اعتبر محللون أن محمد دحلان بات أقرب من أي وقت مضى من كرسي رئاسة السلطة الفلسطينية خلفا للرئيس الحالي محمود عباس الذي أصبح حسب تعبيرهم «يتأرجح بقوة فوق الكرسي الرئاسي». ويستند المحللون في هذه الاستنتاجات إلى الأقوال التي يرددها دحلان نفسه في مجالسه الخاصة. ووفقا لما نقل عنه جلساؤه في رام اللّه أو في عواصم الجوار العربي، يركز دحلان في أحاديثه على مسائل اعتبرت لافتة بدرجة كبيرة منها «أنه هو القائد الحقيقي والفعلي لحركة (فتح) منذ وفاة الرئيس الأسبق ياسر عرفات» وأن «محمود عباس رجل ضعيف لا يصلح لأن يكون رئيسا» كما يقول إن «عباس الضعيف يوافق على كل ما يطلبه فتصبح قرارات نافذة» أي أن دحلان في النهاية هو صاحب القرار وحول من يملك الأغلبية في حركة «فتح» يقول دحلان «إنه يقود كتلة الأغلبية داخل اللجنة المركزية والمجلس الثوري الجديدين للحركة» وقد أكد دحلان مرارا على أن «ضعف عباس هو ما جعل (حماس) تسيطر على قطاع غزة» وكان آخرها في خطابه أمام المؤتمر العام السادس للحركة في بيت لحم. إلى ذلك يرى الباحثون والمحللون السياسيون ان اسرائيل تعمدت حرق عباس من خلال كشف وجود أشرطة فيديو وتسجيلات له وللطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة الفلسطينية وهما يحثان مسؤولين إسرائيليين على مواصلة الحرب على قطاع غزة حتى النهاية. إضافة إلى نشر محتويات هذه التسجيلات والتلويح بإمكانية تسليم نسخ منها للأمم المتحدة، مقابل عدم الكشف عن أية معلومات تدين دحلان بالتورط في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. مع أن مسلحين موالين له كانوا يحتشدون قرب الحدود المصرية مع القطاع قبيل وأثناء العدوان استعدادا للدخول وفرض السيطرة بدلا من حكومة حركة «حماس». وعلى صعيد آخر برز دحلان مؤخرا حسب المصادر ذاتها في صورة المدافع عن غزة والمعارض لعباس علنا اثر المطالبة باجراء تحقيق حول أسباب تأجيل النظر في تقرير غولدستون، وسعى إلى ترويج هذا الموقف في مختلف وسائل الاعلام. وفي السياق ذاته فقد تمّ توريط عباس في إصدار أمر خطي للسفير إبراهيم الخريشة لدى المقرر الأوروبي لهيئة الأممالمتحدة في جينيف، يطلب تأجيل بحث تقرير لجنة غولدستون ومسارعة السفير الاسرائيلي إلى الكشف عن هذه الموافقة لوسائل الاعلام الاسرائيلية. ولم ينف السفير الحريشة استلامه للموافقة الخطية لعباس وهو ما يؤكد أن هناك مكيدة حيكت ببراعة للرئيس الفلسطيني الذي يتوقع أن يقدم استقالته قريبا لكن من سيكون الأسرع في الجلوس على كرسي عرفات؟