من الحلاقة والتجميل والتعليم واحتراف الرقص وبيع الزهور والمهن الحرّة وعالم الرياضة إلى الاحتراف في عالم الفن. هكذا كانوا وهكذا أصبحوا هم فنانون تونسيون اشتغلوا في مهن عديدة قبل انتمائهم إلى ميدان الفن سواء في الغناء أو التمثيل.. ماذا امتهنوا قبل احترافهم الفن؟ سؤال أردناه مدخلا لمنوعة نكتشف من خلالها مهن الفنانين قبل وصولهم عالم الشهرة والنجومية. هم نجوم عرفهم الجمهور عبر الشاشة الصغيرة والمسارح والحفلات الكبرى.. فنانون محترفون تلك هي مهنتهم الحالية لكن ماذا كان يشتغل هؤلاء قبل الدخول إلى عالم الفن؟ سؤال يطرحه الجمهور حتى يتعرّف أكثر على نجمه المفضل «الشروق» حاولت البحث في مهن هؤلاء الفنانين والتقصي عن اهتماماتهم المهنية قبل الانتماء إلى عالم التمثيل والغناء. وقد قمنا بجمع بعض الأسماء ومن بينهم الفنان محمد الجبالي الذي كان فنانا في عالم الحلاقة والتجميل وقبل دخوله عالم الغناء كان يملك محلاّ للحلاقة في أحد الأحياء الشعبية لكن رقّة صوته جعلته يتخلى عن مهنة الحلاقة ليكون الغناء شغله الشاغل. رياضة ومن عالم الرياضة أراد غازي العيادي أن يتخلى عن كرته وميدانه وشباك الخصم ليدخل عالم المسارح والمهرجانات والحفلات.. وإلى عالم التمثيل غادر الممثل ظافر العابدين ميدان الرياضة هو الآخر ليكون ممثلا من طراز رفيع حتى أنه أكد في حوار جمعه ب«الشروق» أن الرياضة والتمثيل هما مهنتان ينتميان إلى عالم الفن. لذلك لم يبتعد ظافر عن قواميس الفنّ واستطاع أن يوظّف قدراته في عالم الرياضة واستغلها في مهنته الجديدة وكانت النتيجة صعوده سلّم النجاح درجة بعد أخرى. الفنان حسن الدهماني استغلّ بنيته الجسدية ليكون رياضيا ثم اكتشف أن قوّة صوته تخوّل له الدخول إلى عالم الغناء فكان له ما أراد وحقق النجاح في هذا الميدان. رقص ومن الرياضة إلى الرقص كان الممثل لطفي العبدلي. راقصا محترفا إلا أنه خيّر أن يكون ممثلا فغادر ميدان الرقص ليحترف التمثيل ومنه إلى خشبة المسرح ورغم ذلك بقي لطفي العبدلي محافظا على انتمائه إلى عالم الرقص حتى أنه استثمر خفة حركاته في ميدانه الجديد. تجارة وأعمال حرّة التجارة والأعمال الحرّة كانت هي الأخرى من اهتمامات الفنانين قبل دخولهم عالم الفن وعلى سبيل المثال المطرب منصف عبلة كان يشتغل بائع أسماك «حوّات» وعيسى حرّاث مختص في الفلاحة والشاذلي أنور بائع زهور وتوفيق البحري سائق تاكسي وعبد الوهاب الحناشي ضابط إيقاع «درابكي» ولم يبتعد هذا الأخير عن عالم الفنّ فمن آلة الايقاع «الدربوكة» إلى الغناء أمام الجمهور. ويمكن الحديث في هذا الاطار عن الموهبة التي كانت متوفرة لدى جلّ هؤلاء الفنانين وهو ما جعلهم يستقيلون من مهنهم القديمة ليدخلوا عالم الفنّ وكان النجاح حليفهم. مدرسون ولا يمكن أن يفوتنا في هذا المجال الحديث عن هؤلاء الفنانين الذين كانوا ينتمون إلى سلك التعليم على غرار نبيهة كراولي وصالح جدي (أستاذ مسرحي) وفرحات جديدي.. وهناك بعض الأسماء الذين مازالوا متشبثين بمهنهم رغم دخولهم عالم الفن. هكذا إذن كانوا وهكذا أصبحوا. من مهن متعددة إلى عالم التمثيل والشهرة والنجومية. وقد لا يروق لبعض الفنانين التصريح بمهنهم التي سبقت دخولهم عالم الفن حتى أننا في بحثنا عبر الأنترنات لم نجد سوى الفنانين العرب لكن هذا لم يمنعنا من البحث عن طريق مصادر أخرى خوّلت لنا التعرّف عن مهن هؤلاء الفنانين. عربيا ونحن نبحث في مهن الفنانين قبل امتهانهم التمثيل والغناء حاولنا جمع بعض الأسماء العربية على غرار نجوى كرم التي كانت تشتغل معلّمة وعاصي الحلاني ومنصور الرحباني شرطيان، صباح فخري كان يعمل مؤذن مسجد، طلال مداح موظف بريد، كمال الشناوي مدرسا، عبد اللّه رويشد موظفا، كاتيا حرب تعمل في محل بيع طحين، يحيى الفخراني طبيب نفساني، محمود حميدة راقص في فرقة شعبية وداليا البحيري مرشدة سياحية..