القدس المحتلة رام ا& (وكالات): كشفت تقارير صحفية فلسطينية أمس النقاب عن ان رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطى تعليماته لقادة الشرطة الاسرائيلية بعدم تصعيد الوضع في القدس في خطوة لعدم تهييج فلسطينيي الداخل والاستفادة من حالة الانقسام الفلسطيني التي عمّقها طلب السلطة الفلسطينية تأجيل مناقشة تقرير غولدستون في مجلس حقوق الانسان. ونقلت التقارير عن مصادر اسرائيلية تأكيدها ان نتنياهو أبلغ الوزراء في حكومته في جلسة مغلقة بأنه «يجب الآن ترك «حماس» وأبو مازن يسبحون في تقرير غولدستون، فلا يوجد وضع أفضل من ذلك» حسب قوله. توصيات وحسب المصادر ذاتها فإن نتنياهو هو من أمر الشرطة الاسرائيلية بالافراج عن الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني والاكتفاء بمعاقبته بعدم السماح له بدخول القدس لمدة 30 يوما في خطوة لتفادي غضب الفلسطينيين داخل الاراضي المحتلة عام 1948. ونقلت تلك المصادر تصريحات لنتنياهو خلال اجتماعه مع قيادة الشرطة الاسرائيلية قال لهم فيها: «إياكم واستخدام القوة المفرطة واطلاق النار نحو المتظاهرين الفلسطينيين في القدس حتى لو أصيب عدد كبير من أفراد الشرطة جراء رشقهم بالحجارة، عليكم بالصبر». ودعا رئيس حكومة الاحتلال جنرالات شرطته الى الاكتفاء بالاعتقالات قائلا: «أريد ان تنتهي أحداث القدس بهدوء، ولا أريد تصعيد الوضع في كل ما يتعلق بالحرم القدسي فهناك ما هو أهم». وبالتوازي مع ذلك تستعد وزارة الخارجية الاسرائيلية لشن حملة ديبلوماسية دولية لمواجهة احتمال تصويت مجلس حقوق الانسان في جنيف على تقرير غولدستون اثر توجه السلطة الفلسطينية الى إعادة طرحه. وأفاد الموقع الالكتروني لصحيفة «هآرتس» العبرية امس بأنه على ضوء التغيير الحاصل في الموقف الفلسطيني بدأت وزارة الخارحية بالاستعداد مرة أخرى لصراع ديبلوماسي»، حسب تعبيرها. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى قوله ان الخطوة الفلسطينية تسببت في حرج بالغ للإدارة الامريكية حيث تجري محاولات في واشنطنوالقدسالمحتلة محاولات لبلورة ردّة فعل في هذا المجال. اجتماع استثنائي وفي الجانب الفلسطيني عقد رئيس السلطة محمود عباس اجتماعا استثنائيا مع قادة مختلف الاجهزة الامنية وذلك فور عودته من جولة خارجية قام بها. ويأتي عقد هذا الاجتماع في أعقاب ردود الفعل الشعبية والحزبية الفلسطينية الغاضبة من قرار السلطة ارجاء بحث تقرير لجنة تقصي الحقائق بشأن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. وحسب ما أفادت به مصادر فلسطينية رسمية فإن عباس ترأس اجتماعا لقادة الاجهزة الامنية في مقر الرئاسة برام ا&، مشيرة الى أنه تم خلال الاجتماع «استعراض الحالة الامنية في محافظات الوطن والاجراءات التي يقومون بها لحفظ الامن والنظام العام». ويشار بهذا الصدد الى ان العديد من الدعوات صدرت من عدد من الاحزاب الفلسطينية في الداخل والخارج، بما فيها «كتائب شهداء الاقصى كتائب أيمن جودة»، الجناح العسكري لحركة «فتح» منادية بتنحية الرئيس الفلسطيني اثر موقفه من تقرير غولدستون. وقد أقرّ سفير فلسطين في جنيف ابراهيم خربشة بارتكاب خطإ بتأجيل مناقشة تقرير غولدستون، وقال: نعم يمكن القول انه كان هناك خطأ، ولم نتوقع ردود الفعل خاصة الشعبية الفلسطينية، ولا نجد خطأ في التراجع عن موقفنا (بإعادة تحريك الملف) لنكون أول قيادة عربية تذعن لمطالب جماهيرها» حسب قوله.