واشنطن: تزايد قلق المسلمين وغضبهم من تكتيكات مكتب التحقيقات الفدرالي الامريكي خلال هذه السنة، حيث حذر تحالف وطني للمنظمات الإسلامية في امريكا أنه سيوقف تعاونه مع المكتب إن لم يوقف الأخير تسلله إلى المساجد واستخدام 'عملاء محرّضين' لإيقاع الشباب المسلم غير المتهم بشركهم.وأفادت صحيفة 'نيويورك تايمز' الامريكية أن مكتب التحقيقات الفدرالي والقادة المسلمين والامريكيين العرب في الولاياتالمتحدة يعملون منذ هجمات 11 أيلول على بناء علاقة ثقة، ويتشاركون المعلومات من أجل مكافحة 'الإرهاب' وحماية مصالح المساجد والمجموعات، لكن كثيراً من القادة المسلمين في امريكا أشاروا إلى أن تلك العلاقات وصلت إلى نقطة متدنية في الأشهر الأخيرة. ونقلت عن رئيسة رابطة المجتمع الإسلامي في امريكا الشمالية إنغريد ماتسون قولها إن هنالك شعورا بأن القوى الأمنية تنظر إلى مجتمعاتنا ليس كشركاء بل كمتهمين'، وأضافت أن 'كثيراً من الناس هم حقاً خائفون من ذلك'. وقال مدير مركز 'تريانغل' المتعلق بالإرهاب والأمن الداخلي بجامعة 'ديوك' الامريكية دافيد سكانزر 'إنها مسألة أمن قومي'، مشدداً على ضرورة إزالة الضباب الحاصل بينهما وتحديد كيفية العمل معاً. واعتبر أنه حتى في أفضل الأوقات، كانت تواجه العلاقة بين الطرفين تحديات لاستمرارها، علماً أن عملاء مكافحة 'الإرهاب' يعملون على مستويات متعددة، فهم يجرون لقاءات مفتوحة في مسجد ويملأونه بالمخبرين. وأشارت الصحيفة، أن 'اف بي اي' دافع عن أفعاله بالقول إنه يجب ملاحقة المتهمين أينما كانوا، ونقلت عن الناطق باسم المكتب بول بريسون أن 'اف بي اي' يحاول إزالة القلق عبر إعطاء زعماء المجتمع الإسلامي في امريكا 'توضيحات، عندما تسمح الظروف لذلك'. وقال إنه لم يتم تسليط الضوء على مجموعة معيّنة بسبب ديانة عناصرها أو إثنياتهم، وإن ال 'اف بي أي' يستجوب الأشخاص فقط لدى حيازته على معلومات بأنهم قد يكونون ارتكبوا جريمة أو يشكلون خطراً على الأمن الوطني. وأشارت 'نيويورك تايمز' إلى أن 'لجنة العمل المسلمة الأمريكية الخاصة بالحقوق المدنية والانتخابات' التي كانت هددت بوقف تعاونها مع ال 'اف بي اي' لم تقم بذلك بعد. وذكرت أن فسخ العلاقات بين مكتب التحقيق الفدرالي والمسلمين الامريكيين بدأ منذ سنتين، بعد أن قرر المكتب وقف تشارك المعلومات مع 'مجلس العلاقات الإسلامية الامريكية' وهو أبرز منظمة حقوق مدنية مسلمة. وقال 'اف بي اي' إن فشل المجلس في تقديم أجوبة حول علاقته مع حركة 'حماس' الفلسطينية دفع به لاتخاذ هذه الخطوة.