في موسم 20042005 مسك المدرب لطفي رحيم للمرة الثانية في مسيرته التدريبية بزمام أمور فريق أكابر الاتحاد المنستيري ومن سوء حظه أنه أفرغ من ركائزه الأساسية فقام بإعادة البناء واستطاع الاتحاد أن ينهي موسمه في المرتبة الثامنة بعد أن كان يعاني قبل ذلك وفي كل موسم من الصراع على تفادي النزول. وجاء المدرب فوزي البنزرتي في موسم 20052006 ونجح في تطعيم الفريق بعناصر من ذوي الخبرة فنجح في تكوين مجموعة جمعت بين الخبرة والطموح وعززها بانتدابات ناجعة وأنهى الفريق موسمه هذا في المرتبة الخامسة لتتواصل النجاحات وجاء موسم 20062007 الذي كاد أن يحقق فيه الفريق المعجزات وقد تعاقدت الهيئة المديرة وقتها مع قيس اليعقوبي الذي وجد منذ حلوله صدا من الأحباء ورغم أنه حقق نتائج طيبة في الجولات السبع الأولى إلا أن الأجواء داخل الفريق وخارجه أجبرته على الانسحاب فتم تكليف مساعده سمير الجويلي بخلافته بصفة وقتية لكن هذا المدرب نجح في تحقيق الفريق لانتصارات متتالية مما دفع بالهيئة المديرة إلى الاستمرار في التعاقد معه ولعب الاتحاد وقتها على واجهتين البطولة والكأس لكن ظروفا حالت دون نجاحه واكتفى بالمرتبة الرابعة في البطولة والمربع الذهبي في الكأس. كان على الهيئة المديرة وقتها الحفاظ على هذه المكتسبات لكنها فرطت في عدد كبير من اللاعبين الذين اكتسبوا الكثير من الخبرة نذكر من بينهم عادل النفزي وصالح مزالي ومعز علية ونيفاز وطارق سالم ومنتصر خمار واستغنت عن خدمات المدرب سمير الجويلي وتعاقدت مع المدرب انطوان هاي الذي اتضح أن ما قام به من إعداد قبل انطلاق الموسم عمل فاشل قد يقود الفريق إلى الهاوية وقد اتضح ذلك بعد الهزيمتين المتتاليتين أمام مستقبل المرسى والنادي الصفاقسي حيث قبل الاتحاد 8 أهداف ولاح الفريق منهارا بدنيا وفنيا ومعنويا فاستنجد السيد ناجي سطنبولي رئيس الجمعية وقتها بالمدرب لطفي رحيم الذي كان يعمل وقتها بالخليج والذي لبى نداء الواجب فوجد مجموعة مفككة واستطاع أن يرممها ويقودها إلى المحافظة على المرتبة الرابعة رغم البداية الكارثية مع المدرب الألماني. موسم التتويج لكن من سوء حظ الاتحاد أنه لا يحافظ على ركائزه الأساسية فتخلى كالعادة وكما فعل في السابق فجاء دور فخرالدين قلبي وطارق عاشور وأكرم معتوق وجيري أدريانو وموسى ماريو وغيرهم ورغم ذلك أدرك الفريق الدور النهائي لكأس تونس واحتل المرتبة الخامسة في البطولة. ماذا حدث؟ فما الذي حدث هذا الموسم ليبقى يصارع على ضمان البقاء إلى حدود الجولة الختامية من البطولة؟ الإجابة تكمن في استمرار النزيف، فالفريق الذي عانى طويلا من ضياع الركائز الأساسية في مواسم متتالية شهد في بداية الموسم الحالي مغادرة أيمن العياري وبوكنغ موتوانا ومحمد أمين عمامي وشاكر الهمالي ونطوبو وعلي بن عبد القادر ولم تكن التعويضات صائبة ورغم البداية الطيبة للفريق فقد سارع السيد زهير شاوش الرئيس السابق للجمعية بإعفاء المدرب سمير الجويلي بعد 5 جولات فحسب وتعاقد مع المدرب البلجيكي هنري ديبيري الذي لا يعرف شيئا عن كرة القدم التونسية فلم يجن الفريق من ورائه شيئا سوى 5 نقاط في 7 جولات وتراجع مذهل لمستوى اللاعبين ومردودهم. فخرج الاتحاد من مرحلة الذهاب ب12 نقطة بعد إضافة نقطة في الجولة الختامية على يد المدرب رحيم لكن ما هي الأسباب الأخرى التي جعلت هذا الفريق الذي احتل المراتب الأولى في المواسم الفارطة يتراجع بهذا الشكل المذهل؟ «الشروق» الرياضي ذهب إلى أهل الدار وأخذ انطباعات وآراء مختلف الأطراف. ماذا يقولون عن الموسم الحالي؟ السيد رياض البحوري (رئيس الجمعية): عوامل عديدة أثّرت سلبا على مسيرة الفريق تمثلت في تواضع الزاد البشري عند النهاية وصعوبة الحصول على تعزيزات من شأنها أن تقدم الإضافة خلال الميركاتو الشتوي بحكم تشبث كل الفرق بلاعبيها في تلك الفترة وما تعرض له الفريق في مرحلة الإياب من مظالم تحكيمية صارخة وانظروا ما حدث لنا مثلا في لقاءي الإفريقي والنجم حرماننا من ضربات جزاء واضحة والتغافل عن إقصاء لاعبين من كل فريق. السيد الناصر القطاري (رئيس سابق للاتحاد): أعتقد بأن الاتحاد بدأ يجني نتائج سياسة عدم الاستقرار على مستوى التسيير الإداري والفني ففي 3 مواسم الأخيرة تداول على رئاسة الجمعية 4 رؤساء وهم السادة ناجي سطنبولي وفرج المدب وزهير شاوش ورياض البحوري وأشرف على تدريب الفريق في موسم واحد أي في هذا الموسم 3 مدربين سمير الجويلي وديبيري ولطفي رحيم وعدوا كم من مدرب أشرف على حظوظ الاتحاد في 4 مواسم فستجدون أن عددهم لا يقل عن سبعة وهم قيس اليعقوبي وسمير الجويلي في مناسبتين وانطوان هاي وهنري ديبيري ولطفي رحيم في مناسبتين أيضا بالإضافة إلى عدم الاستقرار في الزاد البشري حيث فقد الاتحاد في بحر المواسم الثلاثة الأخيرة أكثر من 20 لاعبا أساسيا وإذا أراد الاتحاد أن يستعيد عافيته فلا بد من الاستقرار والاستمرارية. المدرب الحالي لطفي رحيم 3 عوامل أثرت على مسيرة الفريق هذا الموسم هي: ضعف مكونات الزاد البشري عدم تعزيز الفريق في ميركاتو الشتاء بما يحتاجه من لاعبين مقابل التفريط في اللاعب ماهر الحناشي الذي يعد إحدى ركائز الفريق والمظالم التحكيمية التي تعرضنا لها في لقاءات الإياب وحرمتنا من نقاط ثمينة ووضعتنا في وضعية أثرت سلبا على معنويات اللاعبين الشبان. المدرب السابق سمير الجويلي: أعتقد بأن الإسراع في إعفاء الإطار الفني والتعاقد مع مدرب أجنبي يجهل كل شيء عن كرة القدم التونسية ونتائجه شاهدة عليه (5 نقاط في 7 لقاءات) كانت بداية ما وصل إليه الفريق من متاعب ومصاعب بالإضافة إلى تواضع الزاد البشري والتفريط في عدد من اللاعبين الأساسيين مقابل عدم نجاح الانتدابات وما تعرض إليه الفريق هذا الموسم من مظالم تحكيمية. عبد القادر خشاش (لاعب حالي): لا أحد يشكّ في أن الهيئة المديرة السابقة تتحمل القسط الأوفر من مسؤولية ما وصل إليه الفريق فقد فرطت في بوكنغ ونطوبو وأيمن العياري ومحمد أمين عمامي وعلي بن عبد القادر وشاكر الهمالي ولم تقم في المقابل بانتدابات ناجحة وخاصة على مستوى انتداب اللاعبين الأجانب الذين سمعنا عنهم الكثير دون أن نرى شيئا على الميدان بالإضافة إلى ما تعرضنا إليه من مظالم تحكيمية سلبت منا عديد النقاط التي لو تحصلنا عليها ما كنا لنوجد في هذا الوضع الحساس. اللاعب الدولي السابق الحبيب بوزقرو: كان من المنتظر أن يصل فريقنا إلى هذه الوضعية الحرجة بحكم ما شهده الفريق في المواسم الفارطة من رحيل عدد من اللاعبين الأساسيين مقابل انتدابات متواضعة لم تقدم الإضافة المرجوة التي من شأنها أن تفيد الفريق وتعوض اللاعبين المغادرين. صحيح أن الفريق ظلم من بعض الحكام في عدد من اللقاءات وأن الوضعية الحالية أثرت بشكل سلبي على اللاعبين الذين لم يتعودوا بهذا الوضع الصعب لكن لا بد من مواصلة التفاف الجميع في هذا الظرف العسير وتأمين نجاة الفريق ثم الشروع في التفكير الجدي في تعزيز الصفوف ووضع استراتيجية تعتمد وضع مستقبل الفريق في المقام الأول وذلك بمزيد العناية بالتكوين والمحافظة على الرصيد البشري وتعزيزه وإيجاد موارد مالية ليتمكن المسيرون من القيام بالانتدابات الهادفة.