تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجذور والواقع اليوم
ملف السينما التونسية: السينما التونسية تحتضر فمن سيهرع لاعادة الروح لها أو لدفنها ؟
نشر في الشعب يوم 11 - 09 - 2010

كل الأطراف الفاعلة في ميدان السينما تردد أن واقع السينما التونسية مزر وينبئ بالأسوأ.
المنتجون، والفنيون، والفنانون والتقنيون والموزعون ومستغلّو القاعات، والجمهور كلهم متفقون على الموت المعلن للسينما التونسية دون تقديم أي وصفة لإنتشالها من الموت .
هل حان الوقت للقيام بما هو أكيد وممكن ومتاح للخروج بالسينما التونسية من داموس الظلام رغم أن السينما هي فنّ يتأكد إشراقه في ظلام القاعات التي تندثر يوما بعد يوم .
وصلتني رسالة قصيرة منذ 5 سنوات من طالبة بمدينة قفصة تقول بالعامية (مكتوبة بالأحرف اللاتينية) : «عندنا صالة سينما يتيمة هاهم يهدّو فيها باش يبنو في بقعتها سوبار مارشي».
كلّما أمرّ من مدينة قفصة وأشاهد السيارات ترتطم بعضها ببعض بحثا على مكان أمام الفضاء التجاري الذي تربع مكان القاعة المذكورة أتذكر طفولتي وشبابي وحبّي للسينما عندما تفتحت أعيننا أنا وأصدقائي على هذا العالم العجيب من خلال القاعتين الموجودتين بقفصة ونادي السينما الذي كان ينشطه أستاذنا في اللغة العربية «الدكتور عبد المجيد الشرفي» إذ كانت السينما قهوتنا، وملعبنا، والحديقة الخضراء التي ينمو فيها مخيالنا ونافذة عن العالم والعصر والجمال والحبّ والتاريخ والفنّ.
***
هل نواصل الكلام عن السينما ؟
السينما ليست صناعة وفنّا فحسب، بل هي فعل إجتماعي ودعامة اقتصادية.
لنأخذ أمثلة لما تمثله السينما بالنسبة لبعض الدول التي تولي اليوم إهتماما بالسينما كعنصر أساسي في الاقتصاد والمجتمع عامة.
* تحتل السينما في ايران مكانة هامة في قائمة الانتاجات الاستراتيجية في ميدان التصدير..
* وفي اليابان أصبحت صناعة أفلام التحريك شأنها شأن صناعة معدات التصوير والتسجيل صوت وصورة، إذ بلغت مبيعات الأفلام 7,1 مليار دولار عام 4002 .
* وفي المغرب بلغت مداخيل الأفلام الأجنبية التي صورت في المغرب العام 7002 مليار دولار مداخيل لها وقع على التشغيل وهو مبلغ يعادل نصف مداخيل السياحة في تونس .
غير أن فتح ملف السينما التونسية في سنة السينما التي أعلن عنها هذه السنة والتي بقي منها ثلثها ولا ترى زرقاء اليمامة شيئا ملموسا في الأفق.
صحيح أن وزير الثقافة (والمحافظة على التراث) ومن هذه الفقرة نكتفي بتسمية الوزارة وزارة الثقافة لأن المحافظة على التراث من مشمولاتها وهي في حدّ ذاتها وجه من أوجه الثقافة، وزير الثقافة دعا الى تنظيم ملتقيات مهنية خاصة بالنهوض بقطاع السينما.
اجتمعت اللجان ودرست وناقشت وحبّرت وانتهت الى تقرير هام ودقيق لكنه يشكو من أمر واحد فهو ينطلق من منظور أصحاب المهنة : منتجين ومبدعين وفنيين وموزعين ومستغلين ، فأتى التقرير النهائي، مطلبي ينطلق مما يتمناه الاختصاصيون.
إن النهوض بالقطاع السينمائي يمر عبر دراسة علمية دقيقة يقوم بها مختصّون في الاقتصاد والثقافة وعلوم الاجتماع والصناعة.
فهل يعلم المواطن أن وزارة الثقافة لاتملك بنك معلومات دقيق حول السينما التونسية . مثلا الى حدّ اليوم لا تجد جردا كاملا ونهائيا في الأفلام القصيرة ولا توجد أي دراسة حول عدد المتفرجين على الأقل في العشر سنوات الماضية، ولا كم هي مداخيل الأفلام التونسية والأجنبية بدقة، ولا كم هو عدد العائلات المتمتعة بالعمل في ميدان السينما ، ما هي درجة اندماج صناعة السينما في الصناعة الوطنية، كم هو عدد دكاكين الفيديو؟
هل قامت الوزارة بدراسة سير انتاج بعض الأفلام كنماذج منذ صرف لصاحب الفيلم المنحة وتركيبة الميزانية وتكلفة الفيلم ودور الاستشهار فيها وكم هو مردود الفيلم؟
القائمة طويلة مما يجعل البنوك تحتاط من هذه الصناعة؟
دور السينما في مجال التصدير
والسؤال : ما هو دور السينما في مجال التصدير على المستوى المالي والمعنوي ؟
نحن نعلم أن السينما هي في آخر المطاف سلعة، كالمنتوج التونسي السياحي هو سلعة ، وإذا كانت بعض المردودات المعنوية كالمشاركة في المهرجانات والتحصل على الجوائز (التي أخذت تشح) ورفع علم تونس في بعض المناسبات هي مكاسب معنوية هامة لكن أن المردود المالي مهمّ كذلك ، فما رأيكم أن يشارك الزيت والزيتون والتمور والقوارص والطماطم في الصالونات العالمية وتتحصل تلك المنتوجات على جوائز ولا يتمّ تصديرها فإن ذلك يصبح من باب العبثية ؟
إذن ما هي الاشكالية التي يجب أن تطرح علميا لدراسة مستقبل السينما ... من وصف للمعوقات الى طرح بعض الحلول مرورا بتحديد الواقع الراهن.
للجواب على ذلك وجب التذكير ببعض المفاهيم ، ثم القيام بجرد لأهم المحطات التي مرت بها السينما التونسية على مستوى التاريخ والاقتصاد والتطورات التقنية والفنية.
هل نواصل الحديث عن السينما؟
عندما اخترع الاخوة لوميار السينما وآلتها «السينماتوغراف» كانت تلك الآلة في نفس الوقت آلة إلتقاط صور وآلة عرض فمثلا عندما أرسل «بروميو» في شهر مارس 9281 لإلتقاط أفلام في تونس (11 فلما ذات دقيقة واحدة) وهو أمر هام في ذلك الزمن، كان يعرضها بنفس الآلة في ستوديو المصور «صولرس» في موقع بنك موجود اليوم على ناصية شارع فرنسا ونهج جمال عبد الناصر .
ولما ذهبت تلك الآلة الى أمريكا، فصلت الى آلتين عندما تدخل رأس المال وطوّر الة للتصوير (الكاميرا) في جميع المقاسات (53 مم، 61 مم، 31 مم و 8مم ) وطوّر آلة أخرى للعرض في قاعات خاصة كانت تسمى المسارح السينمائية.
وهكذا أصبحت السينما انتاجا وتجارة ... وبقيت السينما على حالها الاقتصادية حتى بروز التلفزيون الذي كان يبث برامجه مباشرة والفيديو الذي سمح بتسجيل الأفلام على اشرطة مغناطيسية قبل انتشار آلات القراءة أو ما يسمى بالفيديو كاسيت، ولم تطل تلك الفترة حتى برزت الرقمنة وبدأ تقزيم حجم الكاميرا حتى أصبحت اليوم في مستوى كفّ اليد وتفوق دقتها أكثر الكاميرات القديمة التي كان وزنها يصل الى حدود 08 كيلو غراما، بل ها هي اليوم في غطاء قلم حبر وتدخل الأحشاء لاجراء الفحوص .
ثم آتت الطفرة الرقمية وبرز الليزر بأقراصه ( C D ) ثم ( D V D ) ناهيك أن مهرجان «كان» الذي كان يشترط للمشاركة فيلما من السليلويد تزن بكراته أكثر من 52 كيلوغراما، أصبح اليوم يفرض تقديم الأفلام على شريط ( MINI DV ) الذي لا تتعدى مقاساته ( 9 X 5 صم ) ولا يزن أكثر من 03 غراما .
ثم هجمت الانترنات بمواقعها وشبكاتها الاجتماعية ومواقع عرض الفيديو (YOUTUBE / Dailymotion) مثلا ، وأصبحت شاشة الكومبيوتر أكبر قاعة عرض مع بروز تقنية ( streaming ) أي المشاهدة على شاشة الكومبيوتر ثم (Dream Box) وهاهو اليوم Fly Box حتى قدم الهاتف الجوال المحمول بكاميراته.
اليوم أصبحت تقام مهرجانات كاملة لأفلام الهاتف الجوال وأهمها يعقد سنويا في مصر ويلقى قبولا كبيرا من حيث وفرة الأفلام أو عدد المشاهدين .
أمام كل هذه المتغيرات هل نواصل الحديث عن السينما؟
قطعا لا . فقد تطور المفهوم اليوم الى ما يسمى المشهد السمعي البصري بحيث نستطيع أن نتحدث عن السينما في اطار المشهد السمعي البصري التونسي ال «م. س. ب. ت» ( المسبت) فالمسبت التونسي اليوم يتكون من السينما بالمفهوم القديم والتلفزيون أرضي وفضائي و«دريمبوكسي » أي عن طريق ( ADSL ) و ( DVD ).
لقد انخفضت تكاليف الانتاج تقنيا الى ابعد حدّ، وصار بالإمكان أن تشتري كاميرا ب 3 ألاف دولار ومحطة تركيب بألفي دولار ووحدة صوت كاملة ب 4 آلاف دولار لكي تكون لديك جميع المعدات التي تفوق تقنية ودقة ستوديو 01 للتلفزيون التونسي عام 8791 عندما كنت انتج حصّة بالتلفزيون فاقت تكاليف الستوديو أكثر من 3 مليارات .
إذن أصبح من غير المعقول الحديث عن سينما بل عن «مسبت » (PAT) تتعدد فيه أطراف التدخل لا حكرا على وزارة الثقافة بل في عملية تكامل بين عدة وزارات: وزارة الثقافة، ووزارة الاتصال، ووزارة المواصلات إن كانت تقنيات الاتصال مرتبطة بها وطبعا وزارة الصناعة ووزارة التجارة. ولذلك وجب اليوم بعث مؤسسة وطنية تهتم «بالمسبت» دراسة وتقنية واقتصادا و توزيعا وتصديرا وهو ما قامت به المغرب حيث بعثت المركز الوطني للسينما وأحيل القارئ على موقع (www.ccm.ma) حتى يتعرف على ما وصلت إليه المغرب في عشر سنوات في ميدان السينما وهو البلد الذي استوحى الكثير من نصوصنا وتجاربنا وطورها وطوعها حتى أصبح دخل المغرب من تصوير الافلام الأجنبية على أرضه يعادل نصف دخلنا السنوي من السياحة.
* التاريح الاقتصادي السياسي للسينما التونسية
هنا لا يسمح المجال بسرد كل تاريخ السينما التونسية بل سنقوم بجرد أهم الأحداث في تاريخ السينما التونسية منذ بدايتها.
1899 تم تصوير أول فيلم في تونس من جملة أحد عشر فلما ذات مدة عرض لا تفوت الدقيقة الواحدة قامت بها شركة الأخوة «لوميار» وهذه الأفلام عادت الى تونس ... وعلى سبيل الذكر هذه بعض عناوينها وأرقامها كما استخرجناه من سجل الاخوة « لوميار » في اطار بحث جامعي حيث كان الاخوة « لوميار» يعطون لكل فيلم رقما (602 الباي وحاشيته 702 تونس 802 تونس سوق السمك 902 تونس سوق الخضر012 باب الخضراء / الحلفاوين / باب فرنسا نهج سيدي بنعروس / ساحة باب سويقة / سوق الباي / سوسة سوق الحلفاء / حمام الانف المحطة ثم 4731 الباي وحاشيته على مدارج قصر باردو) . هكذا بدأت السينما في بلادنا على يد المستعمر.
* 1970 فتحت شركة «باتي» ( Pathé) فرعا لها في تونس (قريبا من مكتبه كليرفونتان اليوم ) وفي عام 1980 فتحت أول قاعة عرض سينمائية وهي محل بيع ألعاب اليوم في ناصية نهج حانون ونهج أميلكار وراء المغازة العامة.
حدثان هامان : إذ أن شركة «باتي» تقوم بتصوير الأفلام كأحداث أي «ريبورتاج» ليتم عرضها في قاعات باريس وقد قمنا بمشاهدة تلك الأفلام وهي مادة تاريخية هامة استرجع جزء منها في مخازن «الساتبيك» القديمة وفي التلفزيون وهي الآن على ذمة الباحثين والمنتجين في مؤسسة (Gaumont) الفرنسية بمخازنها في منطقة ( Bois Darcy) ثم إن شركة «باتي» تبيع آلات العرض وتنتج القاعات ومن خلال قراءة في مجلة كانت تصدرها تلك الشركة يمكن لك أن تتعرف على مدى انتشار السينما في تونس.
* عام 9191 فتحت قاعات بكل من تونس، قفصة وبنزرت، وفي عام 0291 شيدت قاعات بمجاز الباب، تونس، طبرقة، اريانة، جبل الجريصة والكرم واذا اطلعنا على اصحاب تلك القاعات فهم اكثرهم أو كلهم فرنسيون وإيطاليون ويهود ومالطيون الا واحد في القيروان يسمّى محمد المكّي.
وقد نشرت «باتي» كتابا هاما يجب اعادة قراءته من طرف من يبحث عن تاريخ الافكار والعقليات حرّره «جرار ماديو» ممثل الشركة عنوانه «السينما الاستعمارية» يطرح فيه خطة كاملة لاستعمال السينما كأداة لترسيخ الاستعمار ويختمه بجملة واضحة «لقد استعمرنا الأرض وحان الوقت لاستعمار العقول».
* 1910 تشهد تونس تصوير أول فيلم روائي على أرض تونس وهو بعنوان: (الملعونون الخمسة) اخراج (Louitz Morat) وهكذا يفتتح هذا الفيلم قائمة من الافلام الأوروبية واصلت استعمال تونس بطبيعتها وشمسها وتعدد الاجناس فيها وبحرها لتصبح «هيوليوود فرنسا» كما أتى في العديد من الدوريات وهي نفس الاسباب التي قدمها «طارق بن عمار» في حديث له بمجلة «أفلام فرنسا» منذ 03 سنة لإقناع المخرجين الاجانب بتصوير الافلام في تونس.
* 1920 1922، يقوم المصور اليهودي من اصل تونسي وحامل الجنسية الفرنسية بتصوير فيلم «عين الغزال» الذي يعتبر أول فيلم تونسي لكن قراءة متأنية للسيناريو ومشاهدة الفيلم ينبئ انه رغم الأسماء والمواقع واللباس فالفيلم مبني على مفهوم استعماري فولكلوري ولا يصحّ أن يسمّى فيلما تونسيا.
* في عام 1972 يفتح المدعو سلومة عبد الرزاق وقد أتى ذكره في الدويات كأحد أنشط التونسيين في ميدان السينما (وهو من أسس أول نادي سينما عام 8491 قبل الطاهر الشريعة 3591) يفتح أول شركة توزيع أفلام وأساسها تمثيل شركة (La Régence) التي اختصت في توزيع الافلام المصرية في المغرب العربي مترجمة للفرنسية وكان صاحبها «جاك حايك» يهوديا من مدينة باجة وكان له الباع الكبير في ميدان السينما حتى في فرنسا فهو مؤسس أكبر قاعة للسينما في باريس (Le Rex) وهو الذي أدخل أفلام «شارلي شابلن» الى فرنسا، وهكذا تغزو الأفلام المصرية وبعدها الهندية القاعات التونسية.
* في عام 1953 برزت أول وجوه عربية في فيلم «التار*ي» عبد العزيز بن الحسين وحسيبة رشدي.
* يشهد عام 1973 تصوير أول فيلم ناطق بالعربية من اخراج نجار إيطالي (André Creuzy) وبطولة محي الدين بن مراد وحكاية هذا الفيلم طويلة اذ هو بدأ كفيلم قصير 5 دقائق غير ان المنتج الفرنسي طالب مواصلة التصوير والفيلم اقتباس لمسرحية وفيلم «غرام وانتقام» المصريين.
وفي نفس السنة صدرت أول مجلة سينمائية «الراديو والسينما».
* سنة 1993 تمثل منعرجا كبيرا حيث اكتشف الجمهور التونسي السينما وأصبح مدمنا عليها بعد نجاح فيلم «الوردة البيضاء» بطولة محمد عبد الوهاب واخراج محمد كريم، وتلاه فيلم «رابحة» بطولة «كوكا» حيث كان الجمهور ينام أمام القاعة ليلا حتى تفتح شبابيك التذاكر ثم أفلام أم كلثوم.
* في 4491 تصبح السينما التونسية تحت اشراف حكومة فيشي الفرنسية والغريب ان هذه الحكومة وعن طريق المقيم العام الشهير «الآميرال استيفا» سترسي قواعد السينما التي نستعملها لحد اليوم ففي تلك الفترة أسس أول ستوديو للسينما وهو «ستوديو أفريكا» الذي انتج العديد من الافلام وقد نقل يوم الاستقلال خلسة الى الجزائر. وكذلك اصدار القوانين الخاصة بالسينما والتي لم يتغير منها من قوانين اليوم الا النزر القليل.
* عام 1950 تأسست الجامعة التونسية لنوادي السينما التي ستتحول الى مدرسة للنقد والنقاش وفضاء لمشاهدة الافلام الجيدة.
* عام 1953 صدرت أول «جريدة سينمائية» (Les Actualités Tunisiennes) والتي ستستمر حتى غاية 1973 عندما زاحمها التلفزيون فتحولت الى مشاريع افلام وثائقية، وفي عام 4591 أسس جمع من المحبين منظومة السينماتيك التي كانت سلسلة من عروض الافلام التي يعيّرها «هنري لا نغلوا» مدير السينماتيك الفرنسية وتعرض في دار الثقافة ابن خلدون اليوم.
* وفي عام 5591 أسست أول شركة انتاج خاصة «العهد الجديد».
* عام 1975 أسست الشركة التونسية للإنتاج والتنمية السينمائية (SATPEC) الافلام والتي أفلست. وفي عام 1985 يخرج جاك بارتيي أول فيلم يقال انه أول فيلم تونسي «جحا» لأنه ناطق بلغتين في نسختين ويمثل فيه تونسيون وبطلهُ «عمر الشريف» المصري.
* ويأتي عام 1960 لتصدر «مجلة السينما» لتحدد قوانين الانتاج والتوزيع والعرض ورخص التصوير.
* وفي عام 1962 تأسست جمعية شباب السينما النواة الاولى لجامعة هواة السينما.
* وفي عام 1963 شهدت الساحة الثقافية تشييد 03 دار ثقافة (على غرار برنامج أندري مالرو في فرنسا) كل منها تحتوي على قاعة عروض سينمائية معيار 53 أو 61 ملم.
* عام 1964: ينظم أول مهرجان لهواة السينما في قليبية وتشهد تلك السنة أول انتاج مشترك فيلم «حميدة» بين تونس والمانيا الديمقراطية.
* 1966 تم تصوير أول فيلم تونسي لحما ودمّا وهو فيلم «الفجر» لعمر الخليفي وكذلك تنظيم أول دورة لأيام قرطاج السينمائية وبداية البث التلفزيوني.
* 1967: بعث أول مخابر سينمائية في *مرت.
* 1970: اخراج فيلم «حكاية بسيطة كهذه» الذي أسس لقطيعة مع سذاجة الافلام الأولى ويشارك في مهرجان «كان» في المسابقة الرسميّة كأول وآخر فيلم تونسي يشارك في تلك المسابقة.
* 1973 : اعادة بعث «السينماتيك» لتقوم بعرض الافلام المعارة من نظيرتها الجزائرية.
* 1981: مخابر *مرت تستورد آلات طبع بالألوان وتنتج الشركة الوطنية 5 افلام دفعة واحدة ويبعث أول صندوق دعم محاصيله من ضريبة على الكحول و 6* من مداخيل الافلام في حين يلغى حصر التوريع على الشركة الوطنية واعادة دخول الخواص ميدان التوزيع واستغلال القاعات.
* 2991: تصفية الشركة الوطنية ومن وقتها تدخل السينما في فوضى متمثلة في غياب سياسة واضحة مقتصرة على دعم بعض المشاريع وتفاقم عدد شركات الانتاج التي وصلت الى حد 004 شركة مع بروز مفهوم المخرج المنتج الا ان «أحمد بهاء الدين عطية» تربع على الانتاج كمنتج محترف اعتمادا أساسا على النوري بوزيد وبروز شركة (C T V) لصاحبها عبد العزيز بن ملوكة و (Rives) لنجيب عياد و (Nomadis) لدرّة بوشوشة وخلال العشريتين الأخيرتين برزت محطات أخرى.
بعث معاهد السينما الخاصة والدولية.
بعث مهرجان الأفلام الوثائقية بتونس وهو مكسب كبير.
* * *
من خلال هذا الجرد يجب ان نذكر الافلام التونسية المنتجة.
لدينا جرد بالأفلام الطويلة التي وصلت لحد اليوم 401 فيلم طويل وحوالي 052 فيلم قصير وحتى نفهم واقع السينما التونسية حاليا هذه بعض الملاحظات.
أولا: ترسيخ سياسة سينمائية دقيقة وفعالة تم عام 4691 غير ان ذلك لم يقع اعتماده وها هي الحكاية.
كانت مصلحة السينما في بداية الاستقلال لا تزيد عن مكتب في وزارة «الاخبار والارشاد» (هكذا كانت تسمى وزارة الاعلام) يرأسها الفنان حاتم المكي الذي مثّل تونس في مهرجان «كان» عام 7591 بفيلم «سلسلة من ذهب» بطولة التونسية / الايطالية الأصل «كلوديا كاردينال».
* بعد سنتين من بعث قسم السينما بوزارة الثقافة على يد أستاذ اللغة العربية الطاهر الشريعة فكّرت الدولة في اعطاء السينما أهمية خاصة وها هو الطاهر الشريعة يذكّر وزير الثقافة عام 2791 السيد الشاذلي القليبي في تقرير شامل حول مهرجان قرطاج السينمائي بما يلي:
(أعادها عليّ الطاهر الشريعة في مذكراته التي سجلتها منذ 01 سنوات أو أكثر ربما تنشر يوما...).
كانت ورثة السينما من وزارة الأخبار والأرشاد تتمثل في:
أ) انتاج أفلام اعلامية: أفلام قصيرة وجريدة سينمائية تعرض قبل الافلام الطويلة في القاعات، كانت تنتجها الشركة الوطنية.
ب) مكتب منح رخص التصوير ورخص عرض الافلام (أي الرقابة).
وفي عام 1946 كانت الطفرة الاولى اي اعادة هيكلة قطاع السينما (امر وقرار افريل وجويلية 1946) وهي السنة التي تم فيها اعداد المخطط الرباعي للتنمية (1956 1986)، اي ما يسمى مخطط أحمد بن صالح الذي أبى مع الطاهر الشريعة إلاّ ان يدرج في ذلك المخطط فصلا لتطوير السينما على مستويات التجارة (استغلال واستيراد وتوزيع) والصناعة (بعث مخابر *مرت) والثقافة (دفع حركة نوادي السينما، وسينما الهواة، العروض الشعبية، النقد السينمائي واخراج الافلام الروائية الطويلة والقصيرة)... وانطلاقا من هذه الفقرة الأخيرة، تم التفكير في بعث مهرجان «أيام قرطاج السينمائية وكانت الدورة الصفر تتمثل في مهرجان قليبية السينمائي المخصص للهواة عام 4691 وفي يوم 5 جانفي 5691 انعقد مجلس وزاري مضيق برئاسة الرئيس الحبيب بورقيبة في قصر قرطاج تم فيه تحديد الفصل الخاص بالسينما ضمن المخطط الرباعي الأول للتنمية وقد أكد رئيس الجمهورية ان يتم تنفيذ بنوده في السنتين الاولتين للمخطط أي 1956 1966.
1) بعث المركب السينمائي ب*مرت الذي سمّي مركب الطيب المهيري وقد دشّنه بورقيبة في جانفي 1976.
2) بعث خزينة أفلام في اطار قسم السينما بوزارة الثقافة مع اعطاء الأولوية لاقتناء الافلام التونسية.
3) بعث مهرجان كبير يعقد كل سنتين يختص بالأفلام العربية والإفريقية والمتوسطية ومفتوح على الافلام الجادّة من جميع انحاء العالم.
4) دعم سينما الهواة حتى تتحوّل الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة منبتا للمبدعين والفنيين لصالح التلفزة والسينما.
5) دعم انتاج الأفلام الروائية الطويلة الموجهة للشاشات المحلّية وان أمكن للقاعات العالمية.
6) خلق قطب عصري لتوريد وتوزيع الأفلام وكذلك تصديرها إلى الخارج في صلب الشركة التونسية للتنمية والإنتاج السينمائي.
ويضيف الطاهر الشريعة أنّ ذكاء أحمد بن صالح أدّى إلى اقناع بور*يبة قائلا له هكذا لا نحمض ونطبع الجريدة المصورة (قبل بعث التلفزة) في فرنسا وايطاليا شهريا بل سنغطي نشاطك أسبوعيا ونعرضه في آخر الأسبوع على كلّ الشاشات في القاعات وفي الساحات العمومية.
هكذا تمّ تأسيس السينما التونسية على أسس واضحة، فماذا بقي من ذلك بعد 54 سنة؟
ماذا تمثّل السينما اليوم في بلادنا؟
لنأخذ سنة 1927.
هذه هي الاحصائيات
التعداد الوطني 6،5 ملايين نسمة
مجموع الأفلام الموزعة 2,773 في 411 قاعة موزعة (306 أفلام أمريكية، و275 من بلدان عربية واسلامية (ايران والهند)، 535 فرنسية، 133 ايطالية، 94 ان*ليزية، 16 ألمانية و642 من بلدان أخرى (كتاب الطاهر الشريعة الشاشات الخصبة بالفرنسية ص 13).
واليوم 61 قاعة أكثر من نصفها في العاصمة لا تتعدّى الأفلام الجديدة 02 فيلما (محرز القروي لا براس).
وهذه بعض الأرقام لعام 2008
المغرب: عدد القاعات: 341 / المداخيل: 6 ملايين دولار.
اسرائيل: عدد القاعات 083 المداخيل 5،9 مليون دولار.
مصر: عدد القاعات: 222 المداخيل 9،42 مليون دولار.
تونس: عدد القاعات: 81 المداخيل 0,3 مليون دولار.
البحرين: عدد القاعات 62 المداخيل 52،1 مليون دولار.
الإمارات: عدد القاعات: 581 المداخيل: 4،6 مليون دولار.
عدد الأفلام المنتجة في السنة:
مصر: عام 59 = 27 عام 0002: 06 عام 4002: 42
ايران: عام 59 = 26 عام 0002: 06 عام 4002: 38
المغرب: عام 59 = 3 عام 0002: 6 عام 4002: 31
تونس: عام 59 = 2 عام 0002: 2 عام 4002 = 6
(غير أنّها أفلام شرع في انتاجها منذ خمس سنوات).
كشف حالة السينما التونسية
الإنتاج:
* عدد شركات الإنتاج حوالي 004 لكن 02 فقط تقوم بالإنتاج الفعلي والعديد منها شركات منتج / مخرج.
* وتيرة الإنتاج: من 2 إلى 5 أفلام في السنة.
* متوسط الميزانية المعلنة: 2 مليون دينار (والحقيقة غير معروفة).
* عدد اجتماعات لجنة الدعم: مرّة في السنة وفي بعض الحالات يسقط الإجتماع السنوي.
* الأفلام الأجنبية المصورة في تونس: حوالي 01 أفلام في السنة وهي أجزاء من أفلام.
* المخابر: مخبر واحد في *مرت (L.T.C) غير أنّ التطور التكنولوجي يسمح لبعض الشركات والمخرجين والأشخاص امتلاك كاميرا أو وحدة صوت أو وحدة تركيب.
* مخبر صوت واحد:
(Ulysson)* الأفلام التونسية تتحصّل على جوائز عالمية غير أنّ عدد الجوائز في تقهقر.
التوزيع:
في عام 0691: كانت 06 شركة توزيع منتصبة في تونس، واليوم 8 شركات فقط هي:
أبولو لتوزيع الأفلام.
المجمع التونسي لتوزيع الأفلام
(COTUDIC) حنبعل أميلكار
«سينيتليفيلم»
«سينكس»
توزيع الفنون Arts Distributions (تابعة لمسرح فاميليا)
عليسة للتوزيع
كلاب للتوزيع
Cleps Distributions 0008 نادي فيديو كلّها تعمل بدون دفع معاليم التوزيع، أي أنّها تمارس القرصنة.
استغلال القاعات:
كان عدد القاعات عام 5591 يرتفع الى 611 قاعة (ل 3 ملايين ساكن) عام 1981 تقلّص الى 88 قاعة، وعام 1988 إلى 17 قاعة، وعام 1991 إلى 16 قاعة وعام 1002 إلى 34 قاعة وعام 2002 إلى 63 قاعة وعام 2006 إلى 81 قاعة (ل 2،01 مليون ساكن) و 2010 إلى 61 قاعة.
وهو حدّ يأتي 10 مرّات أقل ممّا تطلبه اليونسكو 60 قاعة لكلّ مليون ساكن هكذا في بلدنا كانت النسبة 23 قاعة عام 1955 لكل مليون ساكن مقابل 72،1 قاعة للمليون اليوم.
المهرجانات:
عديدة وهي:
أيّام قرطاج السينمائية (كلّ سنتين)
ملتقى السينما المغاربية (اندثر)
مهرجان الأفلام الوثائقية (في نشاط مطرد)
أيّام نابل السينمائية
مهرجان الطفولة والشباب بسوسة (كلّ سنتين)
أيّام السينما بجربة (متعثر)
مهرجان أفلام الهواة بقليبية أقدم مهرجان وأصبح دوليا كلّ سنة.
ليالي السينما التونسية.
التكوين:
مدرستان عموميتان
المدرسة العليا للسمعيات والبصريات والسينما ب*مرت
(ESAG) المعهد العالي لفنون الملتميديا بمنوبة
معهدان خواص:
مدرسة فنون السينما
(EDAC) معهد الفنون والتزويق (EAD).
تمويل الأفلام:
جلّ الأفلام التونسية مدعّمة من الدولة وذلك حسب الأمر عدد 1002 717 المؤرخ في 91 مارس 1002. وهو يغطّي دعم:
كتابة السيناريو
إعادة الكتابة
انتاج الأفلام الطويلة والقصيرة
المساعدة على انهاء الإنتاج
وفي الفقرة التالية من الأمر تتدخّل الدّولة في حدود 03* من ميزانية الفيلم الطويل و07* في ميزانية الفيلم القصير.
وتخصّص سنويا 3 ملايين دينار: 2 مليون للإنتاج، 005 ألف دينار للتوزيع عن طريق شراء أفلام، و 005 ألف دينار لتأهيل القاعات.
وهنالك تدخلات أخرى:
المساعدة على المشاركة في المهرجانات الدّولية بمعيّة دار المصدّر.
المساعدة على التوزيع بشراء أفلام أجنبية حوالي 001 إلى 051 فيلما غير أنّها أفلام ذات نسخ معروضة في القاعات ولا تصلح في الكثير من الأحيان لإعادة العرض.
* يتمتع الموزعون بعدم دفع الضرائب على توريد نسخ الأفلام.
* هنالك عدّة آليات بنكية لا تتمتّع بها الأفلام.
المساعدات الأجنبية:
وهي الآن في تقهقر لتخلّي أوروبا عن العالم العربي والإهتمام بدول البلدان الاشتراكية السابقة.
* برنامج أو روماد (Euromed) (التابع للاتحاد الأوروبي).
* (Fonds Sud) وهو برنامج فرنسي لمساعدة أفلام الجنوب
* مؤسسة البلدان الفرنكوفونية
* مؤسسة «هوبار بالس» الهولندية
* مؤسسة «جان فريجمان» بمهرجان روتردام
* مؤسسة السينما العالمية
* رؤية الجنوب الشرقي بسويسرا
* مبادرة غلوبال فيلم الأمريكية.
* (Alter-Ciné) وهي جمعية أهلية.
الجمعيات السينمائية:
جمعية السينمائيين التونسين وهي أحادية الرّؤيا لم يتغيّر رئيسها لمدّة أكثر من 51 سنة ويرأسها علي العبيدي.
نقابة المهن السينمائية التابعة للإتحاد العام التونسي للشغل.
نقابة الكتاب والسيناريست التابعة للإتحاد العام التونسي للشغل.
اتحاد المنتجين السينمائيين التابع للإتحاد التونسي للصناعة والتجارة.
الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة.
الجامعة التونسية لنوادي السينما.
الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي.
مجلة واحدة: شاشات تونس.
* * *
هذه بانوراما السينما التونسية.
فكيف نحلّل كلّ قطاع على ضوء موقف خاطئ تجاه السينما من الممولين، وأصحاب رؤوس الأموال والبنوك: وهي ثلاثية خطرة؟
1) السينما قطاع ترفيهي وثقافي غير مثمر.
2) غلق القاعات يوحي بأنّ توزيع الأفلام وعرضها تجارة خاسرة.
3) عمليّة تأهيل قطاع السينما تستوجب أموالا طائلة لا يمكن الحصول عليها غير أنّ المغرب مثلا شعرت بأهميّة السينما التي لا يتعدّى تأهيلها جناح طائرة أيرباس أو 01 كيلومترات من طريق سريعة.
والسينما ككل قطاع ثقافي مردوده غير مباشر وغير آني فهو يعطي أكله على عشرات السنين كالنحلة والزيتونة وهو ما يعكسه المثل الصيني بتصرّف.
«إذا أردت أن تربح غدًا ازرع طماطما، إذا أردت أن تربح بعد عشر سنوات فأزرع أشجارًا وإذا أردت أن تكون الانسان والمجتمع فابني مؤسسات».
وتأتي قرارات المجلس الوزاري المنعقد باشراف رئيس الدّولة حول تجسيم محاور البرنامج الرئاسي المتصلة بقطاع الثقافة، كانت السينما حاضرة فيها في البند الثاني وتتمثّل في:
* استكمال التشريع المتعلّق بالملكية الأدبية والفنية وتكثيف حملات المراقبة الميدانية للحدّ من ظاهرة القرصنة.
* الترفيع في الاعتمادات المخصّصة لدعم الإنتاج السينمائي.
* تنفيذ برنامج وطني لعروض سينمائية منتظمة في دور الثقافة ونوادي السينما.
* الشروع في الرقمنة الشاملة للمخزون السينمائي.
* إصدار كرّاس الشروط الخاص بإحداث قاعات العرض وكرّاس الشروط الخاص بإحداث نوادي الفيديو.
* اجراء دراسة حول إحداث مركز وطني للسينما بما يتيح تنويع مصادر تمويل الإنتاج السينمائي.
* التشجيع على إحداث مركبات سينمائية متعدّدة القاعات ضمن أمثلة التهيئة العمرانية.
هذه القرارات كانت منتظرة وهي فعلا إن طبقت ستعطي دفعا للسينما إلى جانب مبادرات أخرى.
فهل ستطبق ومتى وحسب أي مخطّط زمني وبأي اعتمادات؟
(المقال المقبل: القاعات والعرض والجمهور عيون خصبة في انتظار فضاءات / عصرية).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.