كلنا يعمل ويطمح لان يكون نصيبه من المناطق الخضراء في المدن يساوي او يفوق خمسة عشر مترا مربعا، بعدما كان هذا المعدل في بعض المدن لا يتجاوز شبرا او «فحجة» مربعة في اقصى الحالات ! وكلنا يعرف ويدرك ما تلقاه البيئة والمحيط من حظوة فعلية كبرى من اعلى هرم السلطة، وما حققته تونس في هذا المجال من منجزات محمودة شملت تجميل المدن وتعزيز رصيدها من المناطق الخضراء، اشجارا وازهارا حتى ان كل البلديات اصبحت تتباهى وتتنافس بما ملكت أيمانها من معدلات الاخضرار فيها، بعضها بما انجزت من شجر وزهور، وبعضها بما نبتت فيها من الاعشاب الطفيلية الملساء و الشائكة. ونحن نراهن على ان يغطي الاخضرار الشوارع والأنهج والساحات والديار, بدأت ظاهرة غريبة تستفحل في البيوت والمتاجر، وكذلك مقرات الادارات بكبيرها وصغيرها، حتى ان بعض هذه الاماكن اصبحت دواخلها ومداخلها اخضر من المناطق الخضراء، وأزهر من النوّار وأكمام الأزهار بجميع اشكالها وألوانها واحجامها. انها مناطق خضراء جديدة لا تدخل في حساب وزارة البيئة ولا ادارة الغابات بوزارة الفلاحة ولا في حساب البلديات عند توزيعها معدل الاخضرار على كل فرد، مع توفية الكيل والميزان طبعا في اكثر من حالة. الطريف أنني سمعت ان هذه المناطق الخضراء الجديدة دخلت الى مكاتب بعض رؤساء البلديات وادارات الغابات انها اشجار وازهار «الشنوة» ... لا تتطلب ريّا، ولا تقليما، ولا اي مصروف في كل الظروف .. لانها ببساطة من البلاستيك!