بالتعاون مع سفارة المملكة المغربية بتونس ينظم مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء السبت 28 جانفي 2012 عرضا للموسيقى الروحية المغربية من آداء فرقة الحضرة الشفشاونية التي تعد 14 منشدة. والحضرة الشفشاونية هي لون من ألوان الموروث الموسيقي الروحي لمدينة "شفشاون" بشمال المغرب وهي نمط تختص بأدائه النسوة ويقوم على إنشاد الأذكار والمدائح النبوية مع مرافقة البعض من الآلات الوترية والإيقاعية مثل الدف والدربوكة ( لطعريجة) والطبل والطّار. وللحضرة طقوسها ورموزها وأمكنتها ومناسباتها الدينية والاحتفالية والاجتماعية، حيث تلتقي نساء المدينة في مثل هذه المناسبات داخل البيوت والزوايا لإقامة الطقوس والأذكار والمديح. وقد ظهر هذا اللون بالزاوية البقالية منذ القرن العاشر الهجري- ويعتبر من الفنون العريقة بمدينة شفشاون التي تُعرف بألوان متعددة من الفنون التراثية ذات الأصول الأندلسية، كالمديح والسماع وطرب الآلة. وقد عمل القائمون على هذه الفرقة، في سياق سعيهم للحفاظ على هذا الموروث من التلاشي والإندثار ونشره والتعريف به، على إخراجه من إطاره الأصلي بالزوايا وتقديمه على المسارح في إطار حفلات فنية يحضرها الجمهور العريض. وقد مثلت هذه الفرقة المغرب في العديد من المهرجانات الدولية. وتؤدي الفرقة في عروضها قصائد تراثية لسيدي محمد الحاج البقالي وسيدي محمد بنعلي بريسول، كما تؤدي زجليات مولاي علي شاقور والحلبي والتشتوري، وقصائد للأولياء المحليين وغير المحليين. وتولي فرقة الحضرة الشفشاونية أهمية خاصة للأزياء التي ترتديها المنشدات وهي أزياء تقليدية ضاربة في القدم تضفي رونقا وجمالا خاصين على العروض. وينقسم أفراد المجموعة الإنشادية أثناء تقديمهم للعروض الى صفين فمنهن "الجالسات"، ومنهن " الواقفات" ويكون عدد الواقفات وجوبا فرديا، وتختص الشابة التي تتوسطهن بقرع آلة الطار. وفيما تؤدي الجالسات الصنعة، تؤدي الواقفات رقصات علي شكل اهتزازات بأكتافهن مصحوبة بترديد ذكر الله، وتسمى ذلك بلغة فن الحضرة ب"كسر الحضرة" أوالتمايل.