أكد مراقبون أن إجراء المناورات الاسرائيلية الامريكية المشتركة في هذا التوقيت يحمل الكثير من الدلالات والابعاد المختلفة سواء الامنية أو الاستراتيجية أو حتى السياسية، حيث تبعث برسائل وعيد الى إيران على خلفية برنامجها النووي وتعكس استعراضا للعضلات من جانب واشنطن وتل أبيب. فالمناورات تعبّر عن مظهر مهم للغاية من مظاهر التعاون الاستراتيجي الوثيق بين واشنطن وتل أبيب والذي غالبا ما يظهر في صورة تعاون عسكري متزايد سواء على مستوى صفقات السلاح أو المناورات العسكرية المشتركة أو عمليات الابحاث الأمنية والعسكرية والاستخباراتية المشتركة. ويعتبر بعض المراقبين العسكريين هذه المناورات بمثابة تتويج لعملية استخلاص العبر ومقاربة الاستراتيجيات العسكرية بين اسرائيل وأمريكا سواء في ما يتعلق بلبنان أو فلسطين أو العراق. وأضاف المراقبون أن هذه المناورات تأتي بالاساس كرسالة مضادة للتهديد النووي الايراني الذي تعتبره اسرائيل خطرا على وجودها خصوصا في ظل تقارير اسرائيلية تتحدث عن أن الخيار العسكري لايزال مطروحا في مواجهة إيران، مما دفع البعض الى وصف هذه المناورات بأنها بمثابة مقدمة لسيناريو حرب إقليمية جديدة ستنشب في المنطقة. وأكد المراقبون أن هذه المناورات ليست إجراء روتينيا ولا عاديا يهدف الى تحسين القدرات العسكرية وإجراء الاختبارات للترسانات العسكرية وحسب، بل إنها وسيلة ضغط في سياق إظهار القوة والتفوّق العسكري. وحسب مصادر مطلعة على تفاصيل هذه العملية العسكرية المشتركة فإن المناورات تأتي كمحاولة من إدارة أوباما لاشعار اسرائيل بأكبر قدر من الحماية العسكرية بشكل يتيح لواشنطن اتخاذ خطوات جريئة في المجال السياسي لصالح العملية السلمية المتعثرة مع الفلسطينيين أي أن تكون هذه المناورات بمثابة جزرة أمريكية لاسرائيل لدفعها الى تحقيق إنجاز سياسي خلال الفترة المقبلة في المنطقة. وقد بدأت المناورات الامريكية الاسرائيلية المشتركة أمس، حيث وصلت الى جنوبفلسطينالمحتلة طائرات نقل عملاقة من طراز «غلاكسي» تقلّ معدات كثيرة وأجهزة رادار وحوالي ألفي جندي وضابط أمريكي إضافة الى 17 بارجة أمريكية. وأقام الجنود الامريكيون في قواعد جيش الاحتلال الاسرائيلي البرية والجوية، وخصوصا في النقب جنوبفلسطينالمحتلة، وقد وصل هؤلاء الجنود من مقراتهم في قواعد الجيش الامريكي المنتشرة في أوروبا وخصوصا في قاعدتهم في مدينة شتوتغارت الالمانية.