كشفت مصادر إعلامية وحقوقية بريطانية عن استغلال السلطات المحلية للبرامج الاجتماعية للتجسس على المسلمين في البلاد وسط تأكيدات بأن برنامج التجسّس الداخلي يتوجس من الإسلام ذاته ويلحق به أبشع الاتهامات. ووصفت صحيفة «الغارديان» البريطانية في عددها الصادر أمس البرنامج الاستخباراتي على المسلمين بالنظام التجسسي الأكبر من نوعه في تاريخ المملكة المتحدة. 140 مليون جنيه وأوضحت «الغارديان» أن لندن تخصّص سنويا زهاء 140 مليون جنيه استرليني لمشاريعها التجسسية على المسلمين في البلاد. وأضافت أن الوثائق الرسمية التي اطلعت عليها مع تقرير معهد العلاقات العرقية أثبت أن البرنامج التجسسي يهدف إلى جمع معلومات حساسة وشخصية للغاية واستيقائها من مختلف المنظمات الاجتماعية البريطانية. وأبرزت في هذا السياق أن المعلومات التي ترغب لندن في تحصيلها تتمحور حول الرؤى الدينية والمقاربات السياسية لكل فرد إضافة إلى «الحالة الذهنية» والنشاط الجنسيّ، مشيرة إلى أن السلطات تخزّن هذه البيانات حول المسلمين إلى حين بلوغهم سنّ ال100 عام. ابتزاز بريطاني ونسبت الجهة الإعلامية ذاتها إلى منظمات اجتماعية اعترافها بتسليط الحكومة البريطانية ضغوطات مالية عليها حتى تذعن لمطالبها التجسسية. واستدلت في هذا الإطار بجمعية «الرعاية النفسية للمسلمين» ومنظمة حقوقية أخرى اللتين تشكوان من ابتزاز حكومي رسمي تسعى لندن من ورائه إلى الحصول على المعلومات الشخصية للمسلمين. وأوردت الجريدة أن إحدى الجمعيات البريطانية التي تعمل في مجال دعم المشاريع الاقتصادية لأبناء الجالية المسلمة أكدت أن شرطة العاصمة ربطت التمويل الحكومي السنوي بتقديمها بيانات على الشباب المسلم. من جانبها وصفت مديرة المركز الوطني للحريات المدنية «ليبرتي» شامي تشاكرابارتي البرنامج التجسسي بأنه إهانة للمسلمين،مشدّدة على أنه ينظر إلى الإسلام بعين الريبة والتوجس ويتصّور أنه لبّ الإشكال وجوهر التطرّف. في المقابل، أقرت الحكومة البريطانية باستيقائها المعلومات الاستخباراتية حول أبناء الجالية المسلمة متذرعة بأنها تسعى إلى معرفة الخلفيات الفكرية للمسلمين الذين لم يشاركوا في أي نشاط إجرامي. بيد أنها نفت أن تكون قد استغلت المنظمات الحقوقية واستعملتها كغطاء لعملياتها التجسسية على حدّ رأيها.