ذكرت مصادر اسرائيلية امس ان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وافق على الافراج عن أمين سر حركة «فتح» مروان البرغوثي ضمن صفقة تبادل الأسرى قصد ازاحة محمود عباس من رئاسة السلطة الفلسطينية وسط أنباء عن تيسير تل أبيب تدابير اجراء الانتخابات العامة في الخامس والعشرين من جانفي القادم باعتبار أنها ستدق المسمار الاخير في نعش المصالحة الفلسطينية. ووفقا للمصادر الاسرائيلية فإن نتنياهو قال لمقربيه في جلسات مغلقة انه اذا بقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على موقفه من اجراء انتخابات عامة في موعدها المقرر فلا مانع لدي للافراج عن قائمة الاسرى التي قدمتها «حماس». البرغوثي آت؟ واعتبرت الجهات المقربة من نتنياهو ان الاخير سيسعى الى ازاحة محمود عباس من منصبه في السلطة و«فتح» بعد تصرفه في مجلس حقوق الانسان الدولي. ونقلت عن رئيس الوزراء الصهيوني قوله: إن «أبو مازن» ألحق أضرارا جسيمة بسمعة اسرائيل وقادتها عندما أعاد تقرير القاضي ريتشارد غولدستون لمجلس حقوق الانسان في جنيف وبالتالي فأنا لا أريد رؤية ذلك الشخص مرّة أخرى شريكا للسلام، على حد تعبيره. وأضافت ان رئاسة الوزراء والمؤسسة الامنية الاسرائيليتين باتتا تنظران الى مروان البرغوثي باعتباره الشخصية الفلسطينية القادرة على بسط نفوذها السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة خاصة وان محمود عباس أصبح عاجزا عن تمثيل قطاع غزة ولم يقدّم لإسرائيل التنازلات المنتظرة. وتتقاطع هذه التصريحات مع ما ذهب اليه المحلل الفلسطيني إلياس عبد الهادي بأن اسرائيل ستمم صفقة أسرى اذا تأكدت من اصرار عباس على موعدها المعلن في سبيل تجذير الانقسام الفلسطيني. وتابع عبد الهادي في هذا الاطار انه ازاء رفض «حماس» اجراء الانتخابات في غزة ومع عودة البرغوثي الى الساحة السياسية فإن السلطة ستعيش انقساما جغرافيا وتنظيميا وسياسيا. وأشار المحلل الىان اسرائيل وفق هذا التمشي ستساعد السلطة الفلسطينية على اجراء الانتخابات في الضفة الغربية عبر رفع عدد من الحواجز العسكرية. عباس مشتاق الى أولمرت من جهة أخرى كشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن احساس رئيس السلطة الفلسطينية بالاحباط الشديد حيال أداء حكومة نتنياهو وموقفها من السلام واتهامه لنتنياهو بإرسال نشطاء اليمين لاقتحام الحرم القدسي. ونقلت «هآرتس» عن شخصيات اسرائيلية التقت بعباس قولها إن عباس محبط للغاية من نتنياهو ومن تغيير سياسة حكومة اسرائيل الاعلامي والديبلوماسي. وأضافت المصادر ان عباس مشتاق لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود أولمرت الذي اعتبر انه كان على وشك الوصول معه الى اتفاق شفاهي حول السلام. وحسب المسؤولين فإن رئيس السلطة عبر عن قلقه من امكانية اندفاع انتفاضة شعبية ضد الغطرسة الصهيونية في الضفة والقدس.