير من الناس في حزب النور، لكنني أعتبر أنه من حق الحزب عليّ أن أحذّره من أن يفرح لأنه أخذ أقل من حقه بكثير.
هذا يقودنا الى سؤال مهم: هل هذه الانتخابات سليمة؟
نعم... إلى حدّ كبير... الآن أصبح من الصعب تزوير الانتخابات بشكل كامل لكن هذا لا ينفي حدوث بعض الممارسات والشوائب وهي ممارسات كانت ضدّنا بالأساس من ناحية الدعاية الانتخابية خاصة، لذلك أقول إن هنالك نسبة بين 10 و15٪ غير سليمة وذلك يرجع أساسا الى عدم احترام مبدإ تكافؤ الفرص... هل من المعقول أن أدخل في منافسة انتخابية مع أحزاب يمتلك صاحبها شركة اتصالات وعددا من القنوات والجرائد.
من العار بعد الثورة المصرية أن يستمر التزاوج بين السلطة والمال... شركة المحمول التي لها قدرة مهولة على أن تنتهك خصوصيتي وتخترقني وتتجسس عليّ والتي عليها أكثر من علامة استفهام يعترف صاحبها نفسه أنه يمتلك عدّة أحزاب... كيف حاز على هذه التراخيص؟ هل يعمل لوحده أم هنالك من وراءه؟ هل هو مجرّد ستار
لفلول النظام السابق؟
هذه تساؤلات أم اتهامات؟
تساؤلات واتهامات في نفس الوقت، هنالك مسألة اخرى: في الحملة الانتخابية تقوم الدنيا ولا تقعد، إذا تكلم خطيب في مسجد حول وجوب أن نختار الأصلح، أي أن نختار من يطبّق شرع اللّه دون أن يذكر إسم أي حزب، لا حزب النور ولا غيره... هذا أمر عادي يحصل في كل بلدان العالم.
هذا ليس أمرا عاديا... هذا سلاح انتخابي شديد الفعالية..
هذا ليس سلاحا انتخابيا... أنا كحزب طلبت من كل الموالين لي عدم استعمال المساجد في الدعاية الانتخابية... لكن من حق رجل الدين أن يقول للناس اختاروا الأصلح، اختاروا أصحاب المرجعية الاسلامية.
تأثير المسجد يطال فقط عشرات الأشخاص يوم الجمعة، لكن تأثير غسيل المخ الذي يمارس يوميا على القنوات الفضائية يطال ملايين الأشخاص....
أنا الآن بصدد ضرب مسلّمات تمّ غرسها في عقول الناس... هنالك عملية احتيال كبرى. هناك محاولة لفرض نموذج غربي قائم على العولمة من خلال فكر ليبرالي، على حساب الثقافات المحلية. هذا النموذج يعتمد على الرأسمالية كمشروع سياسي والعلمانية، كمشروع سياسي.
نتائجكم في الانتخابات تقول إنكم في عهد مبارك استطعتم أن تحافظوا على نوع ما من التنظيم... كيف كنتم تعيشون تحت حكم مبارك؟
هذا سؤال صعب... نظام مبارك حاول بكل الطرق أن يقضي على الفكر السلفي... قبل سنة من الآن قابلت أحد المقربين من السلطة، فقال لي إن مبارك وقّع قرار القضاء على السلفيين فأجبت: لا تعلم من سيقضي على من... بعد ساعات قليلة من اللقاء حدثت تفجيرات كنيسة القديسين فاسترجعت كلام الرجل وفهمت أن النظام يحاول اختلاق حادثة لتمرير شيء ما... التيار السلفي ليس له أخطاء يستطيع النظام ضربه من خلالها، بالاضافة الى أن فكرتنا فكرة العودة الى الأصول والنبع الصافي، فكرة بسيطة لا يختلف عليها اثنان وهذا مصدر قوتنا: نحن نسوّق فكرة وليس جماعة أو تنظيما... نحن لا نطلب من أحد الانضمام الى السلفيين، نطلب منه فقط الاقتناع بالفكرة.
يعني في عهد مبارك لم تحاولوا الدخول الى ملعب السياسة بأي شكل من الأشكال؟
في عهد مبارك كنا لا نرى جدوى من العملية السياسية أصلا، لكن المشكل أن هذا لم يكن كافيا، فنحن لم نكن ممنوعين من الاقتراب من السياسة فقط، بل فرضت علينا عزلة تامة جعلتنا ممنوعين من كل شيء... نحن كنا معزولين عن الحياة.
ألم يكن لكم هيكل منظم أو خلايا؟
لا أبدا، نحن كنا مقتصرين على نشر الفكر.
أنتم من؟ يجب أن تكون هنالك نواة...
سأقول لك... الفكرة بدأت في السبعينات ودعي عنك كل الروايات التي تقول إن السادات أطلق يد الاسلاميين في الجامعات لضرب الشيوعيين... المهم أن الطلبة أسسوا ما يسمى بالجماعة الاسلامية... عندما خرج الاخوان من السجون بعد 74، حاولوا السيطرة على الجماعة الاسلامية إلاّ أن الكثير من أفراد الجماعة لم يجدوا إجابات كافية عن تساؤلاتهم عند الاخوان كما أنهم بدؤوا يكتشفون أن ممارسات الاخوان تفتقر الى تنقية الدين من البدع والى الاهتمام بالعلم الشرعي.
هؤلاء بدؤوا يهتمون بفكرة العلم الشرعي وهم أول من أسس شيئا اسمه المدرسة السلفية... هناك ثغرات في فكر الاخوان أهمها عدم الاهتمام بالعلم الشرعي.
يعني أن المدرسة السلفية بنيت أساسا على تعارض مع الاخوان؟
نعم هو نوع من التطور الفكري... في الأول كان اسمها المدرسة السلفية ثم أصبحت الدعوة السلفية نحن تيار دعوي وعلمي...
هنالك جزء من هذا التيار قرر ان ينظم نفسه بشكل او بآخر فبرز التنظيم او لنقل مصطلح العمل الجماعي لأننا لا نحب كثيرا كلمة التنظيم... قوتنا في لامركزيتنا... ليس هنالك اي ارتباط تنظيمي بين الأفراد كما هو الحال عند الاخوان... نشاطنا الوحيد كان يقتصر على الدعوة...
اذا لماذا كان نظام مبارك يضطهدكم كما تقولون؟
في وقت من الأوقات أحسّ نظام مبارك بخطورة هذه الدعوة الى سرعة انتشارها بين الناس فخاف من ان يتحول هذا التيار الشعبي الى كيان سياسي في اي لحظة لانشغال النظام بالتيار السلفي وبكيفية ضربه جعلت اهتمامه ومراقبته للتيارات السياسية الاخرى يقلّ لذلك نحن لنا دور كبير في الثورة فنحن ألهينا الجهاز الأمني وجعلنا اهتمامه منصبا علينا مما ترك الساحة خالية للتيارات الاخرى لكي تعمل براحة... الناس لم ينتبهوا الى هذا...
كيف استطاع هذا التيار الذي تقولون إنه قائم على اللامركزية ان يكوّن حزبا في فترة قياسية ويخوض به غمار الانتخابات؟
السلفي له اعتداد كبير بالنفس وذاتية عالية لذلك كل سلفي قال في نفسه: لماذا لا يكون لنا كيان سياسي يجعل لنا وزنا وهيبة على الساحة... من هنا جاءت فكرة دخول السياسة ليكون لنا كيان يمثلنا.
وما مصادر تمويلكم؟
كل شاب يدفع اشتراكه.. نحن الحزب الوحيد الذي يشترط دفع الاشتراك قبل العضوية... الأحزاب الاخرى تدفع أموالا على شكل رشاوى للناس لكي تنخرط...
نحن نرفض اي تمويل قد يمس من استقلاليتنا.. ثروة المد الشعبي ثروة لا تقدّر بمال... نحن أكثر حزب يمتلك هذه الثروة...
أكثر من الاخوان؟
نعم أكثر من الأخوان...
لو خُيّرنا بين ان يكون لنا كيان تنظيمي كبير جدا وبين هذا الزخم من الشباب النقي الساذج، المؤمن بفكرتنا، سنختار الشباب طبعا...
هذا جميل... لكن السياسة غير هذا...
لا يهمّنا... نحن خائفون ان نتلوّث.
لو نتكلّم قليلا عن مشروعكم المجتمعي... شعار حزبكم هو هوية ودولة عصرية... كيف ذلك؟
السلفيون في مصر قد يكونون مختلفين قليلا عن السلفيين في تونس وذلك لأن خبراتنا على الارض أكثر بكثير من اخواننا في تونس ولنا كوادر.. نحن أكثر حظا منهم.
مشروعنا قيمي ليس بالمعنى الأخلاقي بل بمعنى قيمة العلم والدليل.
كل الأحزاب في مصر تقول انها تعمل على تحسين التعليم والصحة وما الى غير ذلك.. هذا كلام انشاء.. كلها برامج شفوية.. لا أحد يقدّم برامج حقيقية لأننا كلنا كأحزاب كنا معزولين عن دائرة القرار ولا نمتلك المعلومة...
الاكتفاء بالبرامج الجميلة لا يكفي فكلنا متفقون على شعار «عيش وحرية وعدالة اجتماعية» نحن فقط من نقدّم الوسيلة لتحقيق ذلك، مشاكل مصر كلها مرتبطة بمشكل واحد هو الفساد الذي ينخر جسم البلاد... يجب ايقاف هذا الفساد بشكل أو بآخر والناس تثق في أننا لنا الرغبة والقدرة على ذلك.
كيف ستقضون على الفساد؟
عملنا سيعتمد على شقين: شق متعلق بالتشريعات والقوانين وشق متعلق بوعي الناس وبحجم الواعز القيمي والخلقي عندهم وهذا ما سيقضي على ثقافة الفساد نفسها.
يجب ان يكون صاحب الخُلق هو الأكثر تقديرا في المجتمع وليس الباشا صاحب المال كما تروّج لذلك الافلام والفضائيات.
أنتم تنادون بتطبيق الشريعة الاسلامية بشكل كامل في مصر... أليس كذلك؟
تطبيق الشريعة الاسلامية منصوص عليه في الدستور.. الذي يقول ان مصر بلد اسلامي وإن أي قانون مخالف للشريعة الاسلامية هو قانون لا دستوري.. المشكلة كانت في تطبيق هذا الكلام... نحن نريد تحويل هذا الكلام من كلام على ورق الى واقع.
الى أي مدى؟ هل على شاكلة المملكة العربية السعودية مثلا؟
دون نقل عن أحد.. نحن أصلا نعاني من النمطية.. نحن نعتبر تطبيق الشريعة غاية نصل اليها وليس منطلقا نبدأ منه... إقامة الحدود هي الجزء الاخير من المشروع...
في عديد بلدان العالم، القاتل يُحكم عليه بالإعدام.. يعني العالم كله يُزهق الروح... ما المشكل إذن فيما هو دون الروح كقطع اليد مثلا؟
أنت ترين أن السجن أفضل وألطف بكثير وأنا أرى أن قطع اليد أفضل وأنفع للمجتمع... الذي خلقنا قال إن قطع اليد أفضل... اذا أصدقُك أنت أم أصدق الذي خلقني؟.. أنا لا
أتكلم عن مسألة حولها خلاف.. المسائل التي حولها خلاف لن أفرض فيها رأيي وهنالك مؤسسات للدولة تحكم فيها.
نحن نرغب في تطبيق الشريعة بشكل كامل والدولة هي من سيطبق لذلك أول خطوة ستكون تحرير مؤسسات الدولة لكي لا تكون ملكا للسلفيين ولا لغيرهم.
ماهي المسائل الخلافية؟ أعطنا مثالا...
أنا أتكلم عن فكر ولا أريد أن أجرّ الى التفاصيل... الشعب هو الفيصل وأنا ما عليّ سوى اقناع الشعب هذه أصول اللعبة السياسية ثم إن القضايا العامة للدولة لا تنقذ إلاّ بعد استفتاء شعبي عليها.
يعني إذا قمتم باستفتاء في مصر حول تطبيق الشريعة الاسلامية، سيوافق الشعب؟
نعم سيوافق... هذا أكيد... نحن لا نقول تطبيق الشريعة كما يراها السلفيون أو كما يراها الاخوان... نحن نقول تطبيق الشريعة كما جاء في كتاب اللّه وسنة رسوله.
بالاكراه؟
هذا ليس اكراها... الشعب هو من أراد ذلك، الدول تتقدم عندما تتناغم قوانينها وأنظمتها مع شعوبها...
هل أنتم إذا ضدّ الدولة المدنية؟
نحن ضدّ الدولة العلمانية ونرفضها بشكل كامل... نحن نريد مصر دولة اسلامية... نقولها بكل صراحة ولا نستحي من ذلك... لاحظي أنني قلت دولة اسلامية ولم أقل دولة دينية... الدولة الدينية مصطلح غربي يقوم على الحكم الالهي لرجال الكنيسة...
دولة اسلامية في بلد به ملايين الأقباط؟
حقوق الأقباط محفوظة، لكن الدول تعطي وصفها حسب دين أغلبيتها...
تشغل السياحة في مصر 12٪ من الشعب، ألا ترون أنكم بالقيود التي تريدون وضعها على السياح قد يتأثر القطاع؟
وضع السياحة في مصر مزر على كل المستويات، لماذا نركّز على السياحة الشاطئية ونهمل سياحة الآثار ونحن بلد به ثلث آثار العالم... حتى فهمنا للسياحة الشاطئية فهم خاطئ، فنحن نفترض دائما أن السائح عربيد وهذا غير صحيح... السياح لمّا يزورون التيبت مثلا يقدّرون خصوصية المكان ويلتزمون... لماذا نحن المصريين نبيع تقاليدنا وقيمنا من أجل المال.
نحن نريد أن تُحترم خصوصية السائح وكل من ينتقدوننا لم يجرّبوا نوعا آخر من السياحة... هم تعوّدوا أن يتسوّلوا من السائح وهذه هي المشكلة الأصلية أي رداءة الخدمة... أنا لن أفعل إلا أن أقول للسائح الذي يأتي الى بلدي: لو سمحت احترم عادات المصريين... فقط.
كثر الحديث عن علاقتكم بالكيان الصهيوني خصوصا بعد تصريحكم بأن الحزب تعهد باحترام اتفاقية كامب ديفيد وبعد أن أعطى يسري حمّاد حوارا للاذاعة الاسرائيلية... ما تعليقكم على هذا؟
نحن أمام واقع يقول إن الدولة المصرية أبرمت اتفاقا ومعاهدة مع حكومة اسرائيل وواقع ثان يقول إن الشعب المصري والقوى السياسية ترفض التطبيع مع هذا الكيان موقفنا هو التالي: نحن نرفض التطبيع بأي شكل من الأشكال مع اسرائيل ولا نعترف كحزب بالكيان الاسرائيلي، فالذي يُلزم الدولة لا يلزم الحزب... وأي وزير منتم الى حزبنا سيتعامل مع مسألة اسرائيل كوزير للدولة وليس كعضو في الحزب.
أما يسري حمّاد، فلم يكن يعلم بأنه يدلي بحوار للاذاعة الاسرائيلية، فالصحفي الذي اتصل به قال له إنه عراقي.
تحدثتم منذ قليل عن الاستفتاءات الشعبية... هل إذا طالب الشعب بإلغاء كامب ديفيد وكنتم في الحكم ستقومون بإلغائها؟
طبعا... الاضرار بمصالح الناس حرام وهذه الاتفاقية في جزء كبير منها فيها ضرر للمصالح المصرية... أنا لا أدعو الى الحرب مع أي كان، لكنني أدعو الى رفع الظلم عن الشعب المصري في أي اتفاقية.
ماهي علاقتكم مع الاخوان؟
كل منا ماض في طريقه... المسافة بيننا وبينهم مثل المسافة بيننا وبين كل القوى الأخرى.
يعني امكانية تكوين كتلة اسلامية غير واردة؟
غير واردة لأننا لم نتلق أي عرض منهم الى حدّ الآن فهم الفائز الأول في الانتخابات وهم من يجب أن يقدّموا لنا عرضا... إذا قدّموا لنا عرضا محترما سنرحب به... على كل الأحوال سوف نكون محترمين سواء معهم أو بدونهم.
وما علاقتكم مع المجلس العسكري؟
نحن نرفض اعطاء أي امتيازات لأي كان ونرفض بشدة مسألة الخروج الآمن التي اتفق عليها المجلس العسكري مع الاخوان باعترافهم... لماذا يطلبون حصانة؟ هل لهم جرائم؟
الجيش لا يخطئ... الأشخاص هم الذين يخطئون ولا أحد فوق الحساب حتى وإن أعطى المجلس العسكري صلاحيات للجنزوري، فالمجلس هو من يُحاسب لأن الصلاحيات تفوّض والمسؤوليات لا تفوّض... لذلك على المجلس العسكري أن يقدم كشف حساب... لو أحسن يُشكر ولو أساء يُحاسب...
أولا نهنئكم بهذه النسبة التي تحصلتم عليها والتي تعدّ انجازا عظيما بالنسبة إلى حزب تكوّن منذ بضعة أشهر لا غير...
شكرا لكم ولو أنني لا أعتبر النسبة التي حصلنا عليها جيّدة بالقدر المنتظر. فأنا أرى أننا نمتلك قاعدة شعبية عريضة جدا ونمتلك فكرة بسيطة هي فكرة كل الشعب المصري... لذلك كان من المفروض أن نحقق اكتساحا في الانتخابات. وبالتالي فنسبة 24٪ فقط تمثل حجم خسارة كبيرة بالنسبة لنا.
نحن نمتلك المقوّمات لنكون الممثلين الحقيقيين للشعب المصري، أولا نحن أناس بسطاء من رحم الشعب... أنا بشكلي وخلفيتي وأفكاري وحياتي الاجتماعية أعتبر نفسي مصريا حقيقيا وقريبا من الشارع المصري لذلك فكوني تحصلت على 24٪ فقط يعتبر خسارة يغفرها أننا نخوض تجربتنا الأولى في الانتخابات.
الانتخابات تقوم على ركيزتين: القاعدة الشعبية العريضة والصناعة الانتخابية. نحن لنا قاعدة شعبية كبيرة جدا، لكن كانت عندنا أزمة في الصناعة الانتخابية فمواردنا المالية ضعيفة جدا وكذلك خبرتنا في الانتخابات وفي التكتيك الانتخابي... كما أننا الحزب الذي حاز على الصدارة في حجم الهجوم الاعلامي وحملات التشويه داخليا وخارجيا.
بماذا تفسرون هذا الهجوم؟ هل كان بدافع الخوف منكم؟
نعم هو خوف منا لأننا صوت الشعب... أنا أعتبر معركتنا معركة ثقافية كبيرة أقرب الى معارك التحرّر الوطني التي تحاول فيها الشعوب اسماع صوتها. الميزة التي تميزنا عن بقية التيارات والأحزاب أننا لم يكن لنا تواجد سابق في اللعبة السياسية لذلك فكل السياسيين القدامى كانوا متخوفين من القادم الجديد الذي يدخل الحلبة لأول مرة بزخم شعبي قوي جدا... هذا هو مفهوم خوف الآخرين منا وليس بمعنى الخوف من توجهنا الديني. كل هذه العوامل ساهمت في النتيجة التي وصلنا إليها والتي أفرحت الكثير من الناس في حزب النور، لكنني أعتبر أنه من حق الحزب عليّ أن أحذّره من أن يفرح لأنه أخذ أقل من حقه بكثير.
هذا يقودنا الى سؤال مهم: هل هذه الانتخابات سليمة؟
نعم... إلى حدّ كبير... الآن أصبح من الصعب تزوير الانتخابات بشكل كامل لكن هذا لا ينفي حدوث بعض الممارسات والشوائب وهي ممارسات كانت ضدّنا بالأساس من ناحية الدعاية الانتخابية خاصة، لذلك أقول إن هنالك نسبة بين 10 و15٪ غير سليمة وذلك يرجع أساسا الى عدم احترام مبدإ تكافؤ الفرص... هل من المعقول أن أدخل في منافسة انتخابية مع أحزاب يمتلك صاحبها شركة اتصالات وعددا من القنوات والجرائد.
من العار بعد الثورة المصرية أن يستمر التزاوج بين السلطة والمال... شركة المحمول التي لها قدرة مهولة على أن تنتهك خصوصيتي وتخترقني وتتجسس عليّ والتي عليها أكثر من علامة استفهام يعترف صاحبها نفسه أنه يمتلك عدّة أحزاب... كيف حاز على هذه التراخيص؟ هل يعمل لوحده أم هنالك من وراءه؟ هل هو مجرّد ستار لفلول النظام السابق؟
هذه تساؤلات أم اتهامات؟
تساؤلات واتهامات في نفس الوقت، هنالك مسألة اخرى: في الحملة الانتخابية تقوم الدنيا ولا تقعد، إذا تكلم خطيب في مسجد حول وجوب أن نختار الأصلح، أي أن نختار من يطبّق شرع اللّه دون أن يذكر إسم أي حزب، لا حزب النور ولا غيره... هذا أمر عادي يحصل في كل بلدان العالم.
هذا ليس أمرا عاديا... هذا سلاح انتخابي شديد الفعالية..
هذا ليس سلاحا انتخابيا... أنا كحزب طلبت من كل الموالين لي عدم استعمال المساجد في الدعاية الانتخابية... لكن من حق رجل الدين أن يقول للناس اختاروا الأصلح، اختاروا أصحاب المرجعية الاسلامية.
تأثير المسجد يطال فقط عشرات الأشخاص يوم الجمعة، لكن تأثير غسيل المخ الذي يمارس يوميا على القنوات الفضائية يطال ملايين الأشخاص....
أنا الآن بصدد ضرب مسلّمات تمّ غرسها في عقول الناس... هنالك عملية احتيال كبرى. هناك محاولة لفرض نموذج غربي قائم على العولمة من خلال فكر ليبرالي، على حساب الثقافات المحلية. هذا النموذج يعتمد على الرأسمالية كمشروع سياسي والعلمانية، كمشروع سياسي.
نتائجكم في الانتخابات تقول إنكم في عهد مبارك استطعتم أن تحافظوا على نوع ما من التنظيم... كيف كنتم تعيشون تحت حكم مبارك؟
هذا سؤال صعب... نظام مبارك حاول بكل الطرق أن يقضي على الفكر السلفي... قبل سنة من الآن قابلت أحد المقربين من السلطة، فقال لي إن مبارك وقّع قرار القضاء على السلفيين فأجبت: لا تعلم من سيقضي على من... بعد ساعات قليلة من اللقاء حدثت تفجيرات كنيسة القديسين فاسترجعت كلام الرجل وفهمت أن النظام يحاول اختلاق حادثة لتمرير شيء ما... التيار السلفي ليس له أخطاء يستطيع النظام ضربه من خلالها، بالاضافة الى أن فكرتنا فكرة العودة الى الأصول والنبع الصافي، فكرة بسيطة لا يختلف عليها اثنان وهذا مصدر قوتنا: نحن نسوّق فكرة وليس جماعة أو تنظيما... نحن لا نطلب من أحد الانضمام الى السلفيين، نطلب منه فقط الاقتناع بالفكرة.
يعني في عهد مبارك لم تحاولوا الدخول الى ملعب السياسة بأي شكل من الأشكال؟
في عهد مبارك كنا لا نرى جدوى من العملية السياسية أصلا، لكن المشكل أن هذا لم يكن كافيا، فنحن لم نكن ممنوعين من الاقتراب من السياسة فقط، بل فرضت علينا عزلة تامة جعلتنا ممنوعين من كل شيء... نحن كنا معزولين عن الحياة.
ألم يكن لكم هيكل منظم أو خلايا؟
لا أبدا، نحن كنا مقتصرين على نشر الفكر.
أنتم من؟ يجب أن تكون هنالك نواة...
سأقول لك... الفكرة بدأت في السبعينات ودعي عنك كل الروايات التي تقول إن السادات أطلق يد الاسلاميين في الجامعات لضرب الشيوعيين... المهم أن الطلبة أسسوا ما يسمى بالجماعة الاسلامية... عندما خرج الاخوان من السجون بعد 74، حاولوا السيطرة على الجماعة الاسلامية إلاّ أن الكثير من أفراد الجماعة لم يجدوا إجابات كافية عن تساؤلاتهم عند الاخوان كما أنهم بدؤوا يكتشفون أن ممارسات الاخوان تفتقر الى تنقية الدين من البدع والى الاهتمام بالعلم الشرعي.
هؤلاء بدؤوا يهتمون بفكرة العلم الشرعي وهم أول من أسس شيئا اسمه المدرسة السلفية... هناك ثغرات في فكر الاخوان أهمها عدم الاهتمام بالعلم الشرعي.
يعني أن المدرسة السلفية بنيت أساسا على تعارض مع الاخوان؟
نعم هو نوع من التطور الفكري... في الأول كان اسمها المدرسة السلفية ثم أصبحت الدعوة السلفية نحن تيار دعوي وعلمي...
هنالك جزء من هذا التيار قرر ان ينظم نفسه بشكل او بآخر فبرز التنظيم او لنقل مصطلح العمل الجماعي لأننا لا نحب كثيرا كلمة التنظيم... قوتنا في لامركزيتنا... ليس هنالك اي ارتباط تنظيمي بين الأفراد كما هو الحال عند الاخوان... نشاطنا الوحيد كان يقتصر على الدعوة...
اذا لماذا كان نظام مبارك يضطهدكم كما تقولون؟
في وقت من الأوقات أحسّ نظام مبارك بخطورة هذه الدعوة الى سرعة انتشارها بين الناس فخاف من ان يتحول هذا التيار الشعبي الى كيان سياسي في اي لحظة لانشغال النظام بالتيار السلفي وبكيفية ضربه جعلت اهتمامه ومراقبته للتيارات السياسية الاخرى يقلّ لذلك نحن لنا دور كبير في الثورة فنحن ألهينا الجهاز الأمني وجعلنا اهتمامه منصبا علينا مما ترك الساحة خالية للتيارات الاخرى لكي تعمل براحة... الناس لم ينتبهوا الى هذا...
كيف استطاع هذا التيار الذي تقولون إنه قائم على اللامركزية ان يكوّن حزبا في فترة قياسية ويخوض به غمار الانتخابات؟
السلفي له اعتداد كبير بالنفس وذاتية عالية لذلك كل سلفي قال في نفسه: لماذا لا يكون لنا كيان سياسي يجعل لنا وزنا وهيبة على الساحة... من هنا جاءت فكرة دخول السياسة ليكون لنا كيان يمثلنا.
وما مصادر تمويلكم؟
كل شاب يدفع اشتراكه.. نحن الحزب الوحيد الذي يشترط دفع الاشتراك قبل العضوية... الأحزاب الاخرى تدفع أموالا على شكل رشاوى للناس لكي تنخرط...
نحن نرفض اي تمويل قد يمس من استقلاليتنا.. ثروة المد الشعبي ثروة لا تقدّر بمال... نحن أكثر حزب يمتلك هذه الثروة...
أكثر من الاخوان؟
نعم أكثر من الأخوان...
لو خُيّرنا بين ان يكون لنا كيان تنظيمي كبير جدا وبين هذا الزخم من الشباب النقي الساذج، المؤمن بفكرتنا، سنختار الشباب طبعا...
هذا جميل... لكن السياسة غير هذا...
لا يهمّنا... نحن خائفون ان نتلوّث.
لو نتكلّم قليلا عن مشروعكم المجتمعي... شعار حزبكم هو هوية ودولة عصرية... كيف ذلك؟
السلفيون في مصر قد يكونون مختلفين قليلا عن السلفيين في تونس وذلك لأن خبراتنا على الارض أكثر بكثير من اخواننا في تونس ولنا كوادر.. نحن أكثر حظا منهم.
مشروعنا قيمي ليس بالمعنى الأخلاقي بل بمعنى قيمة العلم والدليل.
كل الأحزاب في مصر تقول انها تعمل على تحسين التعليم والصحة وما الى غير ذلك.. هذا كلام انشاء.. كلها برامج شفوية.. لا أحد يقدّم برامج حقيقية لأننا كلنا كأحزاب كنا معزولين عن دائرة القرار ولا نمتلك المعلومة...
الاكتفاء بالبرامج الجميلة لا يكفي فكلنا متفقون على شعار «عيش وحرية وعدالة اجتماعية» نحن فقط من نقدّم الوسيلة لتحقيق ذلك، مشاكل مصر كلها مرتبطة بمشكل واحد هو الفساد الذي ينخر جسم البلاد... يجب ايقاف هذا الفساد بشكل أو بآخر والناس تثق في أننا لنا الرغبة والقدرة على ذلك.
كيف ستقضون على الفساد؟
عملنا سيعتمد على شقين: شق متعلق بالتشريعات والقوانين وشق متعلق بوعي الناس وبحجم الواعز القيمي والخلقي عندهم وهذا ما سيقضي على ثقافة الفساد نفسها.
يجب ان يكون صاحب الخُلق هو الأكثر تقديرا في المجتمع وليس الباشا صاحب المال كما تروّج لذلك الافلام والفضائيات.
أنتم تنادون بتطبيق الشريعة الاسلامية بشكل كامل في مصر... أليس كذلك؟
تطبيق الشريعة الاسلامية منصوص عليه في الدستور.. الذي يقول ان مصر بلد اسلامي وإن أي قانون مخالف للشريعة الاسلامية هو قانون لا دستوري.. المشكلة كانت في تطبيق هذا الكلام... نحن نريد تحويل هذا الكلام من كلام على ورق الى واقع.
الى أي مدى؟ هل على شاكلة المملكة العربية السعودية مثلا؟
دون نقل عن أحد.. نحن أصلا نعاني من النمطية.. نحن نعتبر تطبيق الشريعة غاية نصل اليها وليس منطلقا نبدأ منه... إقامة الحدود هي الجزء الاخير من المشروع... في عديد بلدان العالم، القاتل يُحكم عليه بالإعدام.. يعني العالم كله يُزهق الروح... ما المشكل إذن فيما هو دون الروح كقطع اليد مثلا؟
أنت ترين أن السجن أفضل وألطف بكثير وأنا أرى أن قطع اليد أفضل وأنفع للمجتمع... الذي خلقنا قال إن قطع اليد أفضل... اذا أصدقُك أنت أم أصدق الذي خلقني؟.. أنا لا أتكلم عن مسألة حولها خلاف.. المسائل التي حولها خلاف لن أفرض فيها رأيي وهنالك مؤسسات للدولة تحكم فيها.
نحن نرغب في تطبيق الشريعة بشكل كامل والدولة هي من سيطبق لذلك أول خطوة ستكون تحرير مؤسسات الدولة لكي لا تكون ملكا للسلفيين ولا لغيرهم.
ماهي المسائل الخلافية؟ أعطنا مثالا...
أنا أتكلم عن فكر ولا أريد أن أجرّ الى التفاصيل... الشعب هو الفيصل وأنا ما عليّ سوى اقناع الشعب هذه أصول اللعبة السياسية ثم إن القضايا العامة للدولة لا تنقذ إلاّ بعد استفتاء شعبي عليها.
يعني إذا قمتم باستفتاء في مصر حول تطبيق الشريعة الاسلامية، سيوافق الشعب؟
نعم سيوافق... هذا أكيد... نحن لا نقول تطبيق الشريعة كما يراها السلفيون أو كما يراها الاخوان... نحن نقول تطبيق الشريعة كما جاء في كتاب اللّه وسنة رسوله.
بالاكراه؟
هذا ليس اكراها... الشعب هو من أراد ذلك، الدول تتقدم عندما تتناغم قوانينها وأنظمتها مع شعوبها...
هل أنتم إذا ضدّ الدولة المدنية؟
نحن ضدّ الدولة العلمانية ونرفضها بشكل كامل... نحن نريد مصر دولة اسلامية... نقولها بكل صراحة ولا نستحي من ذلك... لاحظي أنني قلت دولة اسلامية ولم أقل دولة دينية... الدولة الدينية مصطلح غربي يقوم على الحكم الالهي لرجال الكنيسة...
دولة اسلامية في بلد به ملايين الأقباط؟
حقوق الأقباط محفوظة، لكن الدول تعطي وصفها حسب دين أغلبيتها...
تشغل السياحة في مصر 12٪ من الشعب، ألا ترون أنكم بالقيود التي تريدون وضعها على السياح قد يتأثر القطاع؟
وضع السياحة في مصر مزر على كل المستويات، لماذا نركّز على السياحة الشاطئية ونهمل سياحة الآثار ونحن بلد به ثلث آثار العالم... حتى فهمنا للسياحة الشاطئية فهم خاطئ، فنحن نفترض دائما أن السائح عربيد وهذا غير صحيح... السياح لمّا يزورون التيبت مثلا يقدّرون خصوصية المكان ويلتزمون... لماذا نحن المصريين نبيع تقاليدنا وقيمنا من أجل المال.
نحن نريد أن تُحترم خصوصية السائح وكل من ينتقدوننا لم يجرّبوا نوعا آخر من السياحة... هم تعوّدوا أن يتسوّلوا من السائح وهذه هي المشكلة الأصلية أي رداءة الخدمة... أنا لن أفعل إلا أن أقول للسائح الذي يأتي الى بلدي: لو سمحت احترم عادات المصريين... فقط.
كثر الحديث عن علاقتكم بالكيان الصهيوني خصوصا بعد تصريحكم بأن الحزب تعهد باحترام اتفاقية كامب ديفيد وبعد أن أعطى يسري حمّاد حوارا للاذاعة الاسرائيلية... ما تعليقكم على هذا؟
نحن أمام واقع يقول إن الدولة المصرية أبرمت اتفاقا ومعاهدة مع حكومة اسرائيل وواقع ثان يقول إن الشعب المصري والقوى السياسية ترفض التطبيع مع هذا الكيان موقفنا هو التالي: نحن نرفض التطبيع بأي شكل من الأشكال مع اسرائيل ولا نعترف كحزب بالكيان الاسرائيلي، فالذي يُلزم الدولة لا يلزم الحزب... وأي وزير منتم الى حزبنا سيتعامل مع مسألة اسرائيل كوزير للدولة وليس كعضو في الحزب.
أما يسري حمّاد، فلم يكن يعلم بأنه يدلي بحوار للاذاعة الاسرائيلية، فالصحفي الذي اتصل به قال له إنه عراقي.
تحدثتم منذ قليل عن الاستفتاءات الشعبية... هل إذا طالب الشعب بإلغاء كامب ديفيد وكنتم في الحكم ستقومون بإلغائها؟
طبعا... الاضرار بمصالح الناس حرام وهذه الاتفاقية في جزء كبير منها فيها ضرر للمصالح المصرية... أنا لا أدعو الى الحرب مع أي كان، لكنني أدعو الى رفع الظلم عن الشعب المصري في أي اتفاقية.
ماهي علاقتكم مع الاخوان؟
كل منا ماض في طريقه... المسافة بيننا وبينهم مثل المسافة بيننا وبين كل القوى الأخرى.
يعني امكانية تكوين كتلة اسلامية غير واردة؟
غير واردة لأننا لم نتلق أي عرض منهم الى حدّ الآن فهم الفائز الأول في الانتخابات وهم من يجب أن يقدّموا لنا عرضا... إذا قدّموا لنا عرضا محترما سنرحب به... على كل الأحوال سوف نكون محترمين سواء معهم أو بدونهم.
وما علاقتكم مع المجلس العسكري؟
نحن نرفض اعطاء أي امتيازات لأي كان ونرفض بشدة مسألة الخروج الآمن التي اتفق عليها المجلس العسكري مع الاخوان باعترافهم... لماذا يطلبون حصانة؟ هل لهم جرائم؟
الجيش لا يخطئ... الأشخاص هم الذين يخطئون ولا أحد فوق الحساب حتى وإن أعطى المجلس العسكري صلاحيات للجنزوري، فالمجلس هو من يُحاسب لأن الصلاحيات تفوّض والمسؤوليات لا تفوّض... لذلك على المجلس العسكري أن يقدم كشف حساب... لو أحسن يُشكر ولو أساء يُحاسب...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.