رغم ما عرفته حفلاتنا (زفاف، ختان) من تطور وإدخال للعديد من الآلات على الفرق الموسيقية التي تحييها فإن أغلب مدن الساحل لاتزال محافظة على تقليد جميل في إحياء حفلات الزواج من خلال «حضرة» تتكون من بنات حواء. وبالعودة الى الدراسات التي تناولت تاريخ هذه الفرق أو لنقل المجموعات الموسيقية النسائية نجد أن أول ظهور لها بمدينة سوسة كان سنة 1927 (أي في أوائل القرن العشرين). ويذكر هنا الاستاذ حسن الحاج يوسف في دراسة له تحت عنوان «عادات وتقاليد الزواج بمدينة سوسة» نشرت مجلة «منارة الساحل» ان هذه الفرق كانت عديدة ومن أهمها حضرة بنّورة النسائية وقد كانت لا تعمل إلا في حفلات أكابر القوم والميسورين، أما التي تعمل في أفراح عامة الشعب فهي حضرة الجمعية والخلادية التي ورثتها حضرة شفيّة ثم نجد حضرة محرزية وزكية والزرقة وبشيرة ڤرماشية التي ورثتها حضرة بوراوية. أصالة إضافة الى إحيائها لحفلات الختان والحج وتدشين المنزل الجديد نجد هذه الفرق النسائية تشتغل في حفلات الاعراس. وهنا ذكرت لنا السيدة بوراوية (قائدة حضرة بن حسين بسوسة) أنها ورثت هذه المهنة عن والدة زوجها منذ أكثر من 25 سنة. وبخصوص حفلات الزفاف أفادتنا أن سهراتها متعددة وتتمثل في القفة (هدية العريس للعروس وهي عبارة عن كبش أو عجل مع قطع من الذهب) ف «التكبيس» والحنة الاولى ومحضر الجهاز ثم الحنة الثانية وتعليلة الكسوة (محضر للفتيات والنساء والجلوة). وأفادتنا السيدة بوراوية أن حفل الزفاف يدوم أكثر من 5 ساعات تؤدي فيه عشرات المدائح والاذكار والصلاة على النبي صلوات الله عليه وسلامه. وختمت محدثتنا بالتأكيد أن لا خوف على هذا النمط الموسيقي من الاندثار نظرا لاصالته وتمسك «السواسة» بعاداتهم.