يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم بعد يومين مباراة حاسمة على درب التأهل للمونديال للمرة الخامسة والرابعة على التوالي، الترشح على مرمى حجر وإن تحقق فهو سيمثل نقطة فاصلة في مسيرة مجموعة فعلت كل شيء وتنتظر دعم جمهور من ذهب يوم الاحد. جمهور المنتخب لن يستحق دعوة أحد، لذلك عليه تأكيد ذلك وتقديم درس في الوفاء والمساندة على الاقل من أجل ردّ الاعتبار للمنتخب الذي «خذله» جمهوره في مباراة الذهاب ضد نيجيريا، لكن زملاء حقي كافؤوا الجمهور العريض بتعادل ثمين في أبوجا امام ثمانين ألف متفرج من الجماهير النيجيرية. كل الظروف تبدو مواتية الآن لتغص مدرجات ملعب رادس بجماهير يوحّدهم حب النجمة والهلال بعيدا عن نعرة الالوان والجهويات التي جعلت من جماهير الاندية «أقوى» من جماهير المنتخب في بعض الأحيان. نقول الظروف مواتية لأنه لا يمكن أن نشك الآن في وطنية اي لاعب يحمل زي المنتخب، وبعدما كنا لا نعرف أغلبهم الا من خلال جوازات سفرهم، أثبتوا للجميع انهم جاؤوا للمنتخب حبا في الدفاع عن الراية وليس رغبة في تدوين مشاركة مونديالية في سجلهم كما كان الشأن لمن اختار تمثيل المنتخب في سن الثانية والثلاثين...!؟ نفس الكلام ينطبق على المدرب كويلهو وبعيدا عن الامور الفنية أثبت أنه يحب هذا البلد وتهمه مصلحته قبل كل شيء والدليل تلك الفرحة العفوية الصارخة التي أطلقها بعدما سجّل الدراجي هدف التعادل في مرمى نيجيريا مقابل برود مشاعر المدرب السابق روجي لومار الذي لا تنتابه قشعريرة جسد التونسيين حينما يسمع النشيد الوطني. صحيح ان حبل الود بين المنتخب وجمهوره انقطع لمدة ليست بالقصيرة لكن هذا الجمهور أثبت أنه لا يكون في الموعد وقت الحاجة كيف لا وهو الذي ساهم بقسط وافر في اللقب الغالي فيما يعرف بملحمة سنة 2004 . يوم الاحد لن يكون عزيزا عن أبناء هذا الوطن ان يبعثوا بستين ألفا الى رادس في حين ستكون قلوب وعقول البقية حاضرة لمساندة عناصرنا الوطنية والاكيد ان التونسيين ليسوا أقل وفاءً من الجزائريين أو المصريين بل سيقدمون درسا للجميع سيكون عنوانه هكذا يكون التشجيع.. والوفاء...