دعا بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أمس جميع المسلمين في أنحاء العالم الى اعتبار اليوم الجمعة يوم غضب اسلامي ونفير عام لنصرة المسجد الاقصى المبارك، في وقت تخطط سلطات الاحتلال لافتتاح كنيس ثان قرب «الأقصى» في مسعى لإحكام قبضتها على القدس وتهويدها بالكامل. وجاءت الدعوة بعد الخطوة الاخيرة التي أقدمت عليها اسرائيل بافتتاح ما سمّي «كنيس الخراب» وهو ما اعتبره البيان «خطوة بالغة الخطورة» على مستقبل المسجد الأقصى. دعوة الى التحرّك ودعا البيان إلى عقد قمة إسلامية من أجل القدس، مطالبا الحكومات والمنظمات والجمعيات ورجال الإعلام والثقافة ورجال الأعمال بالهبّة من أجل دعم صمود أبناء القدس، دون أن ينسى دعوة فصائل الشعب الفلسطيني إلى نبذ الخلافات الداخلية وإزالة الانقسام والاتفاق على الثوابت. وحسب البيان «تتمثل خطورة بناء الكنيس المذكور في أنه يرتبط بخرافات ونبوءات صهيونية أطلقها بعض حاخامات اليهود في القرن الثامن عشر مفادها أن إعادة بناء هذا الكنيس بالذات تمثل بداية العد التنازلي للإنجاز الأعظم والأهم بالنسبة لليهود وهو بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى، ومن هنا كان الاهتمام غير المسبوق ببناء هذا الكنيس ناقوس خطر يستدعي من المسلمين هبّة لنصرة الأقصى». ونقلت صحيفة «الراية» القطرية عن البيان أن «إقدام السلطات الإسرائيلية منذ أسابيع قليلة على ضم المسجد الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح ببيت لحم إلى التراث اليهودي دون أن يثير ذلك الأمر أي اعتراض أو احتجاج من الدول العربية، أو حتى انتقادا، هو الذي شجّع الحكومة الإسرائيلية على الإقدام على هذه الخطوة». ومضى البيان قائلا إن «الخطر الكبير هو أن تمر هذه الحادثة أيضا دون ردة فعل قوية ومدوية من طرف مليار وست مائة مليون مسلم لوقف هذا العدوان ، وتفاديا لذلك الأمر فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعلن اليوم الجمعة يوما للنصرة والنفير الإسلامي والعربي من أجل إنقاذ المسجد الأقصى». مخطّط خطير في الأثناء كشف الشيخ تيسير رجب التميمي، قاضي قضاة فلسطين رئيس الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات عن وجود مخطط لبناء وافتتاح ما يسمّى «كنيس قدس النور» بعد افتتاح «كنيس الخراب» وذلك حسب ما يسمّى مخطط «القدس أولا» الذي تم وضع لبناته عام 2008 حيث من المفترض أن يقام فوق مبنى المحكمة الشرعية الاسلامية الملاصقة للسور الغربي للمسجد الاقصى. ووجه الشيخ التميمي نداء الى الأمة كافة الى اعتبار اليوم يوما متميزا لنصرة القدس والمسجد الاقصى المبارك والخروج بالمظاهرات والمسيرات الغاضبة التي تنطلق في كل المدن العربية والاسلامية بعد صلاة الجمعة للتنديد بإجراءات الاحتلال الصهيوني. وبين قاضي القضاة أن سلطات الاحتلال تنظر إلى عام 2010 على أنّه عام حسم مصير القدس كعاصمة يهوديّة السكان والدين والثقافة في ترجمة مباشرة لمقولة الدولة اليهودية الصافية التي يتبناها المحتل الإسرائيلي... مشيرا الى أن الممارسات الإسرائيلية ضد المدينة المقدسة هي الأخطر والأكثر تصعيدا منذ احتلال المدينة عام 1967، مؤكدا أن هناك محاولات حقيقية لتقسيم المسجد الأقصى بشكل دائم، على غرار ما حصل في الحرم الإبراهيمي الشريف. وجدد رئيس الهيئة الاسلامية دعوته أبناء الشعب الفلسطيني في كافة مواقعهم وبالأخص في مدينة القدس والأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948 الى شد الرحال الى المسجد الأقصى المبارك والتصدي لمحاولات اقتحامه، مجددا بيان الحكم الشرعي بوجوب شد الرحال على كل ما يمكنه الوصول الى المسجد الاقصى المبارك للمرابطة فيه والدفاع عنه وحرمة التقصير في ذلك.