أكدت الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لها أنها لن توقع على الورقة المصرية للمصالحة إلا إذا تضمنت الحقوق والثوابت الوطنية وضمان حق مقاومة الاحتلال الصهيوني فيما طلبت «حماس» من القاهرة مهلة اضافية للرد على الورقة المصرية مؤكدة رفضها التمييز بين هذه الورقة والمصالحة ذاتها. فقد أعلن أمين سر لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الفلسطيني خالد عبد المجيد في بيان من دمشق أن «الفصائل الفلسطينية طالبت القيادة المصرية بأن تتضمن الرؤية المصرية الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية وحق المقاومة». صيغة منقوصة وأضاف خالد عبد المجيد أن «الصيغة التي سلمتها القاهرة للفصائل تخلو من أي رؤية سياسية تتعلق بالصراع والعدوان على شعبنا اضافة الى القدس وما تتعرض له المدينة المقدسة من تهويد وعدوان مستمر وحق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها». وطالب البيان كل القوى والفصائل والهيئات والشخصيات الوطنية بالتحرّك السريع لاتخاذ الخطوات اللازمة لحماية قضيتنا الفلسطينية من مخاطر التسوية التي تتهددها والتمسك بكامل حقوق الشعب الفلسطيني. ودعا بيان الفصائل الفلسطينية الى العمل من أجل وضع الصيغ الكفيلة لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية واضحة لتشكل المرجعية العليا لكل أبناء فلسطين في الوطن والشتات. وتضمّنت الورقة المصرية التي نشرتها وسائل إعلام محلية تعهدا من الفصائل الفلسطينية بإعلاء المصالحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني والتمسك بالمصالحة وإنهاء حالة الانقسام الى غير رجعة وتوفير المناخ الملائم لتنفيذ متطلباتها، على أن تتولّى لجنة عليا برئاسة مصرية وبمشاركة عربية الاشراف والمتابعة لتنفيذ هذه الاتفاقية. ويذكر أن حركة «فتح» وقعت على هذه الورقة ووصل أمس رئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد الى القاهرة لتسليمها الى السلطات المصرية». تحفظات في المقابل أكدت حركة «الجهاد الاسلامي» أنها لن توقع مطلقا على الورقة المصرية الأخيرة. ونقلت صحيفة «القدس العربي» الصادرة في لندن عن مصدر رفيع المستوى في الحركة لم تسمّه أن هذه الوثيقة على درجة كبيرة من الخطورة لما تتضمّنه من نقاط لا يمكن أن توافق عليها الحركة. وأضاف المصدر أن حركة «الجهاد الاسلامي» غير معنية بهذه الورقة فهي ليست طرفا في السلطة ولم تشارك في الانتخابات التشريعية أو غيرها، ولهذا فضلت الابتعاد عنها». أما «حماس» فأكدت أمس أنها طلبت من القيادة المصرية مهلة تتراوح بين يومين وثلاثة أيام للرد على الورقة المصرية. وقال المتحدث باسم الحركة طاهر النونو ان «حماس» طلبت بشكل رسمي من مصر مهلة زمنية لاستكمال مشاوراتها الداخلية. لكن صحيفة «الأهرام» المصرية نقلت عن مصادر وثيقة الصلة ب«حماس» أن الحركة ستوقع على الوثيقة المصرية وانها ستبعث مندوبها الى القاهرة لإبلاغ المسؤولين استعداد «حماس» للتوقيع الثلاثاء المقبل. وقال القيادي في «حماس» محمود الزهار ان حركته ترفض التمييز بين الورقة المصرية والمصالحة ذاتها. وأضاف الزهار أن الورقة جرى الاتفاق عليها أما المصالحة فتحتاج الى وقت لتفادي التداعيات النفسية لموقف السلطة الفلسطينية من تقرير غولدستون.