دعت قيادات إسلامية وعربية الى جعل اليوم الجمعة يوما عالميا لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك إثر تعرّضهما لحملات اسرائيلية محمومة للتعدّي عليهما وسط مخاوف اسرائيلية حقيقية من أن تتحوّل صلاة الجمعة الى مسيرة اسلامية غاضبة دفاعا عن المسجد الأقصى ومن حصول مواجهات قد تزيد من تفجير الوضع. فقد دعا الشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين، الى اعتبار اليوم يوما لنصرة القدس والمسجد الأقصى في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية. النفير... النفير وناشد التميمي في بيان له «الشعب الفلسطيني وكافة العرب والمسلمين في العالم للخروج في مظاهرات ومسيرات غاضبة في كل المدن العربية والاسلامية بعد صلاة الجمعة للتنديد بإجراءات الاحتلال ضد الاقصى». ودعا التميمي خطباء المساجد في كافة أنحاء العالم الى تخصيص خطبة الجمعة لبيان مكانة القدس والمسجد الاقصى وتنبيه الأمة الى الأخطار المحدقة بالقدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية. وأكد ضرورة أن تتحرّك الجامعة العربية من أجل تقديم كافة أشكال الدعم لأهالي مدينة القدس في صمودهم لمواجهة مخططات الاحتلال الرامية الىتهويد المدينة وتقسيم المسجد الأقصى. وقال التميمي «لابد من إيجاد موقف عربي ضاغط على الادارة الامريكية لتقوم بدورها بمنع الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو من ارتكاب المزيد من إجراءات التهويد والتطهير العرقي». وأضاف قاضي قضاة فلسطين أن «القدس هي جوهر الصراع بيننا وبين الاحتلال الاسرائيلي، والقدس تحتضن المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة مما يوجب على كافة الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمجتمع الدولي القيام بمسؤولياتهم في حمايتها من المذبحة الحضارية والديمغرافية التي تتعرض لها». وفي الجهة المقابلة أبدت أوساط اسرائيلية مخاوف كبيرة من اندلاع اضطرابات مجددا بعد صلاة الجمعة. وقالت مصادر صحفية إنه على الرغم من عودة الهدوء نسبيا الى القدس فإن الشرطة الاسرائيلية تأخذ استعدادات مكثفة واحتياطات واسعة لتفادي اندلاع الاضطرابات من جديد في محيط الحرم القدسي بعد صلاة الجمعة. ونقلت صحيفة «يسرائيل بوست» عن مصادر أمنية اسرائيلية قولها إن هناك تخوّفا من أن يتعكر صفو الهدوء الذي ساد القدس في اليومين الماضيين وأن يتضح أنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، وذلك مع تدفق عشرات آلاف المصلين اليوم للصلاة في المسجد الاقصى. وأشارت الصحيفة الى تعهّد الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز أمس الأول بالحفاظ على الأماكن المقدسة وعدم السماح بالمسّ بالمسجد الأقصى. شرطان لخروج المعتكفين في الأثناء أعلن القيادي الفلسطيني البارز، وزير شؤون القدس السابق حاتم عبد القادر أمس شرطين مقابل خروج المعتكفين من المسجد الأقصى المبارك. وقال عبد القادر إن الشرط الاول هو فك الحصار عن المسجد والثاني هو حرية وصول المصلّين اليه. وأضاف القيادي الفلسطيني أن «الاعتكاف شريعة دينية إسلامية وليست عملا مسلحا ومن حق المسلمين الاعتكاف بالأقصى وبسائر المساجد للصلاة والتهجّد وتلاوة القرآن». وأكد عبد القادر أن الوضع في الاقصى ومحيطه مازال متوترا في ضوء استمرار حصار قوات الاحتلال. وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت ظهر أمس الشيخ كمال خطيب (نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل) بحجة التحريض على الشرطة والجيش الاسرائيليين ومحاولته تنظيم مسيرة شرقي القدس.