يشتمل الكتاب على قسمين ومقدمة وخاتمة عامة وقائمة المصادر والمراجع. المقدمة طرحت في مستهلها السؤال التالي: «لماذا النزعة الصوفية موضوعا في الشعر التونسي الحديث؟ ثم ضبطت مصطلحات البحث وحددتها وقدمت مراحله والأسباب الداعية لإنجازه. تذكر المقدمة من ضمن ما تذكره في سياق تقديم موضوع البحث... «الأكيد أن التوجه الى دراسة النزعة الصوفية في الشعر التونسي الحديث لم يكن بدافع الانتصار لها أو الانتصار عليها، وإنما سعى البحث الى الكشف عمّا به تمكّنت اتجاها أدبيا في الشعر التونسي الحديث...» وتصنيف ذات المقدمة في موقع آخر منها «... هذا البحث ينظر بالأساس في علاقة الشعر التونسي الحديث بالتصوّف وينظر في اختلاف تجلياته والمصادر التي يصدر عنها، وبذلك فإن البحث يتجاوز المجال لينظر فيما يبرّر لهذا النص (المرونة) وجوده في راهن الشعر التونسي...». القسم الأول من الكتاب تطرق فيه الباحث الى «نشأة النزعة الصوفية في الشعر التونسي الحديث فتحدث عن حداثة الخطاب الصوفي وعن الخطاب الصوفي في الشعر العربي الحديث إجمالا، عن أصوله ثم تنقل للحديث بعد ذلك عن الخطاب الصوفي في الشعر التونسي الحديث وعن ملابسات نشأته فتطرق الى الجانب الاجتماعي والجانب الثقافي ثم خلص الباحث في مرحلة لاحقة من هذا القسم الى ما وسمه «بالاصطلاحات والتصورات» فقدم في ذلك ثلاث مقاربات: المقاربة الأولى: «المحلية الكونية» والمقاربة الثانية «الكونية / الصوفية» والمقاربة الثالثة: «شعراء القيروان: دراسة مفهومية» وتحول بعد هذه المقاربات الى ما أسماه قراءات النقاد وتحديد المدوّنة وقدم في ذلك ثلاثة جداول الجدول الأول عنونه «بتطور المشاركة الشعرية في الصحافة منذ 1975والجدول الثاني: بيّن فيه تطور نشر الدواوين والجدول الثالث استعرض فيه تطور نشر المقالات الصحافية منذ 1975. وعلّق الباحث على هذه الجداول الثلاثة قائلا بالخصوص «تحيط الجداول الثلاثة بالنزعة الصوفية من نواح مختلفة ومتكاملة في نفس الوقت إذ يوجد النص الشعري المفرد والموصول بلحظة نشأته وتوجد الدواوين التي تتسم بنوع من الاختيار والانتخاب...». القسم الثاني من الكتاب اهتم بوصف النزعة الصوفية في الشعر التونسي الحديث وقد تطرق بابه الأول الى الايقاع فتحدث عن الإيقاع الخارجي وموسيقى البحر «وعمّا أسماه التكرار مولدا للإيقاع وتحدث بعد ذلك عن الشعر» من القراءة الى الكتابة وعما أسماه «النص الغائب مولدا للإيقاع« والنص الغائب هو ما يعبّر عنه بالفرنسية (L'intertexte). الباب الثاني من القسم الثاني اهتم بأنماط الصورة الشعرية، ومعيار الشكل البلاغي محدّدا لمظاهر الصورة في المدوّنة وبالصورة التشبيهية وبما أسماه الصورة الاستعمارية الترشيحية والصورة الرمزية. كما اهتم الباب كذلك بالدلالة فدرس معنى السفر غرضا شعريا قائم الذات في مدونة النزعة الصوفية. وما يمثله الجسد كمسلك عبور تنكشف من خلاله تحولات الذات الكاتبة... وتعرض الى ا& في النزعة الصوفية والى الطفولة والحيوان لينهي الباب باعتبار النزعة الصوفية «تعبيرة اجتماعية». في مرحلة ثالثة منه تطرق القسم الثاني الى ما أسماه الباحث «صوفية النزعة وكونية القراءات» فبحث في القراءات المفتوحة على المشرق العربي. وفي القراءات المفتوحة على غير المشرق العربي وفي القراءات المفتوحة على الغرب الصوفي.