بدأت إسرائيل حربها الديبلوماسية على تقرير «غولدستون» الذي يدينها بارتكاب جرائم حرب حيث قدّمت احتجاجا رسميا للحكومة الروسية في أعقاب تأييدها تبنّي مجلس حقوق الإنسان للتقرير في وقت تحدثت تقارير إخبارية فرنسية عن «فيتو» أمريكي وبريطاني وفرنسي سيرفع أمام التقرير في حال إحالته إلى مجلس الأمن، وهو ما يعد مكسبا إسرائيليا. وذكرت الصحف الإسرائيلية أمس أنه في أعقاب التصويت على التقرير في مجلس حقوق الإنسان يوم الجمعة الماضي حاولت حكومة روسيا مصالحة إسرائيل من خلال رسالة بعثها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى نظيره الإسرائيلي افيغدور ليبرمان توضح طبيعة تصويت روسيا على التقرير، لكن مصدرا في وزارة الخارجية الإسرائيلية قال إن ليبرمان رفض تسلم الرسالة. غضب على روسيا وسلم السفير الروسي في إسرائيل بيتر ستغناي رسالة لافروف إلى نائب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية لشؤون أوروبا وآسيا بيني أفيفي خلال لقائهما أمس الأول في القدس، فيما سلم أفيفي السفير الروسي احتجاجا إسرائيليا شديدا على تأييد روسيا لتبني تقرير غولدستون. ووصفت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية تأييد روسيا لتبني التقرير بأنه بمثابة «صفعة على وجنة» ليبرمان، بعد أن كان قد تحدث عشر مرات على الأقل خلال الشهر الأخير مع لافروف حسب المصادر الإسرائيلية وحصل على وعد بأن روسيا لن تؤيد تبني التقرير، لكن ليبرمان امتنع عن مهاجمة روسيا بشكل علني مثلما فعل ضد دول أخرى. وقال السفير الروسي إن لافروف طلب منه تمرير رسائل عدة إلى إسرائيل من بينها أن تأييد روسيا لتبني تقرير غولدستون تم في ظل غياب خيار آخر، واتهم بذلك دول الاتحاد الأوروبي قائلا «حاولنا جعل صيغة القرار أكثر اعتدالا لكننا فشلنا في ذلك بسبب موقف الدول الغربية». وأكّد السفير الروسي أمام أفيفي أنه رغم تأييد روسيا لتبني تقرير غولدستون إلا أنها تعارض نقل التقرير للبحث في مجلس الأمن الدولي أو فتح إجراءات قضائية في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد إسرائيل. وأضاف أن روسيا تعتقد بأن إسرائيل عليها التحقيق بنفسها في الاتهامات بخصوص ارتكابها جرائم حرب خلال الحرب على غزة. واعتبر السفير الروسي أن «الأمر الأهم هو عدم المس بعملية السلام (بين إسرائيل والفلسطينيين) وأن «التقرير يتضمن مقولات لا تستند إلى حقائق وإنما إلى تقديرات شخصية». وذكرت صحيفة «هآرتس» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تحدث قبل التصويت على التقرير مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وأن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قالوا إن روسيا مررت لإسرائيل «رسائل إيجابية» جعلت إسرائيل تفهم أن روسيا لن تؤيد تبني التقرير في مجلس حقوق الإنسان. «فيتو» ثلاثي في الأثناء ذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أنه من المرجّح جدا أن تقوم كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية باستخدام حق الفيتو ضد تقرير غولدستون في مجلس الأمن. وقالت الصحيفة إن تقرير غولدستون يعد بالنسبة إلى الفلسطينيين بمثابة إخفاء طابع رسمي على الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة أمّا بالنسبة إلى الإسرائيليين فهم يعتبرونه «مهزلة ديبلوماسية». وأضافت الصحيفة أن القرار الذي اتخذه مجلس حقوق الإنسان يقدّم في الواقع «دعما لتوصيات» القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد غولدستون الواردة في تقريره.