سنحت الفرصة للمدرب الشاب حكيم عون للبروز في سلك التدريب وذلك بعد إنسحاب المدرب لطفي السبتي من تدريب الإتحاد في مفتتح الموسم الحالي لينفتح أمامه باب الشهرة إذ وجد نفسه يدرب في الرابطة المحترفة الثانية بما يعنيه ذلك من أضواء ومتابعة، ولأن ثقة هيئة الإتحاديين فيه لم تكن لسواد عينيه فقد أثبت عون أنه يمتلك زادا تدريبيا لا بأس به أهّله إلى وضع فريقه في كوكبة الطليعة بعد أن حقق معه إنتصارين متتاليين أمام ماطر والمهدية، غير أن إكتفاء الإتحاد بالتعادل أمام الكاف ثم الإنهزام بثلاثية في المرسى تركت أكثر من نقطة إستفهام لذلك إستضفناه للحديث معه عن واقع الفريق وآفاقه. أخذت القطار وهو يسير بأن عوّضت المدرب لطفي السبتي بعد بضعة أسابيع من إنطلاق بطولة الرابطة المحترفة الثانية، فكيف وجدت الفريق وما الذي غيّرته في الفريق؟ لا بد من الإشارة في البداية إلى أن أكثر ما يتخوف منه المدربون عند إستلام مهام التدريب والموسم قد إنطلق هو ضعف الإعداد البدني لدى اللاعبين لكن هذا الأمر لم أتعرض له إذ وجدت لاعبين جاهزين بدنيا تقريبا فواصلت العمل لمزيد تمتين اللياقة البدنية لديهم، لكن من الناحية التكتيكية والإختيارات الفنية أدخلت بعض التغييرات فإذا كان سلفي المدرب لطفي السبتي يعتمد على الهجومات المعاكسة فقد إستعضت عن تلك الطريقة بأسلوب يعتمد التوازن مع فرض النسق على المنافس واللعب بندية أمام الجميع. وكيف وجدت الرصيد البشري؟ الإشكال الوحيد الذي يوجد في الإتحاد هو أن أغلب لاعبينا ذوو إمكانيات متوسطة في الجملة فليس لنا مجموعة من أصحاب المهارات والخبرة على غرار ما هو متوفر في الملعب القابسي أو في هلال مساكن أو في مستقبل المرسى وفي غيرها من الأندية التي تحتكم على رصيد بشري كبير يجمع بين الكم والكيف، ومع ذلك علينا تكييف الموجود مع خصوصياتنا لتحقيق المنشود. وما هو المنشود؟ نحن نطمح إلى أن نتمركز في كوكبة الطليعة وهو أمر في متناولنا. وهل أن الإتحاد قادر بما هو متوفر لديه من لاعبين على إدراك هذه الغاية؟ نحن قادرون على التواجد ضمن رباعي أعلى الترتيب لو يتم تعزيز الرصيد البشري بأربعة لاعبين ممن بإمكانهم إعطاء الإضافة للمجموعة إذ أننا نحتاج إلى لاعبين في الدفاع ولاعب في وسط الميدان وآخر في الخط الأمامي وهي الأماكن التي أرى أنها تمثل مواطن الضعف ومكامن الخلل في الفريق. الهزيمة أمام مستقبل المرسى كانت ثقيلة وثلاثية كاملة دون ردّ تستحق الوقوف عندها؟ في البداية لا بد من الإشارة الى أن الهزيمة تبقى هي ذاتها بهدف أو بأكثر منه لأن المحصلة ستكون صفر من النقاط، ومع ذلك فإنني أود الإشارة إلى أن ضعف الرصيد البشري من ناحية الكيف لم يتح لنا الفرصة لنعوض غياب بعض اللاعبين المحوريين في الدفاع وهي معضلة نعيشها في الإتحاد إذ في الوقت الذي يمكن لنا فيه إيجاد البديل لمن يتغيب في الخط الأمامي نصطدم بمشكل كبير كلما تغيب لاعب محوري في الدفاع وآمل أن نتجاوز هذا الخلل في المستقبل خاصة أنني أجد نفسي مضطرا في بعض الأحيان إلى تشريك لاعبين في غير خططهم الأصلية. وما هو طموحكم في هذا الموسم؟ سنحاول التمركز في كوكبة الصدارة خاصة أننا رسمنا لأنفسنا هدفا يتمثل في إحتلال إحدى المراكز الخمسة الأولى ولو تمكنا من فرض أنفسنا مع نهاية المرحلة الأولى في هذا الترتيب فإننا سنلعب من أجل الصعود.