يجمع المسلمون الأمريكيون على أن سلطات الأمن الأمريكية وخاصة مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) يستهدفهم بشكل مباشر بدعاوى وذرائع ملاحقة المشتبه بعلاقاتهم بما يسمى «الإرهاب». وكان مكتب «إف بي آي» قد كثف حملاته الأمنية مؤخرا في أوساط الجالية المسلمة الأمريكية حيث أعلن خلال أقل من 48 ساعة في مطلع شهر أكتوبر الجاري عن خمس حالات اعتقال مسلمين أمريكيين في مدن أمريكية مختلفة بتهم «الإرهاب» تبين أن بعضها من تخطيط لرجال ال«إف بي آي» عبر مرشدين ومخبرين يعملون لصالحهم الأمر الذي دفع ممثلين لجمعيات ومنظمات إسلامية أمريكية إلى القول إن حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالرغم من إدعاءاتها بالتواصل مع المسلمين داخل وخارج الولاياتالمتحدة فإنها تواصل انتهاج سياسة سلفها الرئيس السابق جورج بوش في استهداف المسلمين الأمريكيين. وقالت إدينا ليكوفيك مديرة الإعلام في مجلس الشؤون الإسلامية العامة إن ملاحقة الإف بي آي للجالية المسلمة «تستهدف دفع المسلمين إلى التخلي عن أنشطتهم». وفي سياق إجراءاتهم الأمنية يركز رجال ال«إف بي آي» جهودهم على مراقبة المراكز الدينية والثقافية والمؤسسات الخيرية للجالية المسلمة الأمريكية وخاصة المساجد حيث سبق لعشر منظمات إسلامية أمريكية أن هددت في شهر مارس الماضي بوقف التعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي على خلفية اتهاماتها للمكتب بزرع جواسيس داخل عدد من المساجد في ولاية كاليفورنيا. مشيرة إلى أن المكتب أرسل عدداً من عملائه السريين إلى المساجد للمشاركة في الشعائر الدينية، ويضغط على عدد من المسلمين للعمل كمخبرين ،ويطلق على بعض دعاة حقوق الإنسان أوصافاً إجرامية، وينشر معلومات خاطئة بين المصلين. وتتهم هذه الجمعيات سلطات الأمن الأمريكية بأنها تتعامل مع المسلمين الأمريكيين كمشتبه بهم أكثر من أنهم مواطنون. وكان مركز بيو للدين والحياة العامة قد أظهر في آخر دراساته المسيحية أن نصف المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن المسلمين الأمريكيين يواجهون تمييزا واسع النطاق أكثر من أي مجموعة وحتى أكثر من مجموعات المثليين والشواذ فيما أعرب نحو 36 في المائة يعتقدون أن الإسلام يشجع على العنف أكثر من أي دين آخر. ويقول الأستاذ بجامعة مينيسوتا الأمريكية عابدي ساماتر إنه يخضع دائما لتحقيق مطول من قبل سلطات الأمن في المطار في كل مرة يسافر فيها. فيما نقلت مجموعة صحف «ماكلاتشي» الأمريكية في تقرير لها يوم الأحد عن طالب بجامعة متشيغان الأمريكية لم تفصح عن هويته قوله إن مكتب ال«إف بي آي» عرض عليه العمل كمخبر للتجسس على رابطة الطلبة المسلمين، فيما قال عبد الله سيس وهو أمريكي من أصل أفغاني إن ال«إف بي آي» وجهت له تهمة الاحتيال في استمارة طلب الجنسية بعد رفضه العمل معهم كمخبر للتجسس على المصلين في المسجد الذي يؤمه في إرفين بولاية كاليفورنيا. وقالت مجموعة «ماكلاتشي» في تقريرها إن محققي ال«إف بي آي» يستجوبون الناس في الشوارع القريبة من المساجد حيث تقام صلوات الجمعة، كما يوقفون سياراتهم قربها للتنصت على المصلين والخطباء كما أنهم يقفون عند مواقف سيارات المدارس والمساكن التي يقيم فيها مسلمون وهو ما يثير قلق الجالية المسلمة التي تعتبر ذلك مؤشرا لزيادة عدم الثقة بين الجانبين.