أثار اختيار العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ جون إدواردز مرشحا لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تكهنات بإمكانية أن يقوم الرئيس جورج بوش بالتخلي عن نائبه ديك تشيني واختيار مرشح جمهوري ليخوض إلى جانبه الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الثاني من نوفمبر المقبل. وكان العضو الجمهوري السابق في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، الفونسو داماتو قد دعا علنا عقب اختيار إدواردز الرئيس بوش إلى اختيار بديل لتشيني إما وزير الخارجية كولن باول أو العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ جون ماكين. وعزا داماتو الذي يعبر عن راي العديد من زملائه الجمهوريين موقفه إلى أن تشيني أصبح يشكل عبئا على الرئيس بوش خاصة في الفترة الأخيرة حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثرية الأمريكيين ينظرون له نظرة سلبية. ويقول أندرو كوهت مدير مركز بيو للأبحاث واستطلاعات الرأي أن تشيني «أصبح مؤشرا واضحا لانتقاد سياسات بوش في العراق» ويسعى مديرو حملة المرشح الديمقراطي جون كيري إلى استغلال أي انتقادات توجه إلى تشيني، ويقول جيم جونسون مستشار كيري أن «تشيني له سجل ضعيف، فهو قد حصل على تأييد منخفض، فكثير من الناس يعتقدون أن سوء التقدير الذي ارتكبته ولا تزال حكومة بوش سببه نائب رئيس نشط للغاية اسمه ريتشارد تشيني». غير أن مراقبين يعتقدون أن من غير المحتمل حتى الآن أن يتخلى بوش عن نائبه، ويعزو هؤلاء ذلك إلى ما يعرف عن بوش من ولاء لمساعديه طالما أنهم موالون له، كما أن استبدال تشيني الآن سيؤدي إلى نتائج سلبية على سمعة الرئيس بوش بهذا الشأن وأنها قد تبدو إشارة إلى معاناته، وأيضا قد تعقد الصراع على خلافة بوش داخل الحزب الجمهوري بعد تركه منصبه. ويضيف هؤلاء أن تشيني لا يزال يحظى بدعم من الجناح اليميني الأكثر تشددا داخل الحزب الجمهوري إلى جانب منظماته القاعدية. ويذكر أن تشيني يعاني من مشاكل في القلب، وقد تستخدم كمبرر لاستبداله إذا كان ذلك يصب في مصلحة حملة بوش.