تبدأ الولاياتالمتحدة وإسرائيل اليوم أضخم مناورات مشتركة بينهما لاختبار أنظمة صواريخ اعتراضية يمكن استخدامها في حال اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران. ورغم سعي تل أبيب إلى تأكيد الطبيعة الدفاعية لهذه المناورات فإن مراقبين اعتبروا أنها رسالة واضحة إلى إيران خصوصا أن مناورات مماثلة حصلت عام 2001 تمهيدا لغزو العراق. المناورات تخضع لاشراف مباشر من قائد الأسطول الأمريكي السادس الأميرال مارك فيتز جيرالد وهو أكبر ضابط أمريكي على الاطلاق يشارك في هذا الحدث وعدد من الضباط الكبار في القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي في ألمانيا وضباط كبار من نظام الدفاع الصاروخي لدى الولاياتالمتحدة. مقدمة للعدوان ؟ ويشارك في هذه المناورات التي تنتظم بشكل دوري كل سنتين أكثر من ألف جندي أمريكي اضافة الى 17 سفينة حربية يحمل بعضها أنظمة «ايجيس» و«تاد» و«باتريوت باك 3» المخصصة للدفاع الصاروخي الباليستي. وتتضمن المناورات مراقبة ما إذا كان نظام «أرو 2» الصاروخي الاسرائيلي والممول أمريكيا قادرا على العمل مع هذه الأنظمة الأمريكية المتطورة للغاية. ويذكر محلل أمريكي أن هذه المناورات التي تحمل اسم «جونيير كوبرا» أجريت للمرة الأولى عام 2001 بعد التهديدات التي أطلقها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بقصف اسرائيل حسب قوله ملاحظا أن المناورات الحالية تجري بالتزامن مع التهديدات الايرانية بضرب إسرائيل. وتسلط المناورات المشتركة هذا الضوء على العلاقات الدفاعية الاستراتيجية بين اسرائيل والولاياتالمتحدة في الوقت الذي تحاول واشنطن وخمس قوى عالمية كبرى أخرى مواصلة مفاوضاتها مع إيران حول البرنامج النووي غير أن بعض المراقبين يعتقدون أن هذه المناورات قد تكون مقدمة لنشر أنظمة الدفاع الصاروخي في اسرائيل بعد أن تراجعت الولاياتالمتحدة عن نشر هذه الأنظمة في الجمهورية التشيكية بسبب رد الفعل الروسي الرافض بشدة». رسالة إسرائيلية وقد أكد بيان لجيش الاحتلال الاسرائيلي أمس أن نحو الف جندي من القيادة الأمريكية في أوروبا وأن عددا مماثلا من الجنود الاسرائيليين سيشاركون في المناورات التي تستمر حتى 5 نوفمبر المقبل. وقال بيان الجيش إن هذا التمرين لا يشكل ردا على أي حدث معين في العالم في تلميح واضح الى الأزمة الايرانية مضيفا أن التخطيط له بدأ قبل عام ونصف العام. وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية أن الهدف من المناورات هو القيام بعمليات اطلاق وهمية لصواريخ بعيدة المدى قادمة من ايران وسوريا أو لبنان واعتراضها في الجو. وكتبت الصحيفة أنه حسب خطة عمل التمرين وفي حال الحرب ستزود الولاياتالمتحدة اسرائيل بأنظمة دفاعية ستستخدم في موازاة المنظومة المضادة للصواريخ «أرو 2». وقالت صحيفة «معاريف» من جانبها إن جهات اسرائيلية قامت خلال الأيام الأخيرة بنقل رسائل تطمينات عبر قنوات مختلفة تؤكد أنه لا نية على الاطلاق لاستغلال المناورة للقيام بنشاط هجومي. وأضافت أن سوريا وايران تبديان اهتماما بالغا بنتائج المناورة وتكثفان جهودهما الاستخباراتية لاكتشاف مواطن الضعف الاسرائيلية للوقاية من الهجمات الصاروخية في حال حدوثها.