عبد الحميد الهلالي - المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية 2009 ينبّه المؤلف في بداية الكتاب الى أن هذا الكتاب في الأصل بحث أنجزه بعنوان «تاريخ جهة جندوبة 18811956: علاقة الحركة الوطنية بالأرياف». ولما أراد نشره أدخل عليه بعض التعديلات التي لم تمس من جوهره وذلك بناء على الملاحظات التي كان أبداها أعضاء لجنة مناقشة الأطروحة. قدم الكتاب الأستاذ علي المحجوبي فأثنى على العمل وذكر أنه «هام جدا إذ أن مثل هذه الدراسات المنوغرافية ضرورية لإدراك تاريخ تونس الحديث والمعاصر...». في هذا الكتاب الضخم الذي تألف من خمسمائة وثماني صفحات مقدمة عامة وضعت البحث في إطاره وأبرزت دوافعه وتحدثت عن مصادره وتحدثت عن الدراسات المنجزة قبله كما تطرقت المقدمة للحديث عن جندوبة الاطار الطبيعي والبشري وفي الكتاب أيضا ثلاثة أجزاء كبرى وضع الباحث لكل منها مقدمة وخاتمة كما تضمن الكتاب خاتمة عامة وجملة من الملاحق وقائمة بالمصادر والمراجع وجدول الخرائط والصور الواردة بالبحث وجملة من الكشافات. الجزء الأول درس جذور الحركة الوطنية 18811920 من القبلية الى الانصهار في الوطن فتعرض في فصوله الى دخول قوات الاحتلال الفرنسي الى تونس انطلاقا من الجهة والى «السيطرة على العباد بعد اخضاع البلاد». وانتهى بالبحث عن أسباب غياب ردود الفعل المنظمة إثر «نكبة» 1881. الجزء الثاني من الكتاب تطرق الى انتشار الحركة الوطنية من السهول في اتجاه الجبال بين 1920 و1938. واهتم فصله الأول بظهور الحركة الوطنية بسهول الجهة فبحث في تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في بداية العشرينات وفي بروز نخب جهوية نشيطة. فصله الثاني تحدث عن منعرج الثلاثينات ووصول الدعاية الوطنية الى جبال خمير. أما الجزء الثالث فقد تحدث عن «اتساع دائرة نشاط الحركة الوطنية وتنوع أساليبها فيما بين 1939 و1956. فتطرق فصله الأول الى مصاعب عديدة واجهها سكان الأرياف خلال الأربعينات وتحدث الفصل الثاني عن الحركة الوطنية بالجهة بين النضال النقابي والنضال السياسي خلال نفس الفترة. واهتم الفصل الثالث بالحركة الوطنية بالأرياف بين التحركات الجماهيرية والمقاومة المسلحة. أما الفصل الرابع والأخير من الجزء الثاني فقد تطرق الى الحركة اليوسفية ونجاحها في استقطاب قسم من سكان الجهة.