قال أفراد من عائلة السموني التي فقدت 29 شهيدا خلال العدوان على غزة انهم أطلعوا القاضي الجنوب افريقي ريتشارد غولدستون على آثار الجرائم الاسرائيلية التي طالت البشر والحجر والشجر. وقالت صحيفة «هآرتس» ان صلاح السموني ووائل السموني وهو مالك المنزل الذي تعرض للقصف (وكان داخله 100 مدني من أفراد عائلة السموني) صحبا القاضي غولدستون في جولة الى مزارع العائلة، وشاهد معهما المساكن المهدّمة والأشجار المقتلعة من جذورها. وفي مكالمة هاتفية شرح صلاح كيف أطلع غولدستون على صورة لوالده طلال الذي كان بين الشهداء في المبنى وقال للقاضي غولدستون ان والده عمل لدى اليهود حوالي 40 عاما، وانه كان على علاقة جيدة بصاحب العمل. وأضاف صلاح أن عائلة السموني كانت على ثقة من أنه في حال وقوع أي غزو عسكري لغزة فإنها ستتدبّر أمرها مع جيش الاحتلال الاسرائيلي، وأن أفراد العائلة كانوا يعتقدون أن اللغة العبرية التي تعلّموها ستكون عونا لهم عند الضرورة وتنقذهم في المواجهات مع جنود الاحتلال. ويصف صلاح ما جرى لعائلته قائلا: «ابنتي عزّة كانت في الثانية من عمرها وقد أصيبت في أول قذيفة تسقط على المنزل وقالت «إنني أتألّم يا بابا» وجاءت القذيفة الثانية فأدت الى وفاتها، أخذت أصلّي للّه، كان الغبار يملأ المكان ولم يعد بإمكاني أن أتبيّن الأشياء». وأضاف صلاح قائلا «اعتقدت أنني متّ لكنني تمكّنت من النهوض والدماء تلطخني،ووجدت والدتي تجلس قرب الحائط ورأسها متدلّ فرفعته وإذا بي أجد أن نصف وجهها قد اختفى، ونظرت الى أبي الذي كان قد فقد عينيه، وكان لا يزال يتنفس بصعوبة ثم توقّف تنفّسه». ويُذكر أن جيش الاحتلال لم يسمح في اليوم التالي للصليب الأحمر والهلال الأحمر بالدخول الى المنازل التي تعرّضت للقصف سواء بإطلاق النار في اتجاه سيارات الاسعاف التي كانت تحاول الاقتراب أو برفض أي عملية تنسيق.