إن المتمعن في البرنامج الذي قدمه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي عند افتتاح الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية يوم الاحد ليلاحظ ما يلي: 1) التأكيد على منهج التحدي لجميع العقبات والمصاعب مهما كان المجال... ومهما كان المستوى... إنه منهج شامل لكامل المدة الرئاسية والنيابية القادمة... وشامل لجميع الميادين وجميع القطاعات. 2) التأكيد على أن أهمية هذا التحدي تتجسم في مشاركة المجتمع التونسي في ممارسته والايمان به وبجدواه وبضرورته. إن مواجهة التحديات ليست حالة عرضية عابرة بل ينبغي ان يكون ثقافة بالمفهوم الشامل... شامل لجوانبها النظرية والعملية والسلوكية... وخاصة في مثل الظروف التي يعيشها شعبنا التونسي حاليا. برنامج شامل ومستقبلي 3) ان البرنامج الشامل والمستقبلي الذي قدمه الرئيس بن علي كان نتيجة إعداد عميق وجيد انطلق من المعطيات التالية: أ ما تحقق من مكاسب وانجازات منذ تحول 7 نوفمبر 1987 التاريخي الى اليوم. ويشهد الجميع بأنها مكاسب وانجازات ضخمة، ملموسة، ولم يخل منها مجال او منطقة. ب واقع تونس الحالي وامكانياتها المادية والبشرية. ج الأوضاع العالمية وما يحيط بها من ملابسات وما تشهده من تحولات شاملة لجميع الميادين. إن العالم يعيش حاليا مرحلة دقيقة وحاسمة، مليئة بالمتغيرات والاحتمالات والمفاجآت... الاقتصادية والاجتماعية... وحتى الطبيعية والمناخية. د كل ذلك خلق تحديات عديدة عجزت أبرز المؤسسات الدولية ومراكز الأبحاث والدراسات الاستشرافية... عجزت عن تقدير ما يمكن أن ينجم عنها من توقعات وانعكاسات. 4) إن برنامج المدة الرئاسية القادمة 2009 2014 هو طبعا امتداد للبرامج السابقة التي انطلقت فجر يوم 7 نوفمبر. إن هذه البرامج هي من رحم ذلك البيان التاريخي ولذلك فهي تتضمن نفس الروح ونفس الحماس والتصوّرات. إنها مراحل ومحطات حدّد ذلك البيان مسارها الوطني والاستراتيجي المستقبلي. ولذلك قال سيادة الرئيس بن علي في خطاب يوم الأحد 11 أكتوبر الجاري عند تقديم برنامجه الانتخابي. «إنه برنامج بأربعة وعشرين محورا سنعمل على انجازها في الآجال المرسومة لها مثلما انجزنا معا برامجنا الانتخابية السابقة وآخرها برنامجنا لتونس الغد: 2004 2009». 5) إن الرئيس بن علي يحدد لكل مرحلة جديدة «أهدافا نوعية جديدة» تلاؤما مع المتغيرات والمستجدات... هذا اضافة الى مواصلة ترسيخ المكاسب والانجازات المحققة في مختلف المجالات المعلومة... ومن المجالات ذات الابعاد المستقبلية والتي «سيكون لها شأن كبير في تحديد نماء الدول وتقدمها» يشير سيادة الرئيس الى «... الاقتصاد البيئي والعلوم والتقنيات المستحدثة، والبحث العلمي والمنظومات الجديدة للعمل والانتاج والخدمات ذات القيمة المضافة العالية، علاوة على مجالات حيوية أخرى لها قيمة بالغة بالنسبة الى الاجيال القادمة، كالطاقات البديلة والمتجددة، وقضايا المياه والتحكم في تقنيات تحليتها...». رجل التحديات 6) هذه هي الأهداف النوعية الجديدة التي تفرضها المرحلة القادمة وطنيا ودوليا... وهي أهداف جبارة... ضخمة... معقدة... تبرز تحديات جديدة ضخمة... معقدة. لكن بن علي الذي لا ينتظر التحديات بل يتوقعها ويتصيّدها... ويستعدّ لها لمواجهتها في الإبان... يؤكد: «ففي هذه الأهداف النوعية تكمن أهم التحديات القادمة، ومن أجل رفعها سنعمل ونثابر، وبعزمنا وإصرارنا سنكسب الرهانات». بهذا الاصرار وهذه الجرأة... وهذا التوجه حققت تونس ما حققته... بقيادة زين العابدين بن علي رجل التحديات... ولذلك أكد شعبنا تمسكه به قائدا للمستقبل...