يظل الخيال الشعبي منبعا للحكايات الطريفة التي تثير الضحك في ظاهرها لكنها تبطن الكثير من المواقف النقدية اللاذعة. آخر ما جادت به قريحة هذا المخيال حكايات تتعلق بقضية الساعة «الناموس». اذ يروي أحد المصورين في الافراح ان تجمّعت جحافل الناموس على عين الكاميرا بإحدى حفلات الزواج بحي سيدي حسين منعه من اداء عمله وتصوير العروسين. فما كان منه الا ان جمع أمتعته ورحل بلا رجعة. بحفل زواج اخر بإحدى المناطق الشعبية الاخرى لم يكن حظ المطرب الذي أحيى حفل الزواج ولا الحاضرين أحسن من المصور اذ أن تركّز جحافل الناموس كما يروى على المصدح وعلى مضخمات الصوت منع تسرب صوت المغني وهو انسياب «الربوخ»! وتروى احدى النسوة في حفل زفاف آخر انها ما إن تبادر احداهن بالزغردة حتى تفاجئ بجحافل بعوض تدخل حلقها. الاطرف من ذلك انهن كلما بادرن للتصفيق تتحول أيديهن الى برك ناموس وتلطّخ أكفهن بالدماء! ليتضح ان التصفيق حتى في المناسبات السعيدة ليس أمرا مستحبا!