القدس المحتلةنيويورك (وكالات): بدت إسرائيل واثقة من حصولها على دعم أمريكي كامل من أجل إجهاض تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الذي يدينها بارتكاب جرائم حرب، وذلك مع بداية الجولة الثانية من المعركة القضائية بإعادة عرض التقرير على مجلس حقوق الإنسان ومناقشته في مجلس الأمن الدولي. فقد أعلنت ممثلة إسرائيل لدى الأممالمتحدة غابرييلا شاليف أمس أنها واثقة من صدور «فيتو» أمريكي في حال تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار حول تقرير غولدسون. وقالت شاليف للإذاعة الاسرائيلية العامة إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تعهدت باستخدام الولاياتالمتحدة الفيتو في حال قرّر مجلس الأمن المصادقة على التقرير. وانتقدت شاليف أيضا طرح التقرير للنقاش في مجلس الأمن مشيرة إلى أن إسرائيل لا تستطيع الاعتراض عليه. وطرح التقرير أمس في مجلس الأمن في نيويورك في إطار نقاش عام حول الوضع في الشرق الأوسط، كما سيعرض اليوم في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة. وحذرت المندوبة الاسرائيلية من أن تل أبيب لن تستأنف محادثات السلام مع الفلسطينيين إلا في حال تجاهل تقرير غولدستون. وقالت شاليف «طالما ان تقرير غولدستون لا يزال مطروحا وهناك من يقتبس منه ويدعمه في كل مكان حتى داخل دول نعتبرها صديقة، فإنه لن يكون بمقدورنا احداث أي تقدم في عملية السلام. وأضافت في سياق مقابلة إذاعية «لن نجلس على طاولة واحدة لنتحدث إلى جهات أو أشخاص يتهموننا بارتكاب جرائم حرب، فهذا غير مقبول» حسب تعبيرها. ووصفت شاليف التقرير بأنه «مشوه ومتحيّز، زاعمة أن لجنة تقصي الحقائق التي ترأسها غولدستون ضمّت أعضاء كانت لديهم وجهات نظر مسبقة ضد إسرائيل. وزعمت شاليف أن الوقت غير مناسب لاحياء المفاوضات في الوقت الذي تسيطر فيه حركة «حماس» على نصف الأراضي الفلسطينية. وفي إطار الحملة الاسرائيلية على تقرير غولدستون قال المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية بيغال بالمور ان «أخذ دول ديمقراطية تقريرا جائرا وغير عقلاني وأحاديا كهذا على محمل الجدّ لا يبعث على الاطمئنان» حسب تعبيره. واعتبر بالمور أن لإقرار هذا التقرير نتيجتين خطيرتين فهو من جهة سيعرض إعادة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني للخطر ومن جهة أخرى سيشكل سابقة خطيرة بالحؤول دون تمكن أي بلد من الدفاع عن نفسه في وجه الارهاب» حسب تعبيره. وقد دعا أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون أمس إسرائيل والفلسطينيين إلى اجراء تحقيقات داخلية «ذات مصداقية» بشأن مزاعم ارتكاب جرائم حرب أثناء العدوان على غزة في تشكيك ضمني لمصداقية تقرير غولدستون.