حذّر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني امس من ان الإقدام على اقتحام المسجد الأقصى سيحرق الأخضر واليابس، فيما تصاعدت التوترات في محيط المسجد الاقصى حيث دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات اضافية لتأمين وصول عشرات الآلاف من اليهود الى الحرم القدسي الذي أعلنته تل أبيب منطقة عسكرية مغلقة. وفي اليوم الثاني من النفير الى القدس، والذي يستمر حتى الخميس دعا الشيخ صلاح الى وجوب الرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصى المبارك قائلا: «إننا نعتبر أنفسنا في حالة استنفار للرباط في المسجد الأقصى خلال الأسبوع كله». وأشار صلاح الى ان جماعات يهودية دعت الى اقتحام المسجد الأقصى على مدار الأسبوع. تحذيرات وحذّر الشيخ صلاح من مغبّة قيام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي وصفه بالمجنون سياسيا بافتتاح انفاق جديدة اسفل الأقصى مذكرا بما قام به نتنياهو عام 1996 حيث افتتح نفقا تحت الأقصى في بداية لعملية بناء الهيكل المزعوم. وتابع صلاح «حينها لم تسعفه الظروف ولكن نخشى اليوم ان يعود الى تلك الحماقة، لذلك نحذّر نتنياهو من انه سيشعل حينئذ نارا تحرق الأخضر واليابس وسيكون نتنياهو اول من ستحرقه هذه النار». ووجه صلاح المرابطين منذ أمس الأول من اهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني الذين احبطوا مخطط اقتحام الجماعات اليهودية للمسجد الاقصى. وفي سياق توفير الحماية للجماعات اليهودية دفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس بآلاف من عناصر الشرطة لتأمين وصول نحو 30 ألف يهودي الى الجدار الغربي للحرم القدسي للاحتفال بما يسمى «عيد العرش» اليهودي فيما فرضت قيود مشددة على دخول الفلسطينيين لمنعهم من دخول المسجد الأقصى. ورفعت قوات الاحتلال درجة استعدادها الى الدرجة القصوى وهو اجراء نادر الحدوث. وتوافدت أعداد قليلة من المصلين الفلسطينيين لا تتعدى ال 500 شخص نحو المسجد المبارك، حيث لا تسمح سلطات الاحتلال سوى لمن يزيد عمره عن 50 عاما ويحمل الهوية الاسرائيلية بدخول المسجد في ما تم فتح ثلاث بوابات فقط للمسجد وإغلاق ما دونها. وكانت سلطات الاحتلال حوّلت البلدة القديمة من مدينة القدسالمحتلة الى ثكنة عسكرية وعاش سكانها ليلة طويلة سادتها أجواء من الحذر والترقب خاصة بعد رفض المعتكفين بالاقصى الانصياع لأوامر الاحتلال بالخروج منه والتهديد باقتحام المسجد لإخراجهم بالقوة. صدامات واحتجاجات وقد هاجم شبان فلسطينيون أمس حاجزا لقوات الاحتلال من حرس الحدود بثلاث زجاجات حارقة، فيما لم يبلغ عن وقوع إصابات. وفي تطوّر آخر اضرم شبان فلسطينيون النار في الاطارات المطاطية قرب الحاجز الذي تعرض الى الهجوم بينما قامت قوات من الشرطة بتفريق الشبان المحتجين. وقال المتحدث باسم شرطة الاحتلال ان عناصر من الشرطة فرّقت شبانا مسلمين في منطقة راس العمود بالقدسالشرقية خارج البلدة القديمة بعد ان ألقوا الحجارة على يهود أرثودوكس متطرفين كانوا يحاولون الوصول الى جبل الزيتون القريب مضيفا ان عشرة أشخاص اعتقلوا. وأبعدت محكمة اسرائيلية الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الأخضر عن القدسالمحتلة لمدة أسبوعين بعد ان اعتقلته لساعات أمس الأول. وكانت حركة «حماس» دعت الى انتفاضة جديدة اثر الاشتباكات التي شهدتها القدس، لكن محللين استبعدوا خيار قيام انتفاضة ثالثة في الموقف الراهن.